هآرتس: اتفاقية الغاز مع مصر هي جيدة بالفعل

هآرتس 23/12/2025، نحاميا شترسلر: اتفاقية الغاز مع مصر هي جيدة بالفعل
كان هذا أسبوع عصيب على مروجي الغاز المخادعين. الامر لم يقتصر على الموافقة على صفقة الغاز الضخمة مع مصر، بل تمكن بنيامين نتنياهو أيضا من التلاعب بوسائل الاعلام. لم يكن المذيعون في التلفزيون يعرفون ما سيقوله في البيان المصور. لقد خمنوا انه سيتحدث عن موضوع سياسي، لكن قبل دقائق من البث اكتشفوا ان الامر يتعلق باتفاقية الغاز. لقد شعروا بالغضب، وهم محقون في ذلك. فقد حرمهم نتنياهو من وقت بث ثمين لاعلان انتخابي سافر. ولكن اذا تجاهلنا هذه المناورة الإعلامية فان هذه اتفاقية جيدة، ومن المؤسف ان يواصل مروجو الغاز المخادعين معارضتها.
على مدى 15 سنة عمل هؤلاء المخادعون بجهد لابقاء الغاز تحت الأرض، وهو امر عبثي تماما. لقد فعلوا ذلك بمساعدة دعاية كاذبة وعدد لا يحصى من الدعاوى القضائية التي اخرت المشروع والحقت ضرر حقيقي بالاقتصاد. فقد زعموا ان لا فائدة اقتصادية من انتاج الغاز، وقالوا ان حقل لفيتان لن يتم تطويره. وقد بدأوا المعركة ضد التصدير قبل عقد (في 2015) عندما عارضوا اول اتفاقية لتصدير الغاز مع مصر. قالوا انه لا يوجد ما يكفي من الغاز، واذا قمنا بالتصدير فسينفد الغاز في غضون 15 سنة (في 2030)، وعندها سترتفع أسعار الكهرباء بشكل جنوني، وسيزداد التلوث بشكل كبير، لأننا سنضطر الى العودة الى استخدام الفحم والسولار. وقد هتفوا: “انتم تستعبدون مستقبل أولادنا”. ولكن التصدير استمر في كل الحالات، وهناك ما يكفي من الغاز لنا، وخزينة الدولة تجني إيرادات جيدة، لذلك فان “مستقبل أولادنا” تحسن بالفعل.
قبل أربعة اشهر حصلت جماعة مخادعي الغاز على ضربة أخرى. فقد تبين وجود صفقة جديدة مع مصر يتم فحصها، فعادت الى بث الرعب. حيث قالوا، صادرات الغاز الضخمة لمصر ستخلف لنا نقص في الغاز خلال 15 سنة (أي في 2040). دائما تكون المدة 15 سنة. ولكن ما العمل؟ لقد تبين ان احتياطي الغاز في لفيتان اكبر بكثير مما قدروا. لذلك فانه لا توجد مشكلة في التصدير لمصر وتحقيق أرباح جيدة، مع توفير ما يكفي للسوق المحلية.
هدف اتباع هذه المجموعة بقي ثابت على مر السنين: إبقاء الغاز تحت الأرض حتى يصبح مصدر للطاقة غير مجد. معروف أنه في انحاء العالم العلماء يعملون على استخدام اكثر كفاءة للطاقة المتجددة (الشمس، الرياح والمياه)، فضلا عن التطورات التكنولوجية في مجال توليد الطاقة عن طريق المفاعلات النووية الصغيرة. كل ذلك كفيل بتحويل الغاز الى مصدر طاقة عفا عليه الزمن ومنخفض الطلب عليه خلال عشرين سنة. لذلك فانه من الصحيح تصديره الان وجني عشرات المليارات منه طالما ان الطلب قائم. ونحن نتحدث هنا عن تصدير ضخم يبلغ 35 مليار دولار (112 مليار شيكل)، حيث إيرادات ستصل الى 58 مليار دولار لخزينة الدولة.
توجد للاتفاق مع مصر أيضا زاوية سياسية. فهو سيعزز التعاون بين الطرفين ويقلل العداء. وربما سيؤدي أيضا الى لقاء ثلاثي بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في نهاية الشهر في مارالاغو.
صحيح انه من المحزن رؤية أحقر شخص في تاريخ الشعب اليهودي وهو يحول اتفاق اقتصادي – سياسي الى انجاز شخصي. ولكن ما العمل؟ الاتفاقية في هذه المرة هو اتفاقية جيدة.



