ترجمات عبرية

هآرتس: ابرتهايد؟ سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية هي نموذج للسيطرة

هآرتس – كارولينا ليندسمان -15/8/2025 ابرتهايد؟ سيطرة إسرائيل على الضفة الغربية هي نموذج للسيطرة

لقد تبين أننا نشكل نموذج، حتى لم نعرف اننا هكذا. انسوا الفصل العنصري الإسرائيلي في المناطق. يجب عليكم من الان فصاعدا القول “نموذج سيطرة إسرائيل في الضفة الغربية”. ليس فقط ان الولايات المتحدة في عهد ترامب لا تحرك ساكنا في صالح الحل الوحيد للنزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، حل الدولتين، بل يتبين ان “نموذج السيطرة” اصبح مسجل كبراءة اختراع دبلوماسية.

صحيفة “التايمز” البريطانية نشرت في هذا الأسبوع بان روسيا والولايات المتحدة ناقشت نموذج السيطرة في الضفة كنموذج محتمل من اجل انهاء الحرب في أوكرانيا. وحسب هذا التقرير فان ستيف ويتكوف يؤيد هذه الفكرة، وهو المبعوث الخاص لترامب والمعروف بانه المسؤول أيضا عن تحقيق السلام في الشرق الأوسط. ويتكوف مثل الطبيب الذي بدلا من ان يعالج المريض، هو ينقل المرض اليه من مريض سابق قام بمعالجته. وفي صالحه يجب القول بانه لم يعرف بانه يحمل المرض. ولكن كيف يمكن الدفاع عن افعاله؟ واذا كانت سيطرة إسرائيل على الفلسطينيين بالنسبة لويتكوف صورة حياة مناسبة من الجدير استنساخها، فهل ربما هو ليس الشخص المناسب للدفع قدما بالسلام في الشرق الأوسط؟ هل الرغبة في وضع حد لسيطرة إسرائيل على الفلسطينيين لا تعتبر شرط ضروري لمنصب المبعوث الخاص؟.

حسب هذا النموذج فان حدود أوكرانيا لم تتغير، مثلما لم تتغير حدود الضفة خلال 58 سنة، فقط بقيت تحت السيطرة الإسرائيلية. كيف لم نفكر في ذلك في السابق؟ ما اعتقدنا انه خلال سنين هو المشكلة تبين انه هو الحل. وبدلا من قول “كفى للاحتلال” كان يجب علينا وصفه كـ “نموذج للسيطرة” وبيع هذه التركيبة من انتاج إسرائيل، “ابيليدي وبندورة الشيري”. هاكم الان نموذج سيطرة إسرائيل في الضفة الغربية.

هذا بالطبع مدحوض من أساسه. ليس فقط لان سيطرة إسرائيل في مناطق الضفة الغربية تم الإعلان عنها بانها غير قانونية من قبل محكمة العدل الدولية، بل ايضا لانه من الوصف أعلاه يتبين ان النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين هو بين إسرائيل والأردن. المناطق تم احتلالها في الحقيقة من الأردن، لكن الفلسطينيين هم الذين يحاربون من اجل تقرير المصير ومن اجل دولة خاصة بهم. الخيار الأردني ما زال خيار غير واقعي. وعندما يحلم اليمين الإسرائيلي بهذا الخيار فان ذلك من اجل “إعادة” الفلسطينيين الى الأردن، وليس الأرض.

في غضون ذلك هاجر شيزاف كتبت بأن هذا النموذج ينهار في حرب مليشيات المستوطنين، وبينهم جنود احتياط أو جنود في الخدمة النظامية، ضد الفلسطينيين، (“هآرتس”، 14/8). وتساءلت: “هل هناك فائدة من القول بان أجهزة انفاذ القانون العسكرية أو الشرطية في الضفة موجودة في الواقع وليس فقط نظريا”. في موازاة ذلك من المتوقع ان تصادق إسرائيل نهائيا على خطة البناء في منطقة إي1 التي ستفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها. وحسب اقوال سموتريتش فان “هذه العملية ستدفن نهائيا فكرة الدولة الفلسطينية”.

بدلا من اجبار الاوكرانيين على شرب السم والخروج الى نزهة ليلية في شوارع هندوراس، ينبغي على ويتكوف النظر في كونه الشخص المناسب لحل الازمات الدولية. وآخر ما تحتاجه إسرائيل الان هو إقرار الأمريكيين بالاحتلال الإسرائيلي كنموذج ثابت جدير بالتقليد.

يجب عدم الاستخفاف بشعور القوة الذي تمنحه الولايات المتحدة لإسرائيل. ولكن زيادة قوة الدولة التي تعاني من جنون العظمة هي أمر يضر بها. اذا كانت الولايات المتحدة معنية بالسلام في الشرق الأوسط فمن الصواب انضمامها للاوروبيين الذين يدفعون قدما بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في الطريق الى حل الدولتين. يجب عدم تطوير وهم بوجود حل آخر.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى