ترجمات عبرية

هآرتس: إنشاء البؤر الاستيطانية بمعرفة الحكومة

هآرتس 25-6-2023، بقلم هاجر شيزاف: إنشاء البؤر الاستيطانية بمعرفة الحكومة

عدد من البؤر الاستيطانية والمباني غير القانونية أقيمت في أرجاء الضفة الغربية في الأيام الثلاثة الأخيرة بمعرفة من المستوى السياسي. هذا على خلفية العنف المتزايد للمستوطنين: عشرات المستوطنين قاموا بأعمال الشغب أمس في قرية أم صفا في وسط الضفة الغربية، وأصابوا عدداً من الفلسطينيين بإصابات طفيفة وأحرقوا بيتين وعدة سيارات، ورشقوا الحجارة على سيارة إسعاف كانت تسافر في شمال رام الله وأصابوا سائقها إصابة طفيفة.

وفقاً لمصدر في جهاز الأمن، فإن أحد المشاغبين في أم صفا اعتقل على يد قوات حرس الحدود. ووفق أقوال هذا المصدر، فإن قوة من الجيش الإسرائيلي استخدمت وسائل تفريق المظاهرات لإبعاد المشاغبين. وحسب طواقم الإنقاذ الفلسطينية، فإن 8 أشخاص من أبناء عائلة واحدة تم إنقاذهم من أحد البيوت التي اشتعلت فيها النار وهم مصابون بإصابات طفيفة نتيجة استنشاق الدخان.

أمس، نشر رئيس الأركان هرتسي هليفي ورئيس “الشاباك” رونين بار والمفتش العام للشرطة كوبي شبتاي، بياناً مشتركاً عبروا فيه عن معارضتهم لأعمال الشغب التي يقوم بها المستوطنون في الضفة، وسموها إرهاباً قومياً متطرفاً. “مؤخراً، يتم تنفيذ اعتداءات عنيفة في “يهودا والسامرة” على يد إسرائيليين ضد فلسطينيين أبرياء. هذا العنف يزيد الإرهاب الفلسطيني ويضر بالدولة وبشرعية قوات الأمن في محاربة الإرهاب الفلسطيني”، كتب في البيان.

أشار كل من هليفي وبار وشبتاي إلى أن الهجمات تجبر جهاز الأمن على تخصيص قوات للعمل ضد الإرهاب الفلسطيني لمنع أحداث مشابهة. وحسب البيان، سيوسع الشاباك “نشاطات اعتقاله للمشاغبين اليهود”، بما في ذلك استخدام الاعتقال الإداري للمشاركين في أعمال الشغب في القرى الفلسطينية.

يتطرق البيان بشكل غير مباشر لرسائل نقلتها مؤخراً الولايات المتحدة والدول الأوروبية، والتي عبر فيها حلفاء إسرائيل عن صدمة مشتركة من أعمال العنف في الضفة. والبيان المشترك الذي نشره ممثلو نحو 20 دولة، منها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والسويد، كتب أنه “مؤخراً، أدى عنف المستوطنين إلى موت فلسطيني وإصابة أكثر من عشرة أشخاص”. وكتب الدبلوماسيون بأن إسرائيل بصفتها القوة المحتلة في الضفة، فعليها حماية السكان المدنيين ومعاقبة منفذي أعمال العنف. في بيان وزارة الخارجية الأمريكية، كتب: “يجب الحرص على إقامة العدل مع من يمسّون بالأبرياء في حالات العنف من قبل المتطرفين. معاقبة المنفذين أمر مطلوب في إطار سلطة القانون”.

وتطرقت هذه الدول أيضاً إلى إقامة عدة بؤر استيطانية والمباني غير القانونية في الضفة الغربية منذ عملية إطلاق النار في “عيلي” في الأسبوع الماضي. أقيمت بؤرة استيطانية قرب قرية سنجل القريبة من مكان العملية. إضافة إلى ذلك، بدأت أعمال لإقامة مزرعة قرب مستوطنة “عمانوئيل”. وحسب مصدر في جهاز الأمن، تم وضع كرفانات جديدة وراء البؤرة الاستيطانية “جفعات هروآه” والبدء بإقامة مزرعة أخرى في منطقة تقوع. ولم يتم حتى الآن القيام بأي نشاط لإنفاذ القانون ضد البناء غير القانوني.

الجمعة الماضي، زار وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير، البؤرة الاستيطانية “أفيتار”، حيث عشرات المستوطنين. لم تمنع قوات الأمن دخولهم إلى المنطقة التي تم إخلاؤها قبل سنتين وبات الدخول إليها منذ ذلك الحين محظوراً حسب أمر عسكري. وطلب المستوى السياسي من رجال الأمن غض النظر عن ذلك. “اركضوا إلى التلال، يجب أن تكون هنا مستوطنة كاملة. ليس فقط هنا، بل في جميع التلال التي حولنا”، قال بن غفير، وأضاف: “في موازاة توطين البلاد، يجب شن عملية عسكرية وتدمير مبان وتصفية مخربين، لأننا في نهاية المطاف سنسيطر وسنعزز السيطرة ونعيد الأمن للسكان”.

في ليلة الأربعاء – الخميس، أقام المستوطنون بؤرة استيطانية تتكون من خمسة مبان متنقلة قرب مستوطنة “معاليه لبونه” قرب مستوطنة “عيلي”، وهي تقع في مجالها القانوني، لكن خارج المستوطنة نفسها. ورغم أن الجيش عرف عن البؤرة الاستيطانية منذ الخميس، لم يصدر المستوى السياسي أي مصادقة، أي أن الوزير في وزارة الدفاع بتسلئيل سموتريتش، لم يصدر أمراً بإخلائها. ولم توزع الإدارة المدنية الأوامر التي تأمر بوقف أعمال البناء.

خلافاً للبؤر الاستيطانية التي تقيمها “شبيبة التلال” التي تبنى مبدئياً من الألواح الخشبية، فالحديث عن البؤرة الاستيطانية الجديدة قرب “معاليه لبونه” يدور عن بناء بسيط وإعداد لتمهيد الأرض التي يبدو أنها استثمرت فيها أموال كثيرة. في هذه البؤرة الاستيطانية تم وضع أعمدة للكهرباء ومعدات ثقيلة مهدت لطريق تؤدي إليها.

رئيس المعارضة، يئير لبيد، أدان عنف المستوطنين وقال: “عنف المستوطنين يتجاوز كل الحدود، إحراق البيوت والسيارات لأبرياء أمر غير إنساني، وبالتأكيد غير يهودي. يجب على نتنياهو إدانة هذه الإهانة، هذا أمر معيب أخلاقياً وتهديد أمني”، غرد لبيد في “تويتر”. ودعا أيضاً رؤساء المستوطنين إلى إدانة الذين ينفذون أعمال الشغب.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى