ترجمات عبرية

هآرتس: إقصاء الفلسطينيين منطق التخطيط الوحيد للمحميات الطبيعية

هآرتس 2022-12-09، بقلم: تسفرير رينات: إقصاء الفلسطينيين منطق التخطيط الوحيد للمحميات الطبيعية

إحدى الطرق لمعرفة توزيع الأدوار للسلطات المحتلة وراء الخط الأخضر وحلفائهم المستوطنين هو السير في أعقاب كابل الكهرباء. فهو الذي يُمكّن من تنفيذ النشاطات في البؤر الاستيطانية وفي المزارع وفي المواقع السياحية غير القانونية التي أقيمت في أماكن مختلفة، من بينها أيضا المحميات الطبيعية. الجهة التي توفر الكابل ترتبط بشكل عام بالدولة، أو تحصل على الدعم منها. يسمح الجميع بإجراء روتين بلطجي وسيطرة على مناطق أخرى. يمتد أحد الكوابل على الأرض منذ بضعة أسابيع في محمية دولب.

يدور الحديث عن منطقة توجد غرب رام الله وقرب مستوطنة دولب، التي أخذت الاسم من أشجار الدلب الرائعة التي تنمو في الوادي القريب.

السفر إلى هذا المكان يوفر معرفة قريبة لنظام الفصل المزدهر وراء الخط الأخضر. على الفور بعد اجتياز حاجز مكابيم نشاهد مزرعة، يعملون فيها بصورة منهجية كي يبعدوا عن المنطقة الرعاة البدو.

بعد ذلك يمكن تقصير المسافة من خلال شارع قام المستوطنون بشقه وسحقوا فيه جزءا من حقل زيتون يعود للفلسطينيين. بعد ذلك نصل إلى وادي الدلب، وهو منطقة توجد على أراضٍ فلسطينية خاصة، لكنها خصصت لتكون محمية طبيعية.

يمتد كابل الكهرباء في محمية وادي الدلب من موقع عسكري ويصل إلى بضعة مبانٍ أقامها المستوطنون بشكل غير قانوني، وهو يوفر الكهرباء للنشاطات في المكان. يسمي المستوطنون المكان “متسبيه رينا”، على اسم رينا شنراف التي قتلت في عملية في عين بوبين قبل ثلاث سنوات تقريباً.

يدور الحديث عن طريقة سبق تطبيقها في مواقع زراعية وفي ينابيع، سيطر المستوطنون عليها على اعتبار أنها مواقع تم تخصيصها لتخليد ضحايا العمليات.

حسب درور اتكيس من جمعية “كيرم نبوت”، التي تتابع سياسة الأراضي الإسرائيلية خلف الخط الأخضر، فإنه في محمية وادي الدلب توجد عريشة من الخشب أقامها المستوطنون، جزء منها مع سور.

إضافة إلى ذلك سيطر المستوطنون على مبنى زراعي فلسطيني، وهم يفعلون فيه ما يريدون.

حسب قوله فإن المزارعين الفلسطينيين لا يمكنهم منذ فترة طويلة الوصول إلى المنطقة لفلاحة أراضيهم وقطف الزيتون هناك.

حالة محمية وادي الدلب، بمفاهيم بلطجة الأراضي، هي حالة خفيفة نسبيا. فهناك حتى الآن لم تقم مبانٍ ثابتة، والتواجد في المكان هو جزئي. ولكن هذا ما زال نوعا من السيطرة على الأراضي، الذي يوسع بالفعل سيطرة المستوطنين على المحيط.

الموضوع المثير للغضب في هذه الحالة هو أنه في الوقت الذي يعتبر فيه أحد أذرع الحكومة، الإدارة المدنية، المباني مباني غير قانونية، بل تم إصدار أوامر هدم ضدها، فإن الذراع العسكرية توفر الكهرباء للمكان وتمكن من وجود نشاطات في المنطقة.

كل ذلك حدث في منطقة يمكن أن تكون محمية طبيعية. في المحمية، دون أي علاقة بالملكية على الأرض، لا يوجد أي تصريح للقيام بنشاطات من النوع الذي يقيمه هناك المستوطنون.

هذا هو السبب في أن أعضاء الكيبوتسات والموشافات داخل الخط الأخضر لا يذهبون كلما يخطر ببالهم إلى محمية أو إلى حديقة وطنية قريبة من بلداتهم ويقيمون هناك أي نوع من أنواع المباني فيها.

على بعد بضع عشرات من الأمتار عن المباني التي يستخدمها المستوطنون توجد اللافتة الرسمية للمحمية. مكتوب عليها تعليمات لحماية المكان مثل منع الحركة خارج الطرق والممرات المحددة. وبصورة رمزية اللافتة آيلة للسقوط.

الإدارة المدنية والجيش لم يردا في البداية على سؤال “هآرتس” وهو لماذا يسمح الجيش بإجراء النشاطات غير القانونية عن طريق تزويد الكهرباء. بعد تقديم الأدلة القاطعة على وجود الكابل ووظيفته جاءنا رد من المتحدث بلسان الجيش بأن شكوى الصحيفة تم فحصها، وأن الكهرباء من الموقع العسكري يمكن وقفها، هذا الأسبوع.

وجاء الرد من الإدارة المدنية: “البناء في المكان معروف لنا، ويتم علاجه عبر قنوات الرقابة وإنفاذ القانون المعروفة في القانون. وقد تم تسليم الأوامر ذات الصلة، والحالة سيتم علاجها حسب سلم الأولويات والاعتبارات العملياتية”.

محمية وادي الدلب ليست الموقع الوحيد لمحمية طبيعية الذي حوّله المستوطنون إلى بؤرة استيطانية.

في محمية غابة أبو سوداء في غوش عصيون أقيمت دون تصريح من الإدارة المدنية بؤرة استيطانية باسم “عوز فيغئون”.

وفي المنطقة التي خصصت للمحمية الطبيعية أم زوكا في غور الأردن توجد منذ سنوات بؤرة استيطانية يعيش فيها مستوطنون، لديهم قطيع أبقار ويطردون من المنطقة المزارعين الفلسطينيين. أيضا في هذا الموقع أعلنت الإدارة المدنية بأنها ستقوم بهدم المباني، لكن هذه المباني ما زالت قائمة.

في عشرات النقاط تنتشر الآن مزارع رعاة للمستوطنين، داخل الخط الأخضر، لم يكن لها أي فرصة للحصول على المصادقة القانونية.

رؤية جهاز الأمن داخل إسرائيل هي أنه يجب تجنب توزيع نقاط استيطانية معزولة ويجب إبقاء تواصل لمناطق مفتوحة، دون مبانٍ وبنى تحتية.

خلف الخط الأخضر الرؤية هي بالطبع معاكسة. المنطق التخطيطي الوحيد هو كيف نسيطر على كل منطقة، التي يمكن فيها إقصاء الفلسطينيين وزيادة سيطرة اليهود.

من المفهوم أنه لا توجد حاجة للاهتمام بالكهرباء؛ لأنه دائما سيكون هناك من سيوفرها عن طريق كابل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى