ترجمات عبرية

هآرتس: إقالة بن غفير قبل أن تُسفك الدماء في إسرائيل

هآرتس 2023-03-17، بقلم: ايتي ماك: إقالة بن غفير قبل أن تُسفك الدماء في إسرائيل

في 30 نيسان 2021 حدثت الكارثة المعروفة في جبل ميرون، التي قتل فيها 25 شابا وطفلا وأُصيب نحو 150 شخصا. “معروف مسبقا” للسلطات ذات الصلة وحكومات إسرائيل ومراقب الدولة أن الأمر يتعلق بمنطقة للبناء غير القانوني وأن ثمة مشكلات أمنية خطيرة في كل عيد للحاخام شمعون بار يوحاي، حيث يتجمع عدد كبير من الأشخاص.

أرسلت لجنة التحقيق الرسمية للتحقيق في الكوارث بيانات تحذيرا لـ 18 ممن لهم مناصب والذين يمكن أن يتضرروا من التحقيق ومن نتائجه، منهم المفتش العام للشرطة يعقوب شبتاي ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. الآن تقف دولة إسرائيل على حافة كارثة أخرى، وفي هذه المرة يقف أعضاء الحكومة والائتلاف في الجهة المقابلة.

قبل بضع سنوات عندما، كنت أمثل في دعاوى للشرطة ودعاوى فلسطينيين تضرروا من عنف المستوطنين في جنوب جبل الخليل، قال لي محقق في الشرطة إن شقيقه يعمل قرب مكتبي في القدس، وربما ذات يوم عندما سيأتي لزيارته فإنه (المحقق) سيقوم بوضع قنبلة في المكتب. في الوقت نفسه تقريبا تقدم أحد سكان البؤر الاستيطانية نحوي في حافلة في القدس، وقال إنه ذات يوم سيعدمون أشخاصاً مثلي، هذه فقط مسألة وقت.

في حينه كانت هذه الأقوال بالنسبة لي لا أساس لها، لكن الآن هذه بالضبط هي الأخطار التي تقف أمام المتظاهرين ومنظمي الاحتجاج ضد الانقلاب النظامي: أن يقوم رجال الشرطة، الذين يتغذون من التعليمات التحريضية على العنف والقادمة من وزير الأمن الوطني والمدان بالإرهاب، إيتمار بن غفير، بإطلاق النار وإلقاء قنابل على المتظاهرين، أو من خلال اغتيال أحد المنظمين، حيث ينفذ ذلك نشطاء اليمين المتطرف الذين يؤمنون بأن “الفوضويين” يزعجون عملية تقريب الخلاص، وهي إقامة “مملكة يهودا” مع نظام أبرتهايد كامل.

نظريات المؤامرة، التي تنشرها وزيرة الإعلام، غاليت ديستن اتبريان، ونتنياهو نفسه، مثل أن التظاهرات تمولها إيران وجهات أجنبية دولية، أو قصص خيالية ينشرها بن غفير عن مؤامرات اغتيال لمتظاهرين ضد سارة نتنياهو، من شأنها أن تقرب اللحظة التي ستتحقق فيها هذه الأخطار.

غرد يئير نتنياهو، نجل رئيس الحكومة، في تويتر رداً على الاحتجاج ضد الانقلاب، حيث قال: “ليسوا متظاهرين وليسوا فوضويين، بل إرهابيون! لقد نشأ هنا تنظيم سري عنيف (بتمويل أصحاب المليارات، مجرمين وأشرارا).

يدور الحديث هنا عن إرهاب محلي. وحتى لو أن هذا استغرق بعض الوقت إلا أنهم في النهاية سيقدمون للمحاكمة بسبب جرائمهم”.

هذه لغة “الحرب القذرة” في أميركا اللاتينية بين الستينيات والتسعينيات. ففي حينه طاردت أنظمة ديكتاتورية واعتقلت وعذبت وقتلت وأخفت نشطاء من المعارضة.

على سبيل المثال، بعد فترة احتجاجات مستمرة في المكسيك ضد الحكم القمعي والفاسد جرت في 2 تشرين الأول 1968 مسيرة كبيرة لطلاب من حرم الجامعة الوطنية نحو ميدان الثقافة في مكسيكو سيتي من أجل الاعتصام ضد سياسة الحكومة.

كان النظام الديكتاتوري في حينه في ذروة الإعداد للأولمبياد، وتتسبب التظاهرات الضخمة بإحراج دولي. لذلك قرر كسرها. أثناء الاعتصام في الميدان أرسلت الحكومة إلى هناك قوات عسكرية، أطلقت النار على المتظاهرين، حيث قُتل بضع مئات وتم اعتقال آلاف على الأقل.

يبدو أن بن غفير – الذي يقوم بعملية نزع الشرعية عن المتظاهرين – يطالب الشرطة باستخدام القوة ضدهم، وتوجه بشكل مباشر لضباط الشرطة حول النشاطات العملياتية وأمر بإقالة قائد لواء تل أبيب، عامي ايشد، بذريعة أنه قد سمح بحدوث فوضى كبيرة، ويبدو أنه سيصل الى التنفيس فقط اذا حدثت مذبحة ضد المتظاهرين في تل ابيب أو في القدس.

الأمر غير مفاجئ، حيث يتعلق بمن تاريخه الشخصي هو عنف وتحريض وكراهية. في صباه كان بن غفير ناشطا بارزا في التنظيم الارهابي للحاخام كهانا، وقد هدد رئيس الحكومة المتوفى، اسحق رابين، وتفاخر بأنه في صالون بيته معلقة صورة القاتل باروخ غولدشتاين. وعندما بلغ سن الرشد اصبح بن غفير عازف الفلوت في جفعات هأبوت (اسم الحي الذي يعيش فيه في مستوطنة في الخليل) والتابع لـ “فتيان التلال”، في الوقت الذي كان يعمل فيه محاميا ويمثل في المحاكم “فتية التلال” المشتبه فيهم بارتكاب اعمال ارهابية، حبث استمر في كونه ناشطا في اليمين المتطرف مع التأكيد على محاولة رفع مسؤوليته عن العنف والادعاء بأن هذه محاولة لتشويه سمعته ومنعه من التمثيل القانوني لـ “فتية التلال”.

على سبيل المثال، كان بن غفير وباروخ مارزيل وميخال بن آريه وبنتسي غوفشتاين المنظمين أو من المشاركين في مظاهرات اليمين المتطرف في القدس التي تم فيها تأجيج الشباب الذين ذهبوا بعد ذلك “للاصطياد” ومهاجمة العرب في المدينة. في العام 2016 نشر أن المحامي بن غفير قام بالقاء محاضرة في معسكر تدريب لـ “شبيبة لاهفاه”. في 13 ايلول 2022 قدم عضو الكنيست، بن غفير، دعوى ضد برنامج “عوفدا” الذي تقدمه ايلانا ديان، بعد تحقيق اجريت فيه مقابلة مع فتاة سابقة في “فتية التلال”، حيث قالت بأنهم قاموا بتحريضها على تنفيذ عمليات “تدفيع الثمن”. وفي الوقت الذي مثّل فيه بن غفير أحد المعتقلين في قضية مذبحة عائلة دوابشة في دوما، تم توثيقه ايضا وهو يتعاون في “عرس الكراهية” الذي رقص فيه المحتفلون وهم يحملون بنادق ام16 وغنوا “سأنتقم لعين من عيوني، يا فلسطين”، وقاموا بوضع سكين على صورة الطفل علي دوابشة، والقى احدهم زجاجة حارقة على صورة الطفل واحرقها. قال بن غفير ردا على ذلك بأن “الشاباك قام بالتنكيل بالمعتقلين، والآن يريدون المس بالمحامي”. أُدين العريس وستة من المشاركين في الزفاف بجرائم تحريض على العنف والارهاب، في حين أن بن غفير أصبح وزير الامن الوطني.

في 10 شباط 1983، في مظاهرة لحركة “السلام الآن” في القدس قتل اميل غرينسفايغ بعد اصابته بقنبلة اطلقها يونا ابروشمي. في المحاكمة قال ابروشمي بأنه عمل بتأثير التحريض، وأوضح بأنه رأى في متظاهري اليسار خونة. بعد سنوات في السجن لم يتغير موقف ابروشمي. ففي مقابلة نشرت في 7 آب 2020 في القناة 12 حرض ابروشمي على العنف ضد المتظاهرين في “احتجاج بلفور”. “أحببت بيغن في حينه مثلما يعجبون الآن بنتنياهو. أحب نتنياهو اكثر من بيغن. الآن أنا لا أذهب الى بلفور. هناك فتيان شباب وهم سيذهبون الى هناك ويعرفون ماذا سيفعلون… أنا اكرههم حتى الآن. وهم ايضا يكرهونني. هم اشخاص سيئون، يكرهون إسرائيل. هم جراثيم. الآن ايضا هم جراثيم. لا يوجد أي نقاش حول ذلك، هم ينشرون الامراض. يجب ابعادهم عن المجتمع”.

لن يكون الوقت متأخراً في أي يوم لفعل الأمر الصحيح. إذا لم يكن وزراء الحكومة وأعضاء الكنيست يريدون أن تسفك دماء المتظاهرين وأن تلطخ ايديهم فيجب عليهم أن يطلبوا من رئيس الحكومة اقالة بن غفير على الفور، حتى لو أدى ذلك الى سقوط الحكومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى