ترجمات عبرية

هآرتس– إطلاق النار هو إشارة من غزة :  وقف النار يتعلق بشعرة

هآرتس– بقلم  عاموس هرئيل وغوش براينر  – 2/1/2022

” لقد سبق إطلاق الصواريخ أمس باتجاه غوش دان حادث آخر يوم الأربعاء، عندما أطلق قناص فلسطيني باتجاه إسرائيليين بالقرب من الجدار الحدودي. من المتوقع أن ترد اسرائيل على الإطلاق على الرغم من أنها ليست متحمسة لتصعيد أمني آخر “.

إطلاق الصواريخ صباح يوم السبت من قطاع غزة باتجاه غوش دان هو إشارة تحذير فلسطينية تدلل على أن وقف إطلاق النار الذي دخل الى حيز التنفيذ بعد عملية “حارس الاسوار” يستند في الشهر الأخير على أسس واهية. القذيفتان سقطتا على البحر المتوسط- إحداهما على بعد كيلومترات معدودة من شاطئ تل أبيب والأخرى بعيدة عن الشاطئ. التبرير الضعيف الذي قدمته حماس والذي استند ثانيةً على الحالة الجوية العاصفة، غير مقنع. لقد تولد الانطباع أن حماس والجهاد الإسلامي، يريدان الضغط على إسرائيل كل لأسبابه الخاصة، لتقديم تسهيلات، ومستعدتان للمخاطرة من أجل ذلك باحتمالية مواجهة عسكرية جديدة بالقطاع.

لقد سبق الحادث الأخير إطلاق نار لقناص فلسطيني باتجاه مواطنين إسرائيليين عملوا في أعمال صيانة بالقرب من الجدار الحدودي في شمال القطاع، في يوم الأربعاء. أحد العمال جُرح جراحا بسيطة. أيضاً بعد الحادث السابق، نقلت حماس رسائل عبر وسطاء، وهم رجال المخابرات المصرية، تفيد بأن الأمر يتعلق بحادث استثنائي، وربما جاء من قبل أحد النشطاء المارقين، وأنه ليس هنالك نية لتصعيد الوضع. هذا الصباح قدم تبرير آخر: ان هذا ثانيةً نتج عن الجو العاصف، والذي أدى إلى انطلاق غير متعمد لصاروخين باتجاه إسرائيل. بالإجمال، حدث هنا حدثان خطيران جداً بعد حوالي ثلاثة شهور من الهدوء على الحدود.

حماس تجري تجارب إطلاق نار عديدة، بهدف تحسين المدى والدقة للصواريخ التي تنتجها في القطاع. أيضاً الجهاد الإسلامي تعمل بصورة مشابهة. ولكن تجارب إطلاق النار تُنفذ باتجاه الغرب بعيداً عن أراضي إسرائيل. هذه المرة، على الأقل أحد هذين الصاروخين إُطلق نحو الشمال قريباً جدا من الشاطئ، لهذا ظهر تفسير الأضرار الناتجة عن الطقس. إسرائيل وافقت على قبول نظرية البرق، والذي يلحق أضرارا بالكوابل الكهربائية المرتبطة بأجهزة الإطلاق، قبل حوالي 3 سنوات بعد إطلاق ليلي نحو بئر السبع. أيضاً حينئذٍ كان هذا تفسيراً اشكاليا. هذه المرة إسرائيل أكثر تشككاً وتلقي بمسؤولية إطلاق النار على حماس. ربما أن الأمر مرتبط بخيبة أمل حماس من وتيرة التقدم في مشاريع إعادة إعمار غزة ورغبتها بالضغط على إسرائيل ومصر للعمل بصورة أسرع.

في الخلفية، يوجد للجهاد الإسلامي أجندة خاصة بها. عضو الجهاد المحتجز في إسرائيل، هشام أبو هواش، مضرب عن الطعام منذ أكثر من 120 يوم، احتجاجاً على أمر الاعتقال الإداري الذي أصدر ضده، وضعه الطبي يتدهور وهنالك خطر ملموس على حياته. أمر الاعتقال جمد يوم الأحد بسبب وضعه الصحي، ولكنه يواصل الإضراب عن الطعام إلى أن يتم إلغاؤه. بعد الإطلاق نقلت وسائل إعلام في غزة عن مصادر في الجهاد الإسلامي ادعاءها أن الجهاد سيواصل إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل مطالباً بإطلاق سراح المعتقل.

إسرائيل من المتوقع أن ترد على الاطلاق، نظراً لأن هذا جزء من معادلة الردع التي تحاول بثها للمنظمات الفلسطينية في غزة، وبالمقابل هي ليست متحمسة لتصعيد أمني آخر. كالعادة، التوقيت ليس مناسباً من ناحية الحكومة، والتي يوجد لها سلم أولويات وساحات أكثر اشتعالاً، من النووي الإيراني وزيادة قوة حزب الله في لبنان، وحتى موجة الكورونا الخامسة التي تتفشى هنا بوتيرة سريعة. هذه المعضلة تتكرر من حين لآخر في كل الحكومات الأخيرة. وقد أصبحت أصعب سواء على المستوى السياسي أو بالنسبة للمستوى العسكري، حيث يأتي الاطلاق بالضبط في الأسبوع الذي يقولون فيه أنهم نجحوا في تغيير قواعد المعادلة وردع الفلسطينيين. يبدو أنهم في إسرائيل نسوا حتلنة الغزيين بورقة الرسائل هذه.

¬ ثمة لحكومة بينيت -لبيد صعوبة أخرى، فريدة. هذا هو الائتلاف الأول في إسرائيل الذي يستند إلى شريك عربي هام وهو راعم “القائمة العربية الموحدة”. من الواضح لكل ذوي العلاقة أن عملية واسعة للجيش الاسرائيلي في القطاع ستضع رئيس “راعم” منصور عباس أمام إرباك شديد ومن شأنها أن تزعزع أكثر مكانتها الهشة في الحكومة. بالمقابل فإن عدم الرد سيفيد رئيس المعارضة بنيامين نتنياهو والذي سيستطيع مهاجمة الحكومة بسبب عدم ردها على الإرهاب.

توترات في الأقسام الأمنية

التوترات في القطاع تضاف إلى التوتر المتواصل السائد في الأقسام الأمنية داخل السجون في إسرائيل. بالإضافة إلى قضية المعتقل الإداري المضرب عن الطعام من الجهاد الإسلامي، ثمة مواجهة بين مصلحة السجون وأسرى حماس. قبل حوالي أسبوعين وبعد أن طُعن سجان من قبل سجين وجُرح جراحا بسيطة في سجن نفحة، عزلت مصلحة السجون زعماء أسرى حماس في السجن، الأسرى ردوا برفض الخروج من غرفهم، وبتهديد بالمس بسجانين آخرين.

في الأسبوع الماضي جرت اتصالات بين ممثلي حماس وبين أعضاء شعبة المخابرات في مصلحة السجون في محاولة لتهدئة النفوس. المفاوضات كشفت عن خلاف داخل مصلحة السجون، حيث جزء من كبار المسؤولين يريدون إعادة الهدوء إلى السجون في حين أن آخرين يؤيدون القيام بخطوات عقابية أكثر شدة ضد قيادة الأسرى. غداً من المتوقع عقد لقاء بين ممثلي حماس وبين كبار مسؤولي مصلحة السجون في المنطقة الجنوبية. في الخلفية، تستشعر خيبة أمل في أوساط السجناء على خلفية انطباعهم من أن المفاوضات بشأن صفقة الأسرى بين إسرائيل وحماس عالقة، وأن والاحتمالات ضعيفة في أن يحدث تقدم من أجل إطلاق سراح قريب للأسرى.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى