ترجمات عبرية

هآرتس: إسرائيل عالقة بأزمة هي الأخطر في تاريخها

هآرتس 2023-03-22، بقلم: يوسي فيرترإسرائيل عالقة بأزمة هي الأخطر في تاريخها

فيما يلي ملخص لمآثر حكومة اليمين الكاملة، في يومها الأخير فقط: يبشر رؤساء الائتلاف بـ”تليين” تشريعات الانقلاب النظامي (الذي ليس إلا انسحاباً تكتيكياً لغايات تحسين المواقع قبل مواصلة الهجوم)، فوزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، ألقى خطاباً وخلفه شعار استفزازي “ضفتان للأردن”، ويشعل حريقاً في وجه المملكة الجارة. ويتصل الرئيس الأميركي مع رئيس الحكومة كي لا يدعوه إلى البيت الأبيض وكذلك ليشرح له ما هي الديمقراطية، بل ليقترح عليه مساعدة أميركية في تسوية الجبهة الداخلية وكأننا العراق المتفكك ما بعد حكم صدام. ويهدد وزير الدفاع، يوآف غالانت، بالاستقالة إزاء الانهيار في منظومة الاحتياط لوحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي.

الحكومات العاقلة ما كانت لتخلق كومة من الأخطار كهذه في فترة ولاية كاملة. الاستنتاج هو أن النظام أُعطي لأيدي يمين متطرف ومتطرف جداً، ويقف على رأسه شخص عديم الكوابح، فاسد وضعيف، ويدار من قبل ابنه السام والخطير ودون أي عامل موازن من وسط الخارطة – علقت دولة إسرائيل في أزمة متعددة الجبهات هي الأخطر في تاريخها. كل ذلك في أقل من ثلاثة أشهر.

كل بند من البنود أعلاه يستحق مقالاً منفصلاً. ولكن يجدر التوقف لحظة عند المناورة المهينة التي قام بها الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع رئيس الحكومة، فنتنياهو بالتأكيد كان على قناعة بأنه في نهاية المحادثة سيسمع أخيراً كلمة “دعوة”، وسيكون لديه ما يعود به إلى البيت، إلى السيدة. لا شيء. فقد أصبح يعرف أنه لن يسمح له بدخول البيت الأبيض إلا عبر بوابة الزوار. إذا ابتسم له الحظ فإنه سيتمكن من التلويح للرئيس مودعاً من وراء ماكينة قص العشب الأخضر، في الوقت الذي يكون فيه الرئيس يشق طريقه نحو الطائرة المروحية الرئاسية. البيان التوبيخي البارد، الذي أصدره الأميركيون للصحافة، فقط لفّ السكين الدبلوماسية المغروسة في ظهر رئيس الحكومة، الوحيد في العقود الأخيرة الذي تم حرمانه من الدعوة التي طال انتظارها، الروتينية تقريباً، إلى البيت الأبيض.

كان يمكن أن يصدر نتنياهو بياناً للأمة، أول من أمس، إلى جانب أو دون وزير العدل ياريف لفين، لكنه تنازل عن ذلك. يمكن التخمين ماذا كانت رسالته: نحن تنازلنا، قمنا بالتأجيل، والتجميد فعلياً، لكن المعارضة لا تهتم، والمتظاهرون “الفوضويون” أيضاً لا يهتمون (الذين قارنهم ابنه الجاهل بفصائل الـ”إس.إي” النازية، وهي أقوال لم يكلف والده نفسه، بصورة متعمدة، عناء التنصل منها).

لكن الواقع كما هو دائماً لدى نتنياهو، الذي يبدو أنه مقطوع تماماً، هو عكس ذلك تماماً: في الخطة الجديدة أيضاً ستكون للائتلاف سيطرة على تعيين قاضيَين في المحكمة العليا ورئيس المحكمة العليا القادم. أيضاً حسب هذه الخطة، فإن قانون تصفية الانتقاد القضائي للكنيست، الذي يسمى “فقرة الاستقواء”، سيمر بأغلبية 61 عضواً، لكن فقط بعد نحو شهرين. هكذا أيضاً الفصول الأخرى في خطة المراحل للفين ورئيس لجنة الدستور سمحا روتمان لتدمير الديمقراطية الإسرائيلية. بعد الاقتحام، هم يذهبون الآن حسب خطة المراحل. هذا حقهم بالطبع، لكن أن يعرضوا هذه الخدعة على أنها مرونة واعتدال، فهذه إهانة للذكاء ولمن تنقصهم هذه الصفة.

لا يوجد خطأ لم يرتكبه وزير العدل لفين منذ ظهر فجأة على الشاشات في مساء 4 كانون الثاني، وألقى في وجهنا خطته لتحويل الدولة إلى دولة مستبدة. الشخص الذي يعتبر السياسي الأكثر حنكة في النظام أثبت أيضاً لمؤيديه في “الليكود” أنه لا يستحق أن يكون رئيس الحكومة بعد نتنياهو، وأنه يشكل خطراً ملموساً على وجود الدولة. إن الغطرسة والمسيحانية والكراهية والانتقام التي يكنّها لجهاز القضاء قادته هو وحزبه – أكثر أهمية بقليل الدولة – نحو الهاوية. الآن بعد إنهاء الحداد على والده، يحاول كما يبدو أن يقوم بالإصلاح.

المشكلة الحقيقية للائتلاف مع القانون المعدّل ليست في الكنيست، بل في المحكمة العليا. الطريقة المخادعة التي استلّ فيها روتمان الصيغة الجديدة ووضعها على طاولة لجنة الدستور والقانون والقضاء تبرر، كما يبدو، تدخلاً قضائياً وإلغاء. هناك من يقولون: إن نتنياهو يأمل في ذلك، وإنه سيعلق الآمال على إستر حايوت.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى