ترجمات عبرية

هآرتس: إسرائيل تريد شريكاً فلسطينياً لـ»الأبرتهايد»!

هآرتس 2022-08-24، بقلم: عكيفا الدار 

في دولة الأقزام، توجد ضجة واضطرابات. تحدث زعيم فلسطيني بصورة غير جميلة عن كارثتنا. حقا هذا أمر غير سوي. أدان الرئيس، ووبخ رئيس الحكومة، وغرد البديل، وأظهر وزير الدفاع الاستياء، وثرثر السياسيون، وتطاول المحللون. ما الذي يجب فعله أيضا لإقناع شعب إسرائيل بأن محمود عباس ليس شريكا؟ حوّله نفتالي بينيت إلى منكر للكارثة من أجل أن يربت على كتفه هو نفسه؛ لأنه بصفته رئيسا للحكومة رفض الالتقاء معه للدفع قدما بالمفاوضات.

المقارنة التي أجراها محمود عباس بين الكارثة وفظائع الاحتلال لم تكن إشكالية اكثر من أقوال نائب رئيس الأركان، يائير غولان، في الاحتفال في يوم الكارثة في العام 2016، حول عمليات مثيرة للقشعريرة حدثت في أوروبا في القرن السابق (العثور على دلائل لها هنا في أوساطنا). لم يزعج هذا بينيت الذي كان مشاركا في هذا الاحتفال في أن يعين غولان نائب وزير في حكومته.

لنفترض أن عباس كان سيحج إلى “يد واسم”، وينضم إلى مسيرة الحياة، ويقيم في المقاطعة نصبا تذكاريا لذكرى ضحايا الكارثة؛ هل كان عندها بينيت والأغلبية الساحقة من أصدقائه في حكومة التغيير سيدعونه إلى طاولة المفاوضات؟ في الخطاب الذي ألقاه في 2014 في موعد قريب من يوم الكارثة، قال، إن “الكارثة هي الجريمة الأكثر إثارة للاشمئزاز في التاريخ الحديث”. وردا على ذلك قال رئيس الحكومة في حينه، بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل لن تجري مفاوضات مع السلطة الفلسطينية. من اجل أن يوافق بنيامين نتنياهو على منحه صفة الشريك، التي سيكون من خلالها قادرا على الحديث عن ضم معظم الضفة، مطلوب من عباس أن يكون الزعيم العربي الوحيد الذي سيعترف بإسرائيل دولة يهودية، يهودية فقط.

لنفترض أنه سيتم تشكيل حكومة وسط – يسار في إسرائيل برئاسة يائير لابيد أو بني غانتس، تسعى إلى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. ما الذي بالضبط سيتحدثون عنه معهم؟ أي تسوية سياسية يمكنهم عرضها على هذا الشريك؟ أي بؤر استيطانية غير شرعية سيخليها المستوطن أفيغدور ليبرمان؟ كم من أعضاء الكنيست سيصوتون مع إقامة دولة فلسطينية مستقلة ولو على جزء صغير من الضفة الغربية؟

حتى يائير غولان، الذي يتنافس على رئاسة اليسار، يقول، إنه لا يوجد من أو ما يمكن التحدث معه أو عليه، ويطالب بانفصال أحادي الجانب عن أجزاء صغيرة من الضفة الغربية. بالعبرية الدارجة في معظم البيوت في إسرائيل اليهودية فإن معنى هذه الأقوال هو إدارة النزاع، أو حسب أقوال ميخا غودمان “تقليصه”. حل النزاع سينتظر إلى حين ولادة شريك فلسطيني يقوم بدعوة عضو الكنيست (قريباً الوزير؟) إيتمار بن غبير على وجبة فطور في رمضان. قبل ذلك ستتحول إسرائيل بصورة رسمية ونهائية إلى نظام “ابرتهايد”.

من كثرة “النبش” في أقواله عن الكارثة واحتفالية “لا يوجد شريك”، فإن وسائل الإعلام في إسرائيل تجاهلت الأقوال المهمة حقا التي قالها عباس في برلين. من اجل عدم القول “نحن لم نعرف”، هاكم اختصارها: نحن مستعدون للعمل مع جميع الشركاء ذوي العلاقة من اجل التوصل إلى سلام وأمن، من خلال الحرص على المقاومة الشعبية للاحتلال بالطرق السلمية، ورفض العنف والإرهاب. سنواصل الجهود للدفاع عن حل الدولتين على أساس حدود 1967 وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية والسعي إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين.

في ظل غياب حل الدولتين، أنهى عباس أقواله، ولم يبق للشعب الفلسطيني غير البحث عن حقوقه في دولة واحدة، مع حقوق متساوية للجميع. “هل هذا الذي تريده إسرائيل؟”. الأمر صعب علينا. في دولة سليمة يجب أن يرفرف هذا السؤال على كل لوحة إعلانات ويدوي في كل بث انتخابي. في دولة الأقزام، في المقابل، ضجة وصخب. يرتدي الجيش الزي الرسمي وينطلق إلى الحرب.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى