ترجمات عبرية

هآرتس: إسرائيل تدير عملية واسعة ضد تهريب السلاح إلى “حزب الله” منذ عقد

هآرتس 16-12-2022م، بقلم: عاموس هرئيل: إسرائيل تدير عملية واسعة ضد تهريب السلاح إلى “حزب الله” منذ عقد

حسب جميع الدلائل ثمة حملة تأثير جديدة انطلقت. تتم ادارة هذه الحملة من دولة معينة في مكان معين في الشرق الاوسط، وتستهدف إفشال مسار التهريب الايراني القديم – الجديد، من طهران، أحياناً بشكل مباشر وأحياناً عبر محطة اوروبية وسيطة، الى مطار بيروت. على الأجندة تقف محاولة ايران من اجل اعادة تحريك شبكات تهريب السلاح، حيث ستركز بالتأكيد جهود ايران، مثلما في السابق، على تحسين نوعية الصواريخ التي توجد في حوزة «حزب الله» في لبنان بوساطة تركيب «أجهزة دقة». هذه الاجهزة تحسن بشكل كبير قدرة «حزب الله» على توجيه الصواريخ الى هدف محدد بدلاً من الاعتماد على السلاح الثابت، الذي إمكانية إصابته للهدف متدنية.

بدأ تدفق الانباء قبل نحو اسبوع في وسائل اعلام سعودية، جزء منها استخدم في السابق كقناة من اجل تأكيد معلومات استخبارية ونشرها على الملأ. في البداية نشرت قناة «العربية» مع اقتباس عن مصادر، لم يتم الكشف عن هويتها، بأن ايران استخدمت شركة طيران «ميراج»، التي بدأت مؤخراً برحلات جوية مباشرة بين ايران ولبنان لتهريب السلاح لـ «حزب الله». بعد ذلك نشرت صحيفة «الشرق الاوسط» اللندنية بأن اسرائيل تحقق في الادعاءات التي نشرتها «العربية». اضافة الى ذلك قيل بأن اسرائيل نقلت رسالة الى الحكومة اللبنانية، بحسبها يمكن أن تهاجم مطار بيروت اذا تم نقل السلاح الايراني عبره.

بعد ذلك انضم لهذا الاحتفال، الذي شمل معلومات استخبارية وسياسة ودعاية، حسابات اسرائيلية في تويتر، مثل «علما»، وهو مركز يعمل في مجال الامن الذي تترأسه ضابطة استخبارات متقاعدة في الجيش الاسرائيلي، والذي غرد، الاثنين الماضي: «نعرف اسماء الـ 63 طياراً الذين يعملون في شركة «مهام»، الذين توجد امكانية كامنة لمشاركتهم في تهريب قطع سلاح من سورية الى لبنان في السنة الاخيرة. توجد لدينا صور ومعلومات اخرى عنهم، في القريب سنبدأ بنشرها مع التقرير الكامل». وقد ارفقت بهذه التغريدة صور تم طمسها بشكل متعمد، يبدو لطيارين.

«مهام» شركة طيران ايرانية، حسب تقارير سابقة، استخدمت في عمليات تهريب السلاح للنظام في ايران. 190 هي وحدة في «قوة القدس»، وهي ذراع «الارهاب الدولي» في الحرس الثوري الايراني. وهي مختصة في مجال التهريب. التهديد هنا واضح، مركز مدني اسرائيلي له صلة بأجهزة المخابرات، يحدد وجوه واسماء مواطنين ايرانيين بذريعة أنهم يشاركون في عمليات خطيرة. هذا يمكن أن يكون مدخلاً لعقوبات شخصية من قبل هيئات دولية. وفي سيناريو آخر، تهديد خفي بشأن هجوم محتمل قاس.

تدير اسرائيل منذ عشر سنوات تقريباً عملية واسعة ضد تهريب السلاح من ايران لـ «حزب الله». هذا هو قلب المعركة بين حربين. من العام 2017 فما فوق هي تهاجم ايضا قواعد مليشيات شيعية ومعسكرات وسلاح ايراني ينتشر في ارجاء سورية. أصابت جهود الاحباط الاسرائيلية، التي شملت حتى الآن مئات الهجمات في جبهات مختلفة، بالضرر بشكل كبير عدداً من قنوات التهريب الرئيسية. في السابق نشر أن قوافل شاحنات سافرت في الاراضي العراقية الى سورية ولبنان أصيبت بدرجة كبيرة. وتضررت ايضا سفن ايرانية قامت بتهريب النفط والسلاح الى الموانئ في سورية ولبنان. تهاجم اسرائيل ايضا بين حين وآخر مطارات وقواعد لسلاح الجو في سورية، في دمشق وحمص ومحيط مدن اخرى.

عودة ايران الى بيروت تعكس كما يبدو الصعوبات في القنوات الاخرى. في السماء تعمل ايران بطريقتين: تهريب بنطاق محدود بوساطة حقائب، يقوم المسافرون بحملها في ايديهم، والى جانب ذلك تهريب كثيف في طائرات الشحن، حيث يتم إخفاء شحنة السلاح أو قطع الغيار في السجلات على أنها بضائع مدنية. في حالة الامتعة اليدوية فان احد المسارات يمر عبر رحلات جوية مدنية عبر محطة وسيطة في دولة اوروبية، كما يبدو من خلال استغلال عمليات تفتيش أمنية متراخية في تلك الدولة. وقد وجهت اسرائيل مؤخرا تحذيرا لهذه الدولة حول نوايا ايران. في موازاة ذلك، كما تبين، نشر تحذير مباشر لايران بواسطة وسائل الاعلام.

في سنوات المعركة بين حربين، قللت اسرائيل جدا هجماتها في لبنان. كان هناك عدة احداث فردية ردت فيها بالنار من الجو أو الارض ضد اهداف لـ «حزب الله» قرب الحدود رداً على اطلاق النار على اراضيها. وقد كانت هناك حادثة اخرى اكثر اهمية في آب 2019. فحسب وسائل اعلام اجنبية فقد قام سلاح الجو الاسرائيلي بقصف الضاحية، الحي الشيعي في جنوب بيروت، بعد بضع ساعات على محاولة تنفيذ عملية شارك فيها رجال «حزب الله» على الحدود مع سورية، عندما حاولوا اطلاق حوامات الى الجانب الاسرائيلي من الحدود في هضبة الجولان. بعد عملية القصف نشر أنه تم قصف شاحنة عليها خلاط، هو جزء حيوي في منظومة انتاج لتركيب اجهزة دقة، التي حسب الاشتباه حاول «حزب الله» اقامتها في لبنان.

مع ذلك، مع مرور الوقت تولد انطباع واضح بأن اسرائيل بشكل عام تفضل عدم مهاجمة اهداف لـ «حزب الله» في الاراضي اللبنانية. ورغم المعلومات الاستخبارية عن اقامة خطوط انتاج تحت الارض لأجهزة زيادة الدقة في بيروت فقد اختارت اسرائيل كشف مكانها في خطاب علني لرئيس الحكومة في حينه، بنيامين نتياهو، في الجمعية العمومية للامم المتحدة، وعدم قصفها بشكل كان يمكن يعمل على تدهور الوضع مع حزب الى حرب.

كشف كوخافي

تطرق رئيس الأركان، افيف كوخافي، أول من أمس، بتوسع نسبي الى جهود اسرائيل ضد تهريب السلاح في محاضرة ألقاها في جامعة رايخمان في هرتسليا، في يوم دراسي لذكرى جنرال الاحتياط امنون شاحك. وقد قال كوخافي إن جهود تهريبات ايران لـ «حزب الله» تم التشويش عليها طوال السنين. وأضاف بأن «هذا لم يكن ليحدث لولا النشاطات العسكرية التي استمرت لسنوات كثيرة في سورية، لكن ليس هناك فقط، في الجو والبحر واليابسة، بل ايضا في لبنان وفي اماكن اخرى».

وحسب قوله فإن ايران أملت أن تنشر في سورية وفي لبنان منظومة تشمل مئات صواريخ ارض – ارض وأرض – جو دقيقة بمدى بعيد نسبيا، الى جانب وضع عشرات آلاف جنود المليشيات الشيعية في سورية واقامة نوع من «حزب الله 2» على طول الحدود مع اسرائيل في هضبة الجولان السورية. «هذه الامور الثلاثة تم تشويشها بشكل واضح، هذا اذا لم يكن بشكل مطلق. معظم محاور تهريب السلاح طوال الوقت مغلقة تماما والعدو لا ينجح في نقل السلاح. الانتاج المستقل في هذا الفضاء ايضا تضرر بشكل كبير جدا، بشكل يشوش على وتيرة تسلح سورية و»حزب الله» بالصواريخ والقذائف وصواريخ كروز»، قال.

وقد تطرق كوخافي ايضا للمرة الاولى، بشكل استثنائي ومباشر، الى الهجوم الذي نسب لاسرائيل قرب معبر بو كمال بين العراق وسورية قبل بضعة اسابيع. «كان يمكننا عدم المعرفة عن القافلة التي تسافر من العراق الى سورية وكان يمكن أن لا نعرف أنه من بين الـ 25 شاحنة هذه بأن الشاحنة رقم 8 هي التي تنقل السلاح»، قال. «ايضا الى هناك يجب ارسال الطيارين… الذين يجب عليهم القصف والاصابة… هذه قدرة متقدمة جدا وهي تسمح ببلورة استراتيجية».

وعبرت مصادر امنية عن الدهشة من قرار رئيس الاركان الاعلان بشكل علني عن الهجوم. وحسب هذه المصادر فان هذا كان تحدياً زائداً للايرانيين والسوريين الذين اصيبت قافلتهم. ايضا هذا النشر يمكن أن يضر بالعلاقات الامنية مع الولايات المتحدة. يوجد للولايات المتحدة حضور عسكري محدود في العراق وفي سورية، وهي تخشى من هجمات ايرانية ضد قواتها عن طريق اطلاق الصواريخ من قبل المليشيات الشيعية كما حدث في السابق. في عدة مناسبات سارعت جهات في اميركا الى التنصل من الهجمات التي نسبت لاسرائيل من اجل تجنب هجوم لإيران ردا على هذه النشاطات.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى