ترجمات عبرية

هآرتس: إسرائيل الجديدة بقيادة درعي وسموتريتش

هآرتس 2023-02-15، بقلم: نحاميا شترسلر: إسرائيل الجديدة بقيادة درعي وسموتريتش

رغم الدعوة الانفعالية للرئيس بوقف التشريع، إلا أنها بالتحديد بدأت، أول من أمس، عندما صادقت لجنة الدستور على بندين في الانقلاب النظامي: تعيين قضاة المحكمة العليا من قبل الائتلاف، ومنع المحكمة العليا من إلغاء قوانين أساس.

حتى الآن كان يبدو أن نتنياهو يقود الانقلاب بهدف إلغاء محاكمته، في حين أن ياريف لفين وسمحا روتمان، والحريديين والمستوطنين، يستخدمون فقط كبيادق.

اليوم يتبين أنهم هم بالذات (لفين وروتمان وآريه درعي وموشيه غفني وبتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير) يستخدمون بيبي من أجل تنفيذ خططهم: تصفية المحكمة العليا التي تزعجهم في تحويل إسرائيل إلى دولة شريعة – يمينية – متطرفة وغير ديمقراطية.

لفين وروتمان يمقتان الديمقراطية. هما يريدان استبدالها وتحقيق حكم فاشي – عسكري، يضطهد كل من يفكر بطريقة أخرى، والمحكمة العليا هي العائق أمامهما.

هما لا يعملان لدى بيبي، ممثل المستوطنين في الحكومة، سموتريتش، يشمئز منه، ليس عبثاً أنه قال عنه: “كذاب ابن كذاب… وأنه لن يبقى هنا إلى الأبد، وذات مرة سيدان في المحكمة”.

يعرف الحريديون أنهم يتعاملون مع متحايل، ولذلك فهم يريدون استغلال اعتماده الحالي عليهم من أجل تحقيق كل أحلامهم هنا والآن، قبل أن يقوم بالتحايل عليهم مثلما فعل في التحالف مع بني غانتس. ليس صدفة أن حذرت شخصيات رفيعة في “يهدوت هتوراة” بيبي من أنه إذا تنازل عن أي شيء في “الإصلاح القانوني” فإنهم سينسحبون من الائتلاف.

يؤمن الحريديون بأن المحكمة العليا تكرههم وتريد إسقاطهم. الأهم بالنسبة لهم هو إنجاز الإعفاء الكامل من التجنيد، وتمنع المحكمة العليا ذلك.

حلمهم هو تمرير قانون يعفيهم بشكل كامل من الخدمة العسكرية، دون شروط وحصص وعقوبات مالية، ومن أجل ذلك يجب تصفية المحكمة العليا التي لم تسمح بذلك حتى الآن بذريعة تقاسم العبء. مساواتهم معكوسة، النساء للمطبخ والعلمانيون للخدمة العسكرية. عمل قاسٍ وضرائب باهظة ستحول للطلاب المتدينين المتملصين.

ثمة موضوع آخر يقلق الحريديين هو تمويل مؤسسات التعليم. في الاتفاقات الائتلافية تم النص على أن ميزانيات مؤسسات التعليم التي لا تعلم المواضيع الأساسية ستصبح مساوية لتلك التي يعلمون فيها هذه المواضيع. هم يدركون أن هذه العملية سيتم وقفها في المحكمة العليا ولذلك هم يريدون تصفيتها.

هناك أيضاً موضوع يغضبهم وهو الخميرة في عيد الفصح. قررت المحكمة العليا أنه يجب إلغاء إدخال المأكولات المخمرة إلى المستشفيات في أيام العيد. وصف غفني في رده على ذلك القضاة بـ “الوقحين”، ووعد بسن فقرة استقواء “من أجل إعادة تنظيم قوتهم غير المحدودة”. في الحقيقة فقرة الاستقواء تحولت إلى جزء رئيس في الانقلاب النظامي.

هناك مواضيع أخرى تغضبهم مثل مسار “حائط المبكى”، وعمل القطار في أيام السبت، وإلغاء تعيين درعي في منصب وزير، كل هذه مشكلات ستحل بالتدريج إذا تم تحييد المحكمة العليا.

يعرف سموتريتش وبن غفير أنه توجد لهما الآن فرصة لن تتكرر من أجل تغيير وجه الدولة.

هما يريدان شرعنة عشرات البؤر الاستيطانية غير القانونية في الضفة، ما سيعمق سيطرتهما على الأرض، ويمكّن من تنفيذ خطتهما الكبرى وهي ضم مناطق ج لإسرائيل، في حين أنه في المناطق الأخرى ستقام دولة محمية صغيرة تحت سيطرة إسرائيل. حصلا على سلفة، قبل أيام، عندما قرر الكابينيت شرعنة 9 بؤر استيطانية.

بشكل عام هما يريدان عدم تدخل المحكمة العليا فيما يحدث في الضفة، وأن لا يتم التقرير فجأة بأن الأمر يتعلق بأراضٍ خاصة محظور سلبها، وأن لا تزعجهم في هدم البيوت واقتلاع أشجار الزيتون، وأن تسمح لهم بالتنكيل بالفلسطينيين بهدوء وطردهم لاحقاً ودون الانشغال الزائد بحقوق الإنسان.

أي أن المستوطنين والحريديين هم الذين يقررون الآن كيف ستظهر إسرائيل الجديدة: دون محكمة عليا، ومع مستشار قانوني من قبلهم، ومستشارين في الوزارات الحكومية كانوا ذات مرة حراس عتبة وهم الآن دمى. وإذا كان يجب عليهم مساعدة نتنياهو في الهرب من محاكمته فهذا ثمن معقول جداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى