ترجمات عبرية

هآرتس: أيهما الأسبق إتحاد ساعر غانتس أم نتنياهو شكيد؟

هآرتس 5/7/2022، بقلم: أمنون هراري

أظهرت الاستطلاعات الأخيرة تفاؤلاً لبنيامين نتنياهو. السيناريو الذي سيحصل فيه على 61 مقعداً حقيقي، ما سيمكنه من تشكيل حكومة قومية متطرفة أصولية واستبدادية، حكومة ستقيل موظفين كباراً يتخذون قراراً يناقض روح الزعيم، وربما ستحظر الإجهاض، وهي خطوة يؤيدها من ظهر في الاستطلاعات كشريك أكبر لنتنياهو في الائتلاف، بتسلئيل سموتريتش.

يبدو أن نتنياهو أيضاً قد تنازل تقريباً عن سيناريو الأحلام هذا، وإلا لما سعى إلى التقرب من اييلت شكيد، ولم يكن ليفكر بأن يعرض على جدعون ساعر رئاسة الحكومة (دون أن ينوي تنفيذ ذلك، بالطبع). وشركاؤه الأصوليون لم يكونوا ليتجرأوا على التساؤل حول إمكانية تشكيل ائتلافات بديلة للائتلاف الذي يترأسه.

كل ذلك إلى أن قرر نفتالي بينيت الانسحاب من السياسة. قرار بينيت تأييد حل الكنيست في الواقع اعتبر أنباء جيدة لنتنياهو، لكن قرار عدم التنافس في الانتخابات القادمة اعتبر أنباء أفضل. منذ اللحظة التي تنازل فيها عن ترشحه، فقد خلف وراءه حزباً يمينياً في يد شكيد، التي ستكون سعيدة لمنح نتنياهو حكومة. هي بالتأكيد ستفضل ذلك على تشكيل حكومة مع القائمة المشتركة. خلافاً للاعتقاد السابق، فإن الاستطلاعات الأولى التي أجريت منذ ذلك الحين أظهرت أن شكيد تنجح في الحفاظ على أغلبية المصوتين الذين ما زالوا لبينيت في “يمينا”.

وفقاً لذلك، أعضاء الكنيست الآخرين من “يمينا” الذين يرون أنها لم تتحطم، لا يسارعون إلى ترك الحزب والانتقال إلى أحزاب أخرى.

من المريح التفكير بأن شكيد ما زالت تستفيد من صورة “يمينا” كحزب في الائتلاف السابق، لذلك قد تفقد أصواتاً إذا تمت نسبتها إلى كتلة نتنياهو. ولكن الأسئلة العميقة في الاستطلاع تظهر أن المصوتين الذين بقوا معها هم الذين بقيت هوية رئيس الحكومة غير حاسمة بالنسبة لهم. يمكن الافتراض بأن الأمر يتعلق بأعضاء “يمينا”، الذين يمقتون التصويت لليكود أو سموتريتش. ولكنهم أيضاً يمقتون الائتلاف الذي يعتمد على “راعم” أو القائمة المشتركة. حسب استطلاع أجرته “كان 11” الأحد الماضي ستحصل شكيد على 4 مقاعد. وبعد انضمامها المتوقع لكتلة نتنياهو، فستعطيه 63 مقعداً، وهكذا ستكون هناك حكومة.

عملياً، وضع نتنياهو في الاستطلاع أفضل مما يظهر. حتى لو كانت حملة جدعون ساعر وبني غانتس ناشطة والجمهور مقتنعاً بأن شكيد في جيب رئيس المعارضة وسينزلها إلى ما تحت نسبة الحسم، فسيبقى لنتنياهو فرصة للحصول على 61 مقعداً.

لتغيير هذا الوضع، مطلوب من الائتلاف إجراء عملية مهمة، عملية لتغيير اللعبة. فهو بحاجة ماسة إلى الوحدة بين ساعر وغانتس، التي ستكون بالضرورة أكبر من مجموع أجزائه. هذا الاتحاد سيضمن اجتيازهما لنسبة الحسم (وإلا فالحكومة لنتنياهو، وهذا سيمنع تسرب المقاعد لكتلة نتنياهو)؛ هذه الخطوة هي تشكيل محتمل لحزب ثالث يحصل على أكثر من 10 مقاعد، وستخرب الحملة التي يحلم بها نتنياهو وهي “رأس برأس أمام يئير لبيد”، وستمنع سقوط أحد الرأسين في أحضان نتنياهو بعد الانتخابات.

ساعر وغانتس يعرفان إلى أي درجة هو الخطر الذي يكمن في عودة نتنياهو للحكم. وأثبتا أيضاً بأنهما يعرفان كيفية وضع “الأنا” جانباً، وأن يعطيا لرئيس حزب لديه قائمة أصغر من حزبيهما، أو مشابهة في حجمها لحزبيهما، كرسي رئاسة الحكومة. يجب على غانتس وساعر العثور على طريقة للتنافس معاً في الأشهر التي بقيت حتى موعد الانتخابات، وإلا فسيفعل ذلك نتنياهو وشكيد بدلاً منهما، بعد الانتخابات.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى