ترجمات عبرية

هآرتس – أيها اليهود، أنقذونا، يوجد اعتقال عبثي في تركيا ..

هآرتس – بقلم  جدعون ليفي – 18/11/2021

” عندما يكون الامر يتعلق باعتقال يهود فان الدنيا تقوم ولا تقعد، حتى لو كانوا مشتبه فيهم مثل موردي ونتالي. ولكن عندما يتعلق الامر بفلسطينيين فلا أحد، سواء في المجتمع الاسرائيلي أو في وسائل الاعلام الاسرائيلية، يهتم بذلك “.

احيانا يبدو أنه لا توجد حدود للنفاق والاخلاق المزدوجة. وأن نقص الوعي في اسرائيل يمكن أن يحطم أي رقم قياسي. وأن وسائل الاعلام يمكنها أن تطمس وتنفي الواقع وأن تغسل الادمغة كما تشاء. صحيح أن الجمل لن يرى في أي يوم سنامه، لكن يمكن الافتراض بأنه يعرف بأن لديه سنام. اسرائيل في المقابل لا تعترف بوجود هذا السنام.

زوجان من السياح، كما يبدو ابرياء، تم اعتقالهما في تركيا. الاتهامات ثقيلة والاجواء مشحونة بعد النشر بأن 15 عميل للموساد تم الكشف عنهم في الدولة، وتركيا ليست نموذج لدولة القانون. الزوجان حصلا على مقابلة مع المحامي بعد مرور بضعة ايام، والقنصل قام باحضار الملابس والطعام لهما، وهما بصعوبة تم التحقيق معهما، وبالتأكيد لم يتم ضربهما أو تعذيبهما، وكانت شروط اعتقالهما معقولة. حتى الآن هذا يعتبر قصة انسانية محزنة، وربما كافكائية، عن اعتقال عبثي إلا اذا تم اثبات العكس، الذي يجب أن نأمل نهاية سعيدة له. تحت القيادة الساخرة لوسائل الاعلام، التي هي المؤسسة الوطنية لتبادل الاحاسيس واثارة المشاعر، فان اسرائيل في حالة اضطراب. في القريب ستكون هناك اشرطة صفراء معلقة على كل نافذة، “اطلقوا سراح موردي ونتالي” وعناوين رئيسية وتقارير خاصة وأنباء مستعجلة ومبعوثون خاصون يتم ارسالهم الى هناك، يسرعون ويركضون، والجميع يعرفون أن السبب هو اردوغان ويعرفون قسوته. احيانا هذا يثير الانفعال، القلق على الزوجين المجهولين، واحيانا هذا يكون مرفوض على اعتبار أنه مبالغة مجنونة، ودائما هذا يكون مقطوع عن الواقع. 

لا يوجد لاسرائيل، ولا سيما لوسائل الاعلام فيها، أي حق اخلاقي كي تهتاج من أحد الاعتقالات العبثية. المجتمع الذي لا يهتم بالاعتقالات العبثية اليومية التي تقوم بها هي نفسها، ووسائل الاعلام لم تبلغ عنها في أي يوم كما يحتاج الامر كي لا تغضب مستهلكيها، لا يحق لها اثارة عاصفة من اعتقال عبثي واحد في دولة اخرى، وأن تنتقد بشدة نظام هذه الدولة. في تركيا يحكم الآن نظام غير ديمقراطي بشكل واضح، لكنه بالتأكيد ليس مستبد اكثر من النظام العسكري في المناطق. اضافة الى ذلك، من نواحي معينة، الحكم العسكري في المناطق هو وحشي وشمولي حتى أكثر من نظام الرعب لرجب طيب اردوغان.

موردي ونتالي، ابناءنا، هم الآن في بؤبؤ عين المجتمع، وهو نفس المجتمع الذي لم يهتم في أي يوم بعشرات آلاف امثال موردي ونتالي الذين يتم اعتقالهم في المناطق، معظمهم بدون أي ذنب اقترفوه. هم يمرون بسلسلة تحقيقات واهانات لن يمر فيها في أي يوم موردي ونتالي، اللذان يمكنهما فقط الحلم بقنصل يأتي لزيارتهما ويحضر لهما الطعام والملابس. وهم يتم الحكم عليهم بالسجن لسنوات طويلة بسبب أمر لم يرتكبوه، في منظومة قضاء عسكرية وسياسية ومجندة، التي لا يوجد بينها وبين القضاء العادل أي علاقة. ايضا بما يجري فيها، معظم الصحف الاسرائيلية لا تهتم، في حين أنها ترسل الى اسطنبول على الفور مبعوثين خاصين يتحدثون عن نظام القضاء في تركيا. 

الاسرائيليون يحبون قصص الضحايا اليهود، لكن أن يسافروا ساعة من بيوتهم ويقوموا بزيارة منزل سجين فلسطيني يضرب عن الطعام منذ خمسة اشهر احتجاجا على اعتقاله بدون محاكمة وبدون لائحة اتهام، فهذا لا يخطر ببالهم. موردي ونتالي تم “اختطافهما”، يبلغنا من لم يستخدموا في أي يوم نفس اللغة لوصف عملية الاختطاف الوحشية التي ينفذها الجيش الاسرائيلي بأمر من الشباك في كل ليلة. عندنا هذا دائما يعتبر اعتقال ومحاربة للارهاب.

لو أن القلق على حقوق الانسان كان الشمعة التي تقود المجتمع الاسرائيلي ووسائل الاعلام الاسرائيلية، لكان يمكننا تفهم قوة الصدمة من اعتقال الزوجين اوكنين. “نتالي طلبت جوارب”، قال المحامي الذي قام بزيارتها. وفي اسرائيل قاموا بالبكاء. وماذا بالنسبة للجوارب لكايد الفسفوس، وهو المعتقل الاداري الذي يحتضر في المستشفى؟. نتالي سألت عن اولادها وبكت. وماذا بالنسبة لبكاء الفسفوس وشوقه لابنته جوان؟. هناك رقم قياسي آخر لوقاحة اسرائيل. فهنا احتجوا بسبب أنه لا أحد قام بنشر في وسائل الاعلام التركية عن اعتقال الزوجين. هل يمكن ذلك، اعتقال عبثي لابرياء ووسائل دعاية مجندة لم تنشر عن ذلك، هذا أمر غريب وحتى أنه صادم.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى