ترجمات عبرية

هآرتس – أيمن عودة .. بين درويش والمتنبي ورفض الخدمة العسكرية

هآرتس ١٣-٤-٢٠٢٢م – بقلم: عبد ل. عزب

شعوب مختلفة تشبّه أبطالها بحيوانات مختلفة، مثل النمر والفهد والنسر والصقر والأفعى وغيرها، الأسد هو البارز من بينها. في أغنيات الأعراس النسائية التقليدية في منطقة وادي عارة، حتى العقرب يلعب دور كائن لا يمكن أن تدوس عليه دون أن يلحق بك الضرر. جدة والدي كانت تتفاخر بنا وتشبهنا بالفهود، لأن الفهد بالعربية ذكر. ولكن من بين كل هذه التشبيهات، سأقول لك يا أيمن عودة ماذا كان جدي يقول لمن عمل من بيننا عملاً بطولياً حقيقياً، ذيب أبو الطيب. أنت ذئب.

لقد جعلتنا نذوق المرارة في حملات انتخابية لأنك قدت القائمة المشتركة من رفض إلى رفض. وإذا لم يكن هذا كافياً، فقد واصلت الخطأ الأول وقربت المسلمين أكثر فأكثر من حضن اليسار العلماني العربي، إلى أن غادر منصور عباس القائمة المشتركة وهو يطرق الباب مباشرة إلى ائتلاف يميني متطرف، ويستخف من داخله بكم وبنا، وحسب رأيي بحق. إذا واصلنا إحصاء أخطائك، وهي كثيرة، فلن أغفر لك إلى الأبد على مقارنة أجريتها بين محمود درويش، الشاعر الأقل من متوسط، والشاعر العظيم أبو الطيب المتنبي. حتى لو اعتبر درويش الشاعر الوطني الفلسطيني، فشعره ضحل وضعيف، جاء بأسلوب “حديث” ويعتبر فعلياً نثراً، أو شعراً لعديمي المؤهلات.

وأكتب من أجل تأييدك أقول: محمود درويش يعتبر قزماً إلى جانب عظماء الشعر الكلاسيكي. وليس هذا فحسب، بل هو لا شيء مقارنة مع أحمد شوقي، أمير الشعراء.

رغم ذلك، كما تعرف، يقولون أحياناً عن ملحن أو عن مطرب بأنه لو أنتج هذه القطعة لكانت تكفيه أن يدخل إلى قاعة المشاهير. بناء على ذلك، ورغم كل أخطائك، فالتصريح الأخير الذي أطلقته والذي يدعو العرب إلى رفض الخدمة في قوات الأمن يكفيك لتدخل إلى قاعة المشاهير: أنت زعيم.

يحظر على العرب الخدمة في قوات الأمن أو أي نوع من الخدمة المرتبط بحمل واستخدام السلاح أو القوة الجسدية. محظور علينا توجيه السلاح إلى أنفسنا أو إلى أخوتنا في “المناطق”. نقطة. لا يوجد ولا يجب أن يوجد خلاف حول هذه الأقوال طالما استمر النزاع الإسرائيلي – العربي، وطالما ظلت معاملة قوات الأمن لليهود مختلفة عن معاملتها للعرب. لا حاجة إلى أبحاث علمية، تكفي رؤية كيفية تصرف دوريات الشرطة في البلدات اليهودية وكيفية تصرفها في القرى العربية. تكفي رؤية كم هي خفيفة على الزناد يد الشرطة ضد العرب مقابل ضبط النفس الذي يظهرونه حتى عندما يقوم المستوطنون بإهانتهم أو المس بهم أو يتسببون لسياراتهم بالضرر.

لا يوجد أي تفاخر في الانتماء لقوات الأمن هذه، التي تتسبب وبصورة واضحة بالضرر للسكان العرب بشكل منهجي ومستمر. من يرغب في المزيد من إثباتات للمعاملة المميزة والمهينة للشرطة تجاه السكان العرب فقد تم الحصول عليه بعد العملية الأخيرة في شارع ديزنغوف. فخلال بضع ساعات، وصلت الشرطة إلى منفذ العملية وقتلته. في حين أن جمع السلاح غير القانوني واعتقال المجرمين في أوساط السكان العرب، من الأمور التي تستغرق عشرات السنين ويتم تنفيذها بوتيرة عمليات التطور.

محظور علينا نحن العرب حمل السلاح، سواء كان قانونياً أو غير قانوني. لسنا بحاجة إليه، فهو يضر بنا. لا أقوم بتبرئة أنفسنا من هذه المشكلة الصعبة. في الحقيقة، نحن المذنبون الأساسيون في العنف المتفشي لدينا، ولم يتغير موقفي حول هذا الشأن. ورغم إخفاقات الشرطة، إلا أن الإصبع التي تضغط على الزناد هي المجرم الحقيقي.

اييلت شكيد وأمثالها انقضوا على أقوال عودة وعادوا وقالوا بأن “مكانه خارج الكنيست”. وعرب العصر الحديث، الذين تنازلوا عن كل مبدأ مقابل المال، أعزاء حكومة بينيت، هم أيضاً انضموا إلى جوقة المطالبين بدم عودة السياسي. من الخسارة تضييع كلمات حول هؤلاء، فقد كشفت عورتهم حتى الآن في عشرات حالات الخضوع والتملق لحكومة اليمين الحالية ومؤيديها. نذكر بأن اليسار اليهودي خرج بإدانة شديدة لاعتداء المستوطنين القاتل عقب عمليات الإرهاب الأخيرة. في حين أن عرب الائتلاف اكتفوا بإدانة مبررة لمنفذي العمليات وتجاهلوا وحشية المستوطنين التي تستمر بلا توقف. هؤلاء العرب غارقون في خطابهم، ولا احتمالية لعودتهم إلى سواء السبيل، وذلك أمر جيد؛ لأن عودتهم إلى سواء السبيل تعني أن هناك احتمالية كبيرة بأن تغفر لهم القائمة المشتركة عملهم ويعودوا ليكونوا جزءاً منا. ليس لنا حاجة بحزب ديني، أو يبدو له أنه ديني، داخل اليسار العلماني العربي.

لقد قلت في السابق وأعود وأقول الآن هذا بصورة لا تحتمل تفسيرين: يجب على مواطني إسرائيل العرب أن يظهروا الولاء لدولة إسرائيل بأن يخدموا خدمة مدنية لصالح المجتمع. إذا كان هذا الأمر مسموحاً لأجزاء من المجتمع اليهودي، فليس هناك سبب كي يكون محظوراً على العرب. ولكن إذا كنا نريد خدمة الدولة، فليكن هذا فقط عن طريق لا ترتبط بحمل السلاح أو استخدام القوة، خدمة مدنية خالصة.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى