ترجمات عبرية

هآرتس: أهلاً بكم في غابة الكنيست

هآرتس 2022-12-26، بقلم: نوريت تسيمرمان وآخرين: أهلاً بكم في غابة الكنيست

 
بعد انتهاء المونديال فقد أدمنا على بث قناة الكنيست. مع كل الاحترام لميسي، ليس كل يوم نحظى بمشاهدة انقلاب في الحكم ببث مباشر.

اثناء الجلوس على الأريكة والتركيز على الإثارة الحماسية في لجان الكنيست، ظهرت في الصالون طفلة وقامت بفحص بقايا البيتزا ووقفت أمام الشاشة وسألت: لماذا؟ لماذا هذا الشخص يتحدث بهذه الطريقة، يا أمي؟.

هذا الشخص هو عضو الكنيست حانوخ ملفتسكي (الليكود). وقد كان يصرخ على أفنير غفرياهو، المدير العام لـ “نحطم الصمت”: “اخرس. يا أيها الحقير. لا تتحدث عن قدرتنا. أنت خائن مثير للاشمئزاز. يجب أن تكون في السجن. تبا. حقير”. هذا لم يكن شجارا في الشارع، بل نقاش في لجنة الدستور.

إن أساس عمل التشريع هو في لجان الكنيست، حسب الموقع الرسمي فإنه في اللجان تجري النقاشات “العميقة والمهنية جدا لمشاريع القوانين”. يمكن الادعاء بأن كلمة “تبا” هي تعبير عميق، لكن حتى ابنة الخامسة تعرف أن الشخص المتحضر من الأفضل أن يتجنبه.

صحيح أنه أحيانا عندما نغضب جدا فإن كلمة “تبا” بائسة يمكن أن تصدر. ولكن المشكلة هي أن أخلاق ملفتسكي السيئة ليست سوى طرف جبل الجليد. إليكم قائمة جزئية مما حدث في الأسبوع الماضي في لجان الكنيست:

1- في لجنة الأمن الداخلي، التي ناقشت تعديل أمر الشرطة (قانون بن غفير)، ظهر المحامي إيتمار غلبفيش من نيابة الدولة. وقد طرح موضوع موعد مناقشة الملفات وتساءل لماذا تريد الكنيست تغييرها. رداً على ذلك قال له رئيس اللجنة، أوفير كاتس (الليكود): “نحن لا نحسب لكم أي حساب” ورفع صوته وأوضح “هذا الذي يقترحه، هذا ما يريده وأنت لا تسأله لماذا يريد التغيير. هذا ليس ذا صلة، هذا ليس في مكانه. أنهيت”. كاتس أضاف: “مع كل الاحترام”. ليس “كل”، بل حتى وليس ذرة واحدة من الاحترام.

2- في اللجنة الخاصة التي تناولت تعديل قانون الأساس: الحكومة قال رئيس اللجنة، شلومو قرعي (الليكود): “بصفتي رئيس اللجنة فإنه لي الصلاحية لتغيير القانون كما أريد”. قرعي اعتاد على إخراج أعضاء كنيست من الجلسة، لا سيما فلادمير بلياك (يوجد مستقبل). ذات مرة تساءل بلياك متى سيسمح له بالعودة إلى النقاش. عضو الكنيست بوعز بسموت (الليكود) رد بسعادة وقال: “بعد أربع سنوات”. إسرائيل آيخلر (يهدوت هتوراة) أضاف القليل من العنصرية وقال: “في الديمقراطية السوفييتية مسموح لك أن تكون عضوا في حزبين”. في جلسة أخرى لنفس اللجنة قال الموغ كوهين (قوة يهودية) لعضو الكنيست أفرات رايتن (العمل): “اذهب إلى قناة الأطفال”.

3- في لجنة المالية سأل زئيف الكين (المعسكر الرسمي): “ما الذي نفعله هنا. إذا لم يكن هذا مهما فلماذا (نغير) الآن؟”. عضو الكنيست إيلي دلال (الليكود) انفجر بسخرية وقال: “نحن نريد إرضاء رئيسنا”، مبرر جميل، لا سيما إذا كان رئيسك هو الدوتشي.

التشريع الذي يغير نظام العالم والذي هو غير ديمقراطي يتم اتخاذه بتسرع وبالتهديد بسبب ساعة الرمل التي تنفد للتفويض بتشكيل الحكومة. هذه حالة واضحة فيها الشكل والمضمون مرتبطان بصورة لا تنفصل: الصراخ والشتائم وكم الأفواه وإغلاق الميكروفون والإخراج الجماعي من الجلسات لأعضاء كنيست.

هذا هو الوجه الجديد للنظام في إسرائيل. هناك من سيسمون ذلك حوكمة. نحن نسمي ذلك إسكاتا وتنمرا.

“الأخلاق هي التي تصنع الإسان”، هذا هو شعار جامعة ونشستر. وهو التعبير الذي وضعه مؤسسها اللورد وليام فيكهام، الذي كان مستشارا في بريطانيا في القرن الرابع عشر.

تتكون الأخلاق من كلمات ومن نبرة وإيماءات. عندما لا تكون هناك أخلاق فلا يكون هناك خجل ومجتمع. في مجلس النواب في إسرائيل وصلنا في الأسبوع الماضي إلى المرحلة الأخيرة من إزالة الطبقة الحضارية.

لقد تمت إزالة الحاجز الواقي الذي يسمى ثقافة/ حشمة/ عارا/ الوعي بشكل كامل. عرض الرعب انكشف. القوي هو الذي سيصمد. الضعيف سيتم سحقه ودفنه. أهلا وسهلا إلى غابة الكنيست. في الواقع من المفضل أن ننهي بـ “تبا”. ولكننا سنتجنب ذلك لأننا نحاول أن نشكل لأولادنا نموذجا إيجابيا. ربما يجدر بممثلينا محاولة ذلك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى