ترجمات عبرية

هآرتس: أنا اتهم: نتنياهو يريد تدمير اسرائيل، لذلك يجب علينا طرده

هآرتس 26/6/2024، اهود اولمرت: أنا اتهم: نتنياهو يريد تدمير اسرائيل، لذلك يجب علينا طرده

أنا أتهم رئيس حكومة اسرائيل، بنيامين نتنياهو، بالقيام بخطوة مخطط لها لاطالة مدة الحرب بين اسرائيل وتنظيمات القتل الفلسطينية. السبب في أنه لم تتحدد اهداف دقيقة للقوات المقاتلة هو الرغبة في اطالة القتال دون موعد نهاية له.

أنا أتهم رئيس حكومة اسرائيل بالتعمد في توسيع الحرب وفتح مواجهة عسكرية مباشرة وشاملة مع حزب الله في الشمال بدلا من التوصل، بوساطة امريكية وفرنسية، الى اتفاق مع الحكومة اللبنانية يؤدي الى انهاء المواجهة العنيفة الجارية الآن ويمكن من اعادة عشرات آلاف سكان الشمال الى بيوتهم.

أنا أتهم رئيس حكومة اسرائيل بعملية متعمدة تستهدف التسبب في اشتعال عنيف وواسع في الضفة الغربية من خلال المعرفة المسبقة بأن هذه المواجهة ستؤدي الى توسيع جرائم الحرب التي تجري ضد الفلسطينيين غير المشاركين في الارهاب. هذه الجرائم يتم ارتكابها الآن على يد اسرائيليين كثيرين، بشكل عام هم ليسوا جنود، بل على يد مليشيات خاصة لزعران يحملون السلاح، الذي في معظم الحالات اعطي لهم في اجراء مشكوك فيه ويحتاج الى فحص قانوني، بمبادرة من وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير. هذا السلاح يتم استخدامه من قبل معظمهم في عمليات الشغب ويحميهم في الوقت الذي ينكلون فيه بالفلسطينيين ويحرقون ممتلكاتهم ويدمرون حقولهم التي هي مصدر الدخل والحياة لهم ويقتلون بشكل مباشر اشخاص أبرياء.

أنا أتهم رئيس حكومة اسرائيل بالتخلي المتعمد عن المخطوفين الاسرائيليين الذين ما زالوا يحتجزون في يد قتلة حماس. ورفضه للتوصل الى اتفاق يمكن من اعادة جميع المخطوفين الى اسرائيل يستند الى ادعاء أن هذا الاتفاق سيمنع تحقيق النصر المطلق على حماس. ولكن احتمالية النصر المطلق لم تكن موجودة منذ اليوم الاول الذي عرضها فيه رئيس الحكومة. هي تستهدف من البداية وضع هدف غير قابل للتحقق كي يتمكن رئيس الحكومة في أي وقت يريده من القاء تهمة عدم تحققه على الجيش والقوات القتالية، وبالاساس على من يقف على رأس الجيش، هرتسي هليفي. رئيس الاركان يتحمل مسؤولية كبيرة عن الفشل الصادم في 7 اكتوبر، وبشجاعة تميز كل اعماله منذ ارتدى الزي العسكري للمرة الاولى فقد نظر مباشرة في عيون الشعب الاسرائيلي واعترف بالمسؤولية وبواجب استخلاص الدروس الشخصية في الوقت المناسب.

رئيس الحكومة، الذي يدير بشكل ممنهج بواسطة مبعوثيه وابناء عائلته والمتحدثين بلسانه في وسائل الاعلام النضال ضد القيادة العسكرية، الامنية والسياسية، التي لا تخضع لاوامره، وامتنع عن القيام بالامر المفهوم ضمنا، الطبيعي والمتوقع من الشخص الذي يعتبر العامل المسيطر، عن تحديد سلم الاولويات العسكرية، الامنية والسياسية، منذ سنوات. هو ينشر السم والتحريض والاستخفاف ومحاولة تقويض ثقة شعب اسرائيل بقادة القوات المقاتلة اثناء القتال.

أنا أتهم رئيس حكومة اسرائيل بتعريض حياة الجنود للخطر بشكل متعمد من خلال هدف واضح لتعريضهم لاخطاء تنتهي كل يوم تقريبا بفقدان الحياة بسبب رفضه تحديد اهداف القتال ووضع جدول زمني لتحقيقها، وبسبب امتناعه عن مناقشة طبيعة الادارة في قطاع غزة والضفة الغربية عند انتهاء المعارك.

أنا أتهم رئيس الحكومة بتشكيل كابنت يتكون من تجميع نادر لاشخاص غير مؤهلين وليست لديهم تجربة أو فهم المنظومة المعقدة جدا التي يمكن أن توفر عدد كبير من الخدمات وتعالج عدد لا يحصى من المشكلات. هذه الحكومة تفضل بشكل واضح المصالح الشخصية للوزراء والاحزاب التي يمثلونها ومصالح شرائح معينة من السكان، المعروفة بتأييدها للحكومة، من خلال تجاهل المساواة في تحمل العبء، التي هي من المباديء الاساسية في كل دولة ديمقراطية، وبالتأكيد في فترة فيها عدد كبير من سكان الدولة يرزحون تحت نير العبء والضائقة التي تخلقها الحرب. في حين أن جزء آخر يتنصل من أي مشاركة في تحمل العبء. وكل ذلك يحدث من خلال ادارة متلاعبة وفاسدة لموارد الدولة وثرواتها.

نتيجة هذه التشكيلة البائسة للوزراء هي انهيار غير مسبوق لجميع الخدمات التي يحتاجها الجمهور في الاوقات العادية، لا سيما في الظروف الخاصة جدا الموجودة منذ تشرين الاول 2023. الاقتصاد ينهار والخدمات العامة ايضا، مناطق كاملة في البلاد تم هجرها، لا يوجد للحكومة أي خطة، ولا تتم أي محاولة لخلق رد يمكن أن يحسن الوضع ويعطي بصيص أمل.

أنا أتهم رئيس الحكومة بمحاولة متعمدة ومخطط لها لتدمير نسيج العلاقات الحساسة والحيوية لامن اسرائيل، مع الدول العربية التي يوجد لاسرائيل معها اتفاقات سلام، على رأسها مصر والاردن. الدولة تتعامل باستخفاف علني مع الحساسية الامنية لمصر في منطقة رفح ومحور فيلادلفيا رغم معرفتها أن مصر يمكن أن تمس بنسيج العلاقات القائمة بين الدولتين منذ عشرات السنين. هذه العلاقات هي بنية تحتية حيوية من اجل الحفاظ على مصالح اسرائيل الامنية. 

الاستخفاف بالسلطة الفلسطينية واعمال الزعرنة التي تمارس ضد سكان الضفة الغربية، مع غض النظر من قبل الاجهزة الامنية، لا سيما الجهات التي تخضع مباشرة للوزير بن غفير والوزير سموتريتش، يمكن أن يتسبب بأزمة دراماتيكية في العلاقات مع الاردن. هذه الازمة توشك على أن تحدث. الحكومة تعرف ذلك، ورئيس الحكومة يعرف، لكنهم يرفضون اتخاذ الوسائل المطلوبة لاحباط عملية تهدف الى تشويش حياة سكان الضفة والدفع قدما باحتمالية لطرد سكانها والسماح بضم المناطق لدولة اسرائيل بالهام من بن غفير وسموتريتش ومؤيديهم.

أنا أتهم رئيس الحكومة بافشال متعمد لاحتمالية اقامة محور جديد في المنطقة، يقوم على الشراكة مع دول عربية معتدلة مثل مصر والاردن ودولة الامارات والبحرين والسعودية، وربما دول اسلامية اخرى خارج الشرق الاوسط. اقتراح اقامة علاقات تطبيع وسلام وتعاون عسكري وسياسي بين هذه الدول واسرائيل يقف على جدول الاعمال منذ احداث تشرين الاول. دولة اسرائيل، بالهام من رئيس الحكومة وبتوجيهه وادارته، افشلت كل احتمالية من اجل التوصل الى مثل هذا الاتفاق، رغم اهميته الاستراتيجية بعيدة المدى لامن الدولة وقدرتها على مواجهة التهديد الايراني.

أنا أتهم رئيس الحكومة بشكل متعمد ومخطط له لتدمير التحالف السياسي، الامني والعسكري، بين اسرائيل والولايات المتحدة. البعد الاستراتيجي الذي يكتنف علاقات اسرائيل والولايات المتحدة لم يولد عند اقامة الدولة، بل بني بعملية طويلة، التي اخذت انعطافة بعد حرب الايام الستة. منذ ذلك الحين اصبحت الولايات المتحدة الشريكة والحليفة والداعمة والمساعدة في تزويد المعدات لاسرائيل بحجم غير مسبوق في تاريخنا القصير، والاستثنائي في نمط علاقات الولايات المتحدة في الاجيال الاخيرة مع دول اخرى.

خلال سنوات استند استقرار اسرائيل السياسي في الساحة الدولية على الدعم المطلق للولايات المتحدة. في 1973، في ذروة حرب يوم الغفران، كانت امريكا هي التي ارسلت الينا المساعدات من خلال قطار جوي، الذي حسب الكثيرين هو الذي مكن من انهاء الحرب فيما اعتبر في حينه من قبل اسرائيل انتصار ساحق. منذ ذلك الحين والولايات المتحدة ترسل الى اسرائيل مساعدات بمليارات الدولارات كل سنة. سلاح الجو الاسرائيلي يعتمد بشكل مطلق على الطائرات الامريكية، الطائرات القتالية وطائرات النقل وطائرات التزود بالوقود والمروحيات، كل قوة اسرائيل الجوية ترتكز الى التزام امريكا بالدفاع عن اسرائيل. لا يوجد لنا أي مصدر موثوق آخر لتزويد حيوي بالمعدات والسلاح والوسائل القتالية المتقدمة التي لا تستطيع اسرائيل أن تنتجها بنفسها. في الاشهر الاخيرة هبطت في قواعد سلاح الجو مئات طائرات النقل الامريكية التي حملت آلاف الاطنان من الذخيرة والمعدات العسكرية المتقدمة والضرورية.

الاتهامات التي وجهها رئيس الحكومة للامريكيين وكأنهم يقومون بتأخير ارسال المعدات العسكرية، وبالتالي تأخر النصر المطلق، ليست إلا تحد غير مسؤول. في هذه الحرب اظهر الرئيس الامريكي التزامه غير المحدود باسرائيل وأمنها. حتى بالنسبة للمخطوفين يمكن رؤية الفرق الكبير بين رئيس الحكومة والرئيس الامريكي. ففي حين أن الاول يستخدم طرق التحريض والتحدي والاستخفاف والاهمال تجاه ابناء عائلات المخطوفين والضحايا الذين لا يوافقون على قراراته – رغم أن الامر يتعلق بأبناء شعبه الذين هم المسؤول عن ضائقتهم، فان بايدن احتضنهم جميعهم بحب واظهر الاخلاص والتعاطف كصديق حقيقي لا مثيل له.

في الايام التي تتعرض فيها اسرائيل الى خطر حقيقي من ايران تجولت في الشرق الاوسط حاملات الطائرات الامريكية. وعندما تم اطلاق الصواريخ الايرانية من منطقة اليمن تم احباطها من قبل الجنود الامريكيين، وعندما قررت ايران الرد على التصفية المركزة لقائد حرس الثورة في سوريا (رغم أن اسرائيل لم تتحمل في اي وقت المسؤولية عن هذه التصفية) وقفت امريكا، وبسببها بريطانيا وفرنسا ودول عربية، في جبهة الدفاع عن اسرائيل. الكونغرس صادق على برنامج مساعدات بمليارات الدولارات لاسرائيل، اضافة الى المساعدات السنوية التي تبلغ 4 مليار دولار تقريبا. هذا غير مسبوق من حيث الحجم والقوة والتأثير على ساحة القتال منذ قيام الدولة.

هذه المنظومة المعقدة الآن نتنياهو يحاول تدميرها. ظهوراته المتبجحة والمتغطرسة في التلفزيون، التي وقف فيها ضد الرئيس الامريكي وخطواته، هي نموذج للاهمال ونفاد الصبر والاستخفاف باحتياجات اسرائيل الحيوية ومحاولة متعمدة للمس بجهود الرئيس الامريكي للفوز في الحملة الانتخابية للرئاسة. بسبب كل تهمة من هذه الاتهامات يجب تقديم نتنياهو للمحاكمة في محكمة الشعب الاسرائيلي. يجب عدم تأجيل هذه العملية. كل يوم اضافي يواصل فيه هذا الشخص الملعون تحمل بشكل رسمي المسؤولية عن ادارة الدولة، هو يوم يشكل خطر حقيقي على مستقبلها ووجودها.

نتنياهو لا يريد انهاء الحرب. لا يريد عودة المخطوفين على قيد الحياة الى البيت. لا يريد اتفاق في المنطقة الشمالية يعيد السكان الى بلادهم. لا يريد وقف التنكيل والقتل لسكان يهودا والسامرة. نتنياهو يريد حرب لانهائية مع ضعضع العلاقات بين اسرائيل وجيرانها، وبين اسرائيل والولايات المتحدة.

نتنياهو يريد تدمير اسرائيل. ليس اقل من ذلك. وقد حان الوقت لطرده.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى