ترجمات عبرية

هآرتس: أمـور غـريـبـة حـدثـت فـي الـكـنـيـسـت!

هآرتس 2022-06-08، بقلم: يوسي فيرتر

الكنيست بكامل هيئتها، التي رأت في أيامها الصدئة تصويتات غريبة ومجنونة، حطمت أمس رقمها القياسي. فاليمين صوّت ضد تسوية المكانة القانونية للمستوطنين في المناطق، واليسار صوت مع. في “المشتركة” و”الليكود” احتفلوا مثلما في التصويت على قانون المواطنة. “أمور غريبة” ليس فقط اسم مسلسل في “نيت فليكس”، بل هذه هي السياسة عندنا.

لسقوط القانون لا يوجد أي تأثير فوري على مصير نصف مليون مستوطن في الضفة، لكن يمكن أن يكون له تأثير قاتل على مصير الحكومة. لو أن فقط مازن غنايم (راعم) وغيداء ريناوي (ميرتس) صوّتا ضد مثلما توقعوا في البداية فإن جدعون ساعر، على سبيل المثال، كان يمكنه استيعاب ذلك. هو لا يعطي “جائزة لمن سيصوتون ضد”، مثلما أشار في محادثة زوم مع نشطائه في يوم الجمعة. ولكن عندما لم يدخل الأعضاء الثلاثة من “راعم” وعلى رأسهم منصور عباس الى القاعة في الكنيست فإن الحدث تصبح له أبعاد اخرى.

أمس رأينا ائتلافاً لا يعرف نفسه. اذا لم ينجح هذا الائتلاف في تجنيد الأعضاء الستين الذين بقوا له ولم ينهِ تصويتاً حاسماً بنتيجة مخجلة، 58 – 52، فيصعب التصديق بأنه سينجح في التعافي من ذلك. عباس لن ينجح في تغيير موقف غنايم الذي توجهُه الآن هو رئاسة بلدية سخنين. يئير لابيد فشل فشلاً ذريعاً مع ريناوي زعبي بعد لحظة من الاحتفالات بـ “عودتها الى الائتلاف”. الاول طرد زعيم قائمته منصور عباس الذي ضمه للقائمة رغم أنه ليس عضواً في “راعم”؛ الثانية بصقت للمرة التي لا تحصى في وجه الشخص الذي خرج عن اطواره من أجل مصالحتها وإبقائها داخل الإطار.

بعد السقوط أمس، هذا البرنامج انتهى. وهجوم نير اورباخ أحمر الوجه على غنايم يدل بدرجة معينة على مزاجه الشخصي. نحن لن نتفاجأ اذا استيقظنا صباح غد عليه وهو يقول “أنا لم أعد أتحمل المزيد”. بخصوص ساعر يجب أن ننتظر ونرى. هو ما زال يعتقد أن نتنياهو وعصابته خطر كبير وواضح وملموس على الدولة، لكن مشكوك فيه اذا كان ما زال يرى جدوى من استمرار حياة الائتلاف الحالي. الخيار الذي أمامه هو خيار صعب: بين حل الحكومة التي لم تكن لتقوم بدونه، التي كان هو عامل استقرار وانضباط فيها، وبين استمرار تعثر محرج في الوقت الذي فيه كل شيء ينهار من حوله؛ وفوق كل ذلك النبأ الذي يقول بأنه في فترة ولايته كوزير للعدل فإن القانون الذي يسوي مكانة المستوطنين لم تتم المصادقة عليه.

بدون أي علاقة، حتى لو كان كل شيء يرتبط بالآخر، حتى في يوم حاسم جداً، الذي فيه كل الاهتمام الإعلامي يتركز على الحكومة، على فشلها وعجزها، فان بينيت لم ينجح في منع استقالة أخرى مدوية في مكتبه. أمس علم أن المتحدث السياسي، نتان سيدي، هو الشخص الرفيع الرابع الذي يقدم استقالته. من كثرة اللبنات التي تسقط فبصعوبة بقي هناك سور حول رئيس الحكومة. سيدي الشاب، المهني الذي لديه مؤهلات، توصل الى استنتاج أسلافه بأن “الحفل انتهى” (حسب تعبير المستشارة السياسية شمريت مئير). كل واحد من الاربعة المستقيلين له سببه الخاص ولغته الخاصة، كما تقول الأغنية. ولكن التأثير المتراكم هو تأثير مدمر. في “راعم”، مثلاً، يفسرون الهروبات من المكتب كاشارة على التفكك. وإذا كان الأمر هكذا فهم يتساءلون لماذا يجب عليهم مواصلة التصويت مع الحكومة في مواضيع لم يحلم أعضاء كنيست عرب في أي يوم بتأييدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى