ترجمات عبرية

هآرتس: أمريكا: سنضغط على إسرائيل للبحث في سياسة “إطلاق النار”

هآرتس 7/9/2022، بقلم: بن صموئيل

أعلنت الولايات المتحدة أمس، بأنها ستواصل الضغط على إسرائيل من أجل إعادة فحص أوامر فتح النار في الضفة الغربية وتطبيق سياسة تمنع أحداثاً مثل قتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة في جنين. نائب المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، فيدينت باتل، قال ذلك في محادثات مع مراسلين بعد يوم على نشر الجيش الإسرائيلي لنتائج التحقيق الذي فحص ظروف موتها، وقال إن هناك احتمالية عالية بأنها قتلت بنار جندي شخصها بالخطأ على أنها مسلح فلسطيني.

المتحدث بلسان وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، قال بأن “الولايات المتحدة وضعت على رأس سلم أولوياتها الحاجة إلى التقليص والرد على المس بالمواطنين في عمليات عسكرية. أكدت وزارة الدفاع مؤخراً الحاجة إلى تحسين التقديرات التي تبلورها والأساليب التي تتبعها من أجل ضمان ذلك”. وحسب أقوال برايس، فإن “الوزارة ستواصل تقاسم أساليب عملها مع الشركاء العسكريين الأمريكيين في أرجاء العالم. قلوبنا مع عائلة أبو عاقلة وهي في حدادها على هذا الفقدان الكبير، ومع كثيرين في أرجاء العالم الذين أدخلوا شيرين وتقاريرها الإخبارية إلى بيوتهم لمدة عقدين تقريباً”، كتب في الإعلان. “لم تكن شيرين مواطنة أمريكية فقط، بل كانت مراسلة لا تخاف، حيث إن العمل الصحافي والسعي وراء الحقيقة منحاها الاحترام في أوساط تجمعات كثيرة”.

الإدارة الأمريكية تدفع بإسرائيل منذ أشهر لإنهاء التحقيق في قتل أبو عاقلة ونشر النتائج. وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تحدث مع وزير الدفاع بني غانتس، بعد أن زارت عائلة أبو عاقلة واشنطن والتقت مع شخصيات أمريكية. وحسب التقارير، فقد طلبت العائلة من هذه الشخصيات فحص أوامر فتح الجيش الإسرائيلي النار في الضفة الغربية.

في تموز، نشرت الولايات المتحدة تقريراً حول الموضوع جاء فيه بأن أدلة الطب الشرعي ليست قاطعة، لذلك لا يمكن تحديد مصدر النار التي قتلت الصحافية. مع ذلك، تمت الإشارة في التقرير إلى أنه من المرجح بأن النار التي أطلقتها القوات الإسرائيلية هي التي قتلت أبو عاقلة. ومنذ نشر التقرير، اضطرت الإدارة الأمريكية إلى مواجهة الضغط المستمر من قبل الكونغرس، وأن تقوم هي بدورها بالضغط من وراء الكواليس على شخصيات رفيعة في إسرائيل من أجل نشر نتائج التحقيق الذي أجراه الجيش.

أعضاء في الكونغرس الأمريكي دفعوا الإدارة الأمريكية للقيام بفحص ذاتي في قضية موت الصحافية. وصلت الدعوات من الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي الذي ينتقد إسرائيل بشكل لاذع، وأيضاً من سناتورات في الحزب الذين يظهرون ضبط النفس حول كل ما يتعلق بتوجيه انتقاد علني لإسرائيل. مع ذلك، تكرر الولايات المتحدة بتصميم بأن مهمتها مساعدة إسرائيل على العمل من أجل محاسبة المسؤولين. الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، قال أول أمس عن تحقيق الجيش الإسرائيلي بأن “الأمر يتعلق بمحاولة أخرى لإسرائيل للتملص من المسؤولية عن القتل”. وفي البيان الذي نشره المتحدث بلسان محمود عباس، نبيل أبو اردينة، جاء بأن “جميع النتائج تدل على أن إسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة، وبذلك يجب عليها تحمل النتائج. ستواصل القيادة الفلسطينية المتابعة مع الجهات الدولية ذات الصلة، وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية”.

“سنواصل الضغط على شركائنا الإسرائيليين من أجل فحص سياستهم عن قرب وأوامر فتح النار ودراسة اتخاذ خطوات أخرى لتقليل المس بالمدنيين والدفاع عن المراسلين ومنع مآس مشابهة في المستقبل”، قال باتل. عندما سأله صحافي: ماذا سيكون طلب أمريكا الصريح من إسرائيل؟ أجاب: “لن أحدد بأي صورة. هذا شيء يجب على الإسرائيليين تحديده. ما سنفعله هو مواصلة الضغط على إسرائيل كي تفحص عن قرب الإجراءات والأساليب كي لا يتكرر مثل هذا الأمر”.

رئيس الحكومة البديل، نفتالي بينيت، رد على هذه الأقوال عبر تويتر، وكتب: “تعليمات فتح النار التي يتلقاها الجنود سيحددها ضباط الجيش الإسرائيلي بشكل منفصل عن أي ضغط، داخلي أو خارجي. وبصفتي رئيساً للحكومة، فقد قدمت الدعم الكامل للجنود وأتوقع من الأصدقاء في العالم أن لا يقدموا المواعظ الأخلاقية لنا، بل أن يدعمونا في حربنا ضد الإرهاب”.

يتبين من تحقيق الجيش الإسرائيلي أنه لا يستبعد الآن إصابة الصحافية بنار فلسطينية في أيار، ولكنه اعترف بأن احتمالية إصابتها على يد أحد الجنود هي احتمالية محتملة أكثر. وأشار الجيش إلى أن الجندي أطلق ناراً دقيقة على أبو عاقلة بالخطأ عندما كان تحت النار، وأوضح بأنه لا نية عنده لقتل الصحافية. المدعية العسكرية الرئيسية، الجنرال يفعات تومار يروشالمي، التي فحصت نتائج التحقيق، قررت عدم فتح تحقيق في الشرطة العسكرية في القضية.

فجر أمس، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية بأنها ترحب بالتحقيق النهائي الذي أجراه الجيش الإسرائيلي حول قتل الصحافية شيرين أبو عاقلة، الذي جاء فيه بأن هناك احتمالية عالية بأن تكون قد أصيبت وقتلت على يد جندي شخصها بالخطأ على أنها مسلح فلسطيني. في الوقت نفسه، كررت وزارة الخارجية الأمريكية أيضاً بأنه يجب على شخص ما تحمل مسؤولية قتل الصحافية التي كانت مواطنة أمريكية. وأكدت الوزارة على “أهمية تحمل المسؤولية في هذه الحالة، إضافة إلى بلورة سياسة وإجراءات تمنع تكرار أحداث مشابهة في المستقبل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى