ترجمات عبرية

هآرتس: أكثر من 100 جريمة قومية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية في 10 أيام

هآرتس 21/10/2022، بقلم: ينيف كوفوفيتش، جريمة قومية

بعد الحادث الخطير الذي هوجم فيه قائد كتيبة وجنود من لواء المظليين على يد المستوطنين، سارع رئيس الأركان افيف كوخافي، إلى إصدار بيان لوسائل الإعلام جاء فيه: “الحديث يدور عن حادث خطير جداً، يجسد سلوكاً بلطجياً مخجلاً ومشيناً”. “من غير المقبول أن يهاجم مقاتلو الجيش الذين يدافعون بحرص وتفان على يد المستوطنين”. وكان كوخافي قال ما يشبه ذلك قبل سنة عندما أصيب ضابط وجندي إسرائيليان نتيجة رش غاز الفلفل عليهما من قبل المستوطنين قرب مستوطنة “عيدي عاد”. “البلطجة ضد جنود الجيش الإسرائيلي أمر غير محتمل وتقتضي تطبيقاً سريعاً ومتشدداً للعدالة”، قال في حينه.

وعندما هاجم المستوطنون قائد دورية غولاني السابق في تشرين الأول قبل سنة، تحدث كوخافي بشكل حازم وجدي. “علينا أن ندين ونعمل بحزم ضد ذلك، ويجب تطبيق العدالة مع المتورطين”، قال في حينه بالضبط مثلما في تشرين الأول 2019، عندما هاجم مستوطنون جنود الجيش وتسببوا بإصابتهم في حادث مشابه. القاسم المشترك بين هذه الإدانات المبررة لرئيس الأركان والضباط الكبار في الجيش في تلك الأحداث من مهاجمة المستوطنين هو أن الإدانة جاءت فقط بعد مهاجمة المستوطنين لجنود الجيش الإسرائيلي.

يلاحظ جهاز الأمن مؤخراً ارتفاعاً مقلقاً لأعمال العنف من قبل المستوطنين في أرجاء الضفة. ففي الأيام العشرة الأخيرة، سُجل أكثر من 100 حالة جريمة قومية نفذها يهود. حدث معظمها في منطقة “السامرة”، خصوصاً في منطقة حوارة التي تحولت إلى ساحة مواجهات بين مستوطنين وفلسطينيين، في حين لم يتطرق كوخافي بشكل علني لأي حادث من هذه الأحداث، والسبب أن مئات الحالات تكون من المستوطنين ضد الفلسطينيين. من الواضح لكوخافي ولكبار الضباط في منطقة القيادة الوسطى أن هؤلاء المستوطنين الذين يقومون بأعمال الشغب ويهاجمون الفلسطينيين على خلفية قومية، هم أيضاً نفس الأشخاص المسؤولون عن مهاجمة قادته وجنوده. ولكن حسب مصادر مطلعة في جهاز الأمن، فإن الجميع يتجنب إصدار أي تصريح قد يفسر كموقف سياسي في فترة الانتخابات الحساسة.

وقال مصدر أمني لـ”هآرتس” إنه خلافاً لتصريحات جهات رفيعة في جهاز الأمن والمستوى السياسي، التي يؤكدون بحسبها الإدانة في كل بيانات على أن الأمر يتعلق بحفنة عنيفة ومنفلته العقال والتي هي معروفة جيداً لجهاز الأمن، الحديث يدور فعلياً عن عدد أكبر وعن مجموعة سكانية لم تكن حتى الأشهر الأخيرة مشاركة في أعمال العنف. “يأتي أشخاص كبار في السن ونساء مع أطفالهن، ثم يبدأون بأعمال الشغب”، قال المصدر. وحسب أقوال مصادر عسكرية في قيادة المنطقة الوسطى، فإنه رؤساء المستوطنين يقومون بحملة انتخابات استهدفت خلق الشعور بفقدان سيطرة الجيش، مستغلين فترة الحملة الانتخابية.

وقال الجيش بعد حادثة إطلاق النار الذي تعرض له رئيس مجلس “شومرون”، يوسي دغان، مؤخراً: “لقد وصلوا واجتازوا المنطقة المحظور عليهم اجتيازها. استلوا المسدسات رغم أنه لم تكن حاجة إلى ذلك، ولم يطلق عليهم أحد النار، وقد أحضروا معهم أطفالاً وسارعوا إلى نشر ذلك في وسائل الإعلام. كل حديثهم لم يكن عن الحادثة نفسها، بل عن “ضياع الحكومة” والانتخابات. هناك محاولة لجر الجيش الإسرائيلي والوضع الأمني في “المناطق” [الضفة الغربية] لصالح حملات أحزاب، وهذا ظاهر على الأرض”.

في تموز الماضي، نُشر تقرير عن المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي تحت عنوان “ران كوخاف حول قسم المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي إلى فرع لـ(ميرتس)”. مقال واسع تم فيه اقتباس جهات يمينية تتهم المتحدث بلسان الجيش بأنه يعمل لصالح اليسار ويضر بالمستوطنين عندما يصدر بيانات إدانة ضد ضباط يتعرضون للانتقاد بسبب تصريحات مختلف عليها، مثل تصريح العميد روعي تسفايك، الذي اقتبس في اتصال عسكري فقرات من التوراة قبل دخول قوات الجيش الإسرائيلي إلى قبر يوسف في نابلس.

وهو مقال نشره عضو الكنيست بن غفير وجهات رفيعة في أوساط رؤساء المستوطنين عبر تويتر، الذين بدأوا بحملة تحريض ضد ضباط كبار في الجيش، من بينهم قائد المنطقة الوسطى، الجنرال يهودا فوكس، عندما قامت هذه الأوساط بنشر صور للجنرال تحت عنوان “قوي على اليهود في “حومش” وضعيف في حوارة” و”هو يدمر الأحلام، كفى لاعتقال الأطفال”. يفضل “الشاباك” تركيز الجهود الآن على إرهاب الفلسطينيين الذي رفع رأسه في نابلس وجنين، وكذا شرطة إسرائيل، والجيش الإسرائيلي الذي يفضل عدم مواجهة نفس المستوطنين العنيفين بدون حاجة حتى في الحالات التي يصاب فيها فلسطينيون بنفس العنف.

الأربعاء الماضي، وصل عشرات من مثيري الشغب اليهود إلى حوارة، وبدأت المواجهات مع مئة فلسطيني في المكان. وهو يوم انتهى بمواجهة عنيفة بين الطرفين، تضمنت رشق الحجارة المتبادل الذي أصاب في جزء منه جنود الجيش الذين حاولوا الفصل بين الطرفين.

رداً على ذلك، جاء من الجيش بأن “الجيش الإسرائيلي هو جيش شعب رسمي، هدفه الدفاع عن دولة إسرائيل وسكانها. الجيش الإسرائيلي يعمل ضد الإرهاب والأعمال التخريبية المعادية، ويعمل في يهودا والسامرة كسيّد. أي محاولة لهذه الجهات أو غيرها لأخذ زمام المسؤولية وممارسة قوة مهما كانت بدون صلاحيات، هي أمر غير مقبول وغير قانوني. الحديث يدور عن أحداث خطيرة جداً، سلوك بلطجي ومخجل ومهين يقتضي إنفاذاً سريعاً ومتشدداً للعدالة”. وأضاف رئيس الأركان بأن “من يهاجم جنود الجيش الإسرائيلي، لفظياً أو جسدياً، يعد بلطجياً مخالفاً للقانون. ومن يمس بجندي للجيش الإسرائيلي هو شخص فاسد أخلاقياً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى