ترجمات عبرية

هآرتس: أكاديميون ومثقفون إسرائيليون يمنحون الشرعية للاحتلال

هآرتس 2022-07-07، بقلم: ميخائيل سفارد

هل تشمون رائحة العفن التي هبت على إسرائيل، مؤخراً؟ هذا ليس عفن الصيف العادي أو جبل القمامة الذي لم تتم إزالته من زاوية الشارع.

هذا عفن أكثر عمقاً، عفن وحيد القرن، قطيع جديد (آخر)، اندفع إلى شوارع إسرائيل، مؤخراً، وهو يحطم التضامن ويجتث من الجذور الأسوار النباتية في الحدائق.

حيوانات الأكاديميا والثقافة يعتقد كل واحد منها أنه ظبي جميل، ويعطي الإلهام للعالم، لكن أفعالها تدل عليها؛ بأنها حيوانات وحيد القرن، التي تعودت على مياه الصرف الصحي.

نبأ قرار رؤساء الجامعات الموافقة على طلب المؤسسة التي تسمى جامعة أريئيل ضمها إلى منتدى لجنة رؤساء الجامعات “فارا” مرّ تقريبا دون أي انتباه.

بعد سنوات على نضال الجامعات الإسرائيلية ضد الاعتراف الذي فرضه المستوى السياسي بمؤسسة توجد في مستوطنة أريئيل جامعة إسرائيلية (معارضة نبعت، كما يتبين الآن، من الخوف من تقليص نصيبها في كعكة الميزانية)، وبعد تصميم لبضع سنوات بعدم ضم رؤساء المؤسسة التي توجد في “شومرون” لـ “فارا”، لم يسلم رؤساء الجامعات، العبرية وتل أبيب وحيفا وبن غوريون ومعهد وايزمان والتخنيون والجامعة المفتوحة (وبالطبع جامعة بار إيلان) فقط بضم إسرائيل للضفة، بل ساهمت فيه وعززته.

وافقت اللجنة على ضم مؤسسة أقيمت على أراضٍ محتلة ومسروقة، والتي لا تخدم السكان غير اليهود المحيطين بها (باستثناء، في أفضل الحالات، مزود عمل للنظافة وعمال الحدائق) لـ “فارا”.

مؤسسة هي جزء من مستوطنة تستخدمها ذريعة للمس بحرية التجمعات المضطهدة التي توجد في محيطها.
بهذا حول رؤساء “فارا” لجنتهم جسما يساهم في مشروع سلب الملكية وترسيخ منع الحقوق الأساسية عن ملايين الأشخاص، وشريكا فعالا في تعميق الأبرتهايد.

من الآن فصاعداً لا تقولوا “لجنة رؤساء الجامعات الإسرائيلية”، بل قولوا “لجنة رؤساء جامعات أرض إسرائيل الكاملة واليهودية”.

بعد بضعة أيام على ذلك عقد منتدى المنتجين الوثائقيين، المنظمة التي بوساطتها ينتجون أفلاما وثائقية إسرائيلية، ويطورون الفرع الذي يعملون فيه، جلسة تم تخصيصها لعرض صناديق السينما الإقليمية والمعايير للحصول على الدعم منها على المنتجين.

وقام رؤساء هذا المنتدى أيضا بدعوة “صندوق سينما شومرون”، الذي يشجع إنتاجا سينمائيا في الضفة الغربية، كي يعرض نفسه على المنتجين.

يدور مرة أخرى الحديث عن تعاون مع جسم هو جزء من آلية الأبرتهايد الإسرائيلي في الضفة. “صندوق سينما شومرون” يساعد في إنتاج سينمائي لمواطنين إسرائيليين فقط (لم يكن أمرا فظيعا لو تعلق الأمر بصندوق يعمل في إسرائيل) وبشروط تضمن أن ينفذ جزء كبير من الإنتاج في المستوطنات، أو من قبل طاقم يعيش فيها.
بناء على ذلك فإن الصندوق، رغم أنه يشرف على كل الضفة الغربية، يستبعد منتجين غير يهود من المنطقة.
أيضا منتجة إسرائيلية نقية لن تلبي شروط العتبة إذا كان فيلمها أُنتج في قرية أو بلدة فلسطينية لا تقع في مناطق ج، أو إذا كانت تشغل طاقما فلسطينيا (في مناطق ج تعيش نسبة صغيرة من الفلسطينيين).
على أي حال، توجد في موقع الصندوق قائمة “مستوطنات في يهودا والسامرة”. هذه قائمة تمثل تجسد الخيال العنصري للتفوق اليهودي – لا يوجد فيها أي بلدة فلسطينية.

الأموال التي يعطيها “صندوق سينما شومرون”، لأنتاج أفلام الفيديو، والتسهيلات السياسية التي يعطيها ضم المؤسسة التي توجد في أريئيل لـ “فارا”، وإسكات أصوات الانتقاد في الثقافة، كل ذلك هو الإسفلت الذي يستخدم لتعبيد شارع من مسارين جديد وجميل فوق ساحة الجريمة.

هكذا يعطي أكاديميون ومثقفون ختم الشرعية لتقسيم الاحتلال، وليأكل الشعب بصحة وعافية. ولكن الرائحة، يا للرائحة! أنتم نتنون وفاسدون، أيها الأصدقاء، والرائحة من الصعب وقفها.

التصقت هذه الرائحة بكم ولن تزول، وهي سترافقكم حيثما تذهبون، وهي مثل بقع الدماء الموجودة على أيدي السيدة ماكبيت.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى