ترجمات عبرية

هآرتس: أقام الجيش حواجز لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم

هآرتس 1-5-2023، بقلم هاجر شيزاف: أقام الجيش حواجز لمنع الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم

منذ بضعة أشهر والجيش الإسرائيلي يمنع فلسطينياً من سكان جبل الخليل من الوصول إلى أرضه القريبة من بؤرة استيطانية يهودية. في إطار الجهود لمنع الفلسطيني سعيد عواد من الوصول إلى أرضه، وضع الجنود حواجز على الطريق المؤدي إلى بيته، وصوروا المبنى وسيارته، وهددوه بل واعتقلوه عدة مرات لساعات. وكل سبت يصدر الجيش أمر منطقة عسكرية مغلقة على الأرض، قبل وصول عواد وعائلته، ويضع رجال أمن كثيرين لمنع دخوله. برر الجيش هذا السلوك بـ “حاجة أمنية”، لمنع الاحتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين، الذي يحدث أحياناً في المنطقة. ولكن الجيش لم يرد على سؤال: لماذا يمنعون عواد من الوصول إلى أرضه، في حين يسمحون للمستوطنين بالوصول إلى المكان؟

سعيد محمد عليان عواد (52 سنة) هو أب لـ 16 ولداً، ومن سكان قرية أم لصفا في جنوب الخليل. وقطعة الأرض التي يملكها تبعد عن القرية التي يعيش فيها، وتقع على سفح بؤرة “متسبيه يئير” الاستيطانية، التي أقيمت في نهاية التسعينيات. تعود عواد على الوصول إلى أرضه كل أسبوع، وفلاحتها والمكوث فيها لمنع سيطرة المستوطنين على المكان. ولكن منذ أيلول والجيش يستثمر وسائل غير عادية لمنعه من فعل ذلك.

على سبيل المثال، في مرات كثيرة، حتى قبل وصوله إلى المكان، يتم إصدار أمر منطقة عسكرية مغلقة على قطعة الأرض، الأمر الذي يؤدي إلى اعتقال متكرر لعواد. “تأتي إلى الأرض ويقولون لك إن المنطقة منطقة عسكرية مغلقة. تتجادل معهم ويمنحونك عشر دقائق، وبعد ذلك يضعونك في السيارة العسكرية، يعصبون عينيك ويضعونك في السيارة لساعتين، ثم يرمونك في الظاهرية”، قال. وحسب أقوال عواد والنشطاء الآخرين الذين يرافقونه، كلما أعلنوا عن أنها منطقة عسكرية مغلقة كانوا يلاحظون وجود مستوطنين في الأرض، أي أن الأمر يتم تطبيقه فقط على الفلسطينيين والنشطاء.

في الصور المرفقة بمقال “هآرتس”، التي تظهر النقطة التي تطل على قطعة أرض عواد، تظهر سيارة “تندر” من نوع “تويوتا” يقودها مستوطن شاب، وقد اقترب من نشطاء يسار كانوا يرافقون عملية التصوير، وانضم إليه شخص آخر يركب دراجة. سائق السيارة نزل بسرعة وهو يحمل هاتفه، وصرخ: “أين كنتم؟ في حوارة؟ لمَ لم يغتصبوكم هناك؟”. بعد ذلك، تقدم السائق من فلسطينيين كانوا يرعون أغنامهم في المنطقة. وبعد بضع دقائق غادر المكان، لكن ليس قبل الادعاء بأن مجموعة الأولاد الذين كانوا يجمعون النباتات البرية في المنطقة جاؤوا لتنفيذ عملية.

اعتُقل عواد عدة مرات لساعات. في مرتين منها، أنزله قام الجنود قرب حاجز “ميتار”، الذي يبعد عن بيته. في إحدى المرات اعتقل هو وناشط إسرائيلي، الذي أطلق سراحه معه على الحاجز. في تشرين الثاني، عندما حاول الوصول إلى أرضه اعتقل مدة ثلاثة أيام بتهمة خرق أمر منطقة عسكرية مغلقة. السبت، قبل أسبوعين، احتجز في سيارة عسكرية لثلاث ساعات. ووفقاً لأقواله وأقوال النشطاء، فإن الجنود اعتادوا على إقامة حواجز على الطريق المؤدي إلى أرضه في أيام السبت قبل وصوله. وحسب الصور والشهادات في المكان، فإنه في الأشهر الأخيرة كان عشرات من رجال الأمن في المكان من أجل هذه المهمة، حوالي 20 جندياً وجندياً من حرس الحدود في كل أسبوع.

في كانون الثاني بدأ الجنود يصلون إلى بيت عواد لتصويره وتصوير سيارة الجيب خاصته. في 4 شباط بدأ تصعيد آخر عندما وضع الجنود حاجز على الشارع الموصل إلى بيت عواد، بما في ذلك وضع حواجز مسامير على الأرض. بعد أسبوع، وضع الجنود حاجزاً قرب مدخل بيت عواد على الشارع الرئيسي في القرية، وقد عمل من الصباح حتى الظهيرة. حسب أقوال سكان القرية، قال لهم الجنود بأن الحاجز وضع لأن “سعيد يفتعل المشاكل”.

بعد مرور شهر تقريباً، في آذار، جاءت سيارات عسكرية إلى بيت عواد ليلاً. والجنود الذين كانوا ملثمين طلبوا الدخول إلى البيت. “جاؤوا في العاشرة ليلاً، وهددوني إذا ما ذهبت إلى أرضي فسنلحق الضرر بي وبعائلتي، وأخذوا هاتفي”، قال عواد، وأشار إلى أن أحد الجنود كان باسم كفير. “قلت لهم: افعلوا ما تريدون. فقد تم توثيق الجنود بالفيديو والصور”.

قبل أسبوعين، جاء الجنود مرة أخرى إلى بيت عواد وسألوا عنه. وعندما وصل السبت إلى أرضه اعتقلوه، والشرطة أبعدته 15 يوماً عن المنطقة. “في التحقيق قالوا لي إن هذا استفزاز. ولكني شرحت لهم بأنها أرضي”، قال عواد وتساءل: “كيف ينظر الجمهور الإسرائيلي إلى الأضرار التي يتسبب بها المستوطنون بالعرب؟”. أقول للجيش لماذا كل ذلك؟

في 2021 نشرت “هآرتس” أنه تمت مهاجمة عواد وعائلته عندما حاولوا توثيق المستوطنين أثناء محاولتهم الرعي في أرضه. ونتيجة لاعتداء المستوطنين، فقد عانى عواد من خمسة كسور في الجمجمة. هو ونشطاء من اليسار يعملون في المنطقة شهدوا على أن أرض عواد تم تخريبها كما تم اقتلاع أشجار الزيتون فيها وتدمير السلاسل الحجرية أيضاً.

في السنة الماضية، طلبت الشرطة إبعاد عواد عن المنطقة. ولكن القاضي العسكري، المقدم عزرائيل ليفي، رفض الطلب وانتقد سلوك الشرطة والجيش. الأمر بشأن تعليمات الأمن الذي يسري في الضفة الغربية ينص على وجود صلاحية للقائد العسكري بإصدار أمر منطقة عسكرية مغلقة “عندما يجد الأمر مناسباً”؛ شفوياً أو خطياً. ولكن ليفي قرر أن إصدار الأمر في الهاتف كما حدث في حينه، غير قانوني. وأن هذا يكفي من أجل “سحب البساط من تحت مخالفة عدم الخضوع للأمر”.

إضافة إلى ذلك، أشار القاضي إلى أن الجيش لم يمنع سكان بؤرة استيطانية قريبة من الوصول إلى الأرض. وقال إن الخارطة التي عرضها الجنود على عواد غير صحيحة، وأنه لم يتم استدعاء شهود على اعتقال عواد لتقديم شهاداتهم. ورداً على طلب الشرطة إبعاد عواد عن الأرض، قال القاضي إنه توجد وثائق قانونية حول علاقته بالأرض. وأضاف بأنه محظور على الشرطة اتخاذ موقف في نزاع بين عواد والمستوطنين بدون تقديم رأي قانوني حول مكانة الأرض.

وقد جاء الرد من المتحدث بلسان الجيش: “في منطقة جنوب جبل الخليل، تحدث بين فترة وأخرى احتكاكات بين المستوطنين والفلسطينيين. وعندما تكون هناك حاجة أمنية، ومن أجل منع الاحتكاك وحسب تقدير الوضع، يتم إصدار أمر إغلاق عسكري لمنطقة معينة. وتوضع حواجز لتنفيذ الأمر”.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى