ترجمات عبرية

هآرتس: أضرم نحو 200 مستوطن النار في منازل وسيارات في بلدة ترمسعيا

هآرتس 21-6-2023، هاجر شيزاف، جاكي خوري وينيف كوفوفيتش: أضرم نحو 200 مستوطن النار في منازل وسيارات في بلدة ترمسعيا

نحو 200 مستوطن، بعضهم مسلحون، قاموا أمس بإحراق بيوت وسيارات في قرية تُرمُسْعيّا الفلسطينية في وسط الضفة الغربية، وأيضاً أراض زراعية على مدخل القرية. قدرت مصادر في جهاز الأمن بأن نحو 15 بيتاً تضرر جراء الإحراق ورشق الحجارة ونحو 30 سيارة تم إحراقها. قال سكان القرية للصحيفة بأن الجيش لم يفعل شيئاً لوقف أعمال العنف، وتعمد عدم الوصول إلى القرية إلا بعد مغادرة المستوطنين للمكان. حتى الآن، لم يتم اعتقال أي شخص بتهمة التورط في هذه الأعمال. بعد مغادرة المستوطنين للقرية، تطورت مواجهات بين رجال الجنود الإسرائيليين والفلسطينيين، وأحد الجنود قتل مواطناً فلسطينياً بالرصاص.

المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي قال مساء أمس، إن الجيش يستعد على طول شارع 60 لمنع المس بسكان الضفة، لكن لم تكن لديه معلومات استخبارية مسبقة عن أعمال الشغب التي قام بها المستوطنون في ترمسعيا، ولذلك لم ينجح في منع هذه الأعمال. إضافة إلى ذلك، أكد قائلاً: “ليست لدينا القوات التي يمكنها التعامل مع هذه الأحداث، وفي الوقت نفسه التعامل مع القضاء على الإرهاب”.

حسب وزارة الصحة الفلسطينية، القتيل هو عمر قطين (27 سنة). مصدر في الشرطة قال للصحيفة بأن قطين أطلق النار على رجال الشرطة من سلاح بدائي، فأطلق جندي عليه النار وقتله. وحسب قوله، حدث هذا الأمر عندما تطورت في المكان مواجهات بين بضع عشرات الفلسطينيين وقوة للشرطة. وقالت الشرطة إن قواتها عملت على حماية رجال الإطفاء الذي عملوا على إطفاء حريق في منطقة مفتوحة بين ترمسعيا ومستوطنة “شيلا”، حيث رشق عشرات الفلسطينيين الحجارة عليهم وأطلقوا المفرقعات. حسب الشرطة، أدى إطلاق النار على رجال الشرطة إلى انفجار عرّض حياتهم للخطر. ورداً على ذلك، قام شرطي من الوحدة الخاصة في حرس الحدود بالرد، “شعر بالخطر الحقيقي على حياته، فأطلق ناراً دقيقة نحو المشبوه، وتم تشخيص إصابة”. وجاء أيضاً بأن الحادثة قيد الفحص. وزارة الصحة تحدثت عن 12 فلسطينياً أصيبوا أثناء أعمال الشغب، إصابة أحدهم بالغة جداً وأصيب الآخرون إصابات متوسطة وطفيفة.

وجاء من الناطق بلسان الجيش، أن “مواطنين إسرائيليين أحرقوا ممتلكات لفلسطينيين في قريتهم ترمسعيا. قوات الأمن دخلت القرية لإطفاء الحرائق ومنع الاحتكاك وجمع الشهادات. خرج المواطنون من القرية وبدأت الشرطة بالتحقيق في ظروف الحادثة. الجيش الإسرائيلي يدين هذه الأحداث القاسية التي تتمثل في استخدام العنف وتخريب الممتلكات. أحداث كهذه تمنع الجيش وقوات الأمن من التركيز على مهمتهم الأساسية، وهي الدفاع عن أمن مواطني دولة إسرائيل ومنع الإرهاب”.

رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قال إن “هناك أياماً يجب فيها قول ما هو مفهوم ضمناً – إسرائيل دولة قانون. جميع مواطني إسرائيل ملزمون باحترام القانون. لن نوافق على أعمال الشغب، سواء في هضبة الجولان أو في “يهودا والسامرة”. أنا أؤيد بشكل كامل شرطة إسرائيل وقوات الأمن في فرض القانون والنظام. لن نقبل أي تحد للشرطة وقوات الأمن في هذه المناطق أو في أي مكان”. في موازاة ذلك، أعلن مكتب رئيس الحكومة أمس بأن نتنياهو ووزير الدفاع ووزير المالية قد اتفقا على الدفع قدماً ببناء ألف وحدة سكنية جديدة في مستوطنة “عيلي” رداً على العملية الأخيرة.

أحد سكان ترمسعيا قال إن أكثر من 200 مستوطن وصلوا في الظهيرة إلى المكان، بعد الانتهاء من جنازة نحمان موردوف في “شيلا” الذي قتل في العملية قرب مستوطنة “عيلي”. نشر المستوطنون فيما بينهم عبر “الواتساب” دعوات لاقتحام القرية بعد الجنازة، ولكن قوات الأمن لم تعمل على وقف المستوطنين الذين دخلوا القرية. هذا الشخص قال أيضاً بأن المستوطنين كانوا مسلحين. “لقد هاجموا بيوتاً تحوي النساء والأطفال فقط، وحاولوا دخول البيوت”، وأضاف: “أطلق المستوطنون النار على بعض السكان الذين حاولوا إطفاء الحرائق التي أشعلوها. هناك الكثير من المصابين الذين لا نعرف عن وضعهم، والكثيرون اختنقوا جراء الدخان”.

شخص آخر من سكان القرية وهو عضو في مجلس القرية، أنيس مشهور، قال للصحيفة إن المستوطنين أشعلوا النار في بيت يعود لعائلته أثناء وجود مسنّ فيه، وتسببوا بأضرار كبيرة في المكان. “دخل المستوطنون إلى إحدى غرف البيت وعاثوا فيه فساداً وبعثروا الأثاث، وأشعلوا كرسياً إسفنجياً في محاولة لإحراق البيت”، وأضاف: “عجوز في الثمانينيات كانت في البيت في غرفة أخرى، اختبأت واختنقت بسبب الدخان إلى حين إنقاذها. حطموا جميع نوافذ البيت وأحرقوا مخزناً وكراسي كانت فيه، وسيارتين أيضاً. شهدنا مشكلات سابقة مع المستوطنين، ولكنها لم تكن كهذا المرة. دخلوا القرية ووصلوا حتى المستشفى”.

“كل ما حدث كان بموافقة أمريكا”، قال للصحيفة أحد السكان في قرية ترمسعيا، التي يحمل كثير من سكانها الجنسية الأمريكية. تم تحطيم نوافذ بيته وتخريب الأثاث وإحراق أريكة كانت موجودة في الصالون، لكن بعض السكان نجحوا في إطفاء النار. 

رئيس الحكومة الفلسطينية، محمد اشتية، قال رداً على ما حدث في القرية: “ما حدث الآن في ترمسعيا، من مهاجمة المستوطنين للفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم، دليل على أن عقلية النازيين والقتل والإحراق هي التي تسيطر في إسرائيل”.

أول أمس، بعد بضع ساعات على العملية قرب مستوطنة “عيلي”، وصلت مجموعات من المستوطنين إلى عدد من البؤر الفلسطينية ورشقوا الحجارة وخربوا الممتلكات. في القرية الفلسطينية، اللبّن الشرقية، قرب مكان العملية، أحرق المستوطنون عدة سيارات وخربوا محلات تجارية وبيوتاً. قال السكان إن أحد المستوطنين ضرب طفلاً عمره 12 سنة بسلاحه. رئيس مجلس القرية، يعقوب عويس، قال للصحيفة إن أعمال الشغب استمرت حتى الثالثة فجراً، وإن خمسة أشخاص من سكان القرية أصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي. وحسب قوله، “من غير الواضح إذا كان مطلقو النار على السكان مستوطنون أم جنود”.

محمد عثمان صالح (50 سنة) قال إنه عندما كان يسافر أمس مع ابنه وابن أخيه في محيط قرية اللبّن، شاهدوا الحرائق وسمعوا إطلاق النار، لذلك اختبأوا في محطة وقود على مدخل القرية. “اختبأنا في محطة الوقود، لاعتقادنا أنه مكان آمن. أطفأنا مصابيح السيارة كي لا يروننا. بعد فترة، شاهدنا المستوطنين قادمين نحو المحطة، وخفنا أن يحرقوها، فهربنا نحو القرية”، قال. “سافرنا في السيارة إلى منطقة فيها بيوت، وعندها شاهدنا أنهم يقتربون، هربنا من هناك. وبعد ذلك سمعنا صوت انفجارات وإطلاق نار”.

جاء الرد من الشرطة بأن “ثلاثة من اليهود اعتقلوا أمس بتهمة التورط في أعمال الشغف في الضفة الغربية، أطلق سراح أحدهم على الفور، وسيتم تقديم الآخرين أمام قاض لتمديد اعتقالهما”. وفيما بعد، قالت جمعية “حنونو”: امتثل المعتقلان أمام قاض وأطلق سراحهما”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى