ترجمات عبرية

هآرتس: أراد عباس لفتة سياسية وبلينكن عرض تحديث الشبكة الخلوية

هآرتس 1-2-203، بقلم جاكي خوري: أراد عباس لفتة سياسية وبلينكن عرض تحديث الشبكة الخلوية

الصحافي المصري المخضرم أحمد رجب، حدد ذات يوم ثلاثة أنواع من الحديث في الخطاب السياسي: أقوال قوية ذات مغزى، وأقوال فارغة، وأقوال قوية ولكنها فارغة. الأخيرة هي التي من اللطيف سماعها. فهي تدغدغ المشاعر وتجعل الإنسان يبتسم، لكنها فعلياً فارغة وليس فيها بشرى حقيقية. هذا الوصف الذي يعرفه كل مواطن فلسطيني، ليس فقط قيادة السلطة، يمكن التوقيع عليه بعد انتهاء كل محادثة مع كبار رجال الإدارة في واشنطن، بما في ذلك وزير الخارجية، أنتوني بلينكن. نفس العبارات بقيت من عهد جورج بوش الابن ومروراً ببراك أوباما وحتى الآن. باستثناء فترة ولاية ترامب كرئيس، فحص البيت الأبيض خلالها الفلسطينيين بعيون مجلس “يشع”.

يتركز الخطاب الإسرائيلي على خطة لفين – نتنياهو لإضعاف جهاز القضاء، ويمكن للإدارة بدرجة معينة التأثير عليه وعلى إيران. بدون العمليتين اللتين جرتا في “نفيه يعقوب” وسلوان، من المشكوك فيه إذا كان الموضوع الفلسطيني سيحظى بالتطرق. منذ سنة والوضع في الضفة الغربية يغلي، وعدد الضحايا في الجانب الفلسطيني يرتفع، وفي كل مرة كان يصرخ فيها الفلسطينيون يقولون لهم إن عليهم الحفاظ على الهدوء، لا يوجد أفق لعملية سياسية. بدأ هذا مع بينيت وانتقل إلى لبيد، والآن حصل عباس مرة أخرى على نتنياهو بدعم من بن غفير وسموتريتش. إذا لم تكن هناك أي إمكانية للتحدث عن أفق سياسي قبل بضعة أشهر فقد تم الآن القضاء عليه بالكامل. الخطاب المحدث هو منع تصعيد آخر، إلى درجة أن بلينكن مستعد لإبقاء أعضاء من طاقمه في المنطقة. سنرى بربارة ليف وهادي عمر وهما يتنافسان مع بن غفير.

على الإدارة الأمريكية أن تدرك بأن الفلسطينيين حتى لو كانوا ساذجين إلا أنهم ليسوا أغبياء. لا حاجة إلى ترديد أقوال مثل “الولايات المتحدة تلتزم بالهدف المتواصل – الكرامة والعدالة والمساواة في الفرص للطرفين – وبحل الدولتين”. وعندما تفعل إسرائيل كل ما تريد بدون اكتراث بأي ضغط دولي، بالأساس الأمريكي، في الوقت الذي تعدّ فيه كل خطوة في الساحة الدولية من جانب الفلسطينيين، بما في ذلك التوجه إلى محكمة العدل الدولية خطوة استفزازية، يتم اعتبار ذلك ضاراً بالثقة.

في المحادثة سمع محمود عباس من بلينكن تحفظه على قرار وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وعن نية مواصلة التوجه إلى المنظمات الدولية. عباس، فاقد الأمل، أوضح بأن التوقف في هذه المواضيع غير ممكن. طرح بلينكن الحاجة إلى خطوات تبني الثقة، لكن بدلاً من طرح عملية فعالة لها مغزى سياسي واستراتيجي، كما هو متوقع من وزير خارجية دولة عظمى مثل الولايات المتحدة، فقد تحدث عن تقديم مساعدات اقتصادية للسلطة وتسهيلات مدنية، بما في ذلك تحسين شبكة الهواتف المحمولة، وكأن سقف توقعات الفلسطيني في رام الله أو في جنين هو اللعب بالهاتف المحمول ورؤية أفلام “التيك توك”.

أما الأمور الأخرى فتم إبعادها: خطوط 1967 أصبحت غير ذات صلة، واستمرار البناء في المستوطنات وزمن الاحتلال لم يتم ذكرها بكلمة، وحتى التصريح عن موعد فتح القنصلية الأمريكية في شرقي القدس أو فتح مكتب م.ت.ف في واشنطن لم تكن على جدول الأعمال. بالمقابل، ستحصل إسرائيل على إعفاء من تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة بثمن بخس، وإعطاء تصريح للفلسطينيين الذين لديهم الجنسية الأمريكية بالدخول إلى أراضيها أو السفر من مطار بن غوريون، أو ربما لن تحتاج إلى الدفع على الإطلاق.

مع هذه البشائر ليس من الغريب أن الزعيمين لم يخرجا إلى وسائل الإعلام في نهاية المطاف. من ناحية الفلسطينيين لم يكن لديهم ما يبلغون عنه باستثناء رسالة قصيرة أصدرها عباس. انتهى الاحتفال، وانتهت الزيارة بدون أي مضمون أو أمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى