ترجمات عبرية

هآرتس – آفي شيلون يكتب – تريدون تصويت استراتيجي ؟ راهنوا على عباس

هآرتس – بقلم  آفي شيلون – 23/3/2021

“التحالف بين منصور عباس واليمين غير قائم على موقف أبوي مثلما كانت الحال في زمن مباي. هذه صفقة بين طرفين الواحد منهما يحتاج الى الآخر بدرجة متساوية”.

كل حملة انتخابات تجلب معها تجديد في القاموس السياسي. اذا كانت الموضة في الجولة السابقة هي “الوحدة” فان الموضة في هذه المرة هي “التصويت الاستراتيجي”. هناك من يقترحون اضعاف ازرق ابيض، وهناك من يريدون ضمان بقاء ميرتس، وهناك من يعتقدون بأنه اذا لم يعترف يئير لبيد بأنه يريد أن يكون رئيسا للحكومة، نعم سيكون. لكن  المضحك في فكرة “التصويت الاستراتيجي” هو أن من يدعون له في الواقع يتحدثون عن “تصويت تكتيكي”. أي هم يقلقون من كيفية تغيير أو ابقاء نتنياهو في الحكم، ولا ينشغلون في مسألة كيف سيؤثر تصويتهم على المدى البعيد.

اذا كنا نتحدث عن استراتيجية، من يريد تصويت له فرصة كبيرة في اصلاح الاخفاقات في الدولة، من اليمين واليسار على حد سواء، يجب أن ينتخب منصور عباس.

التحليل السياسي الدارج بالنسبة لعباس يتناول في الاساس سخرية التحالف المحتمل بينه وبين نتنياهو. على الصعيد الشخصي للسياسة، هذا صحيح. بيبي وجد في عباس من يمكنه أن يؤيده من الخارج أو من الداخل، على خلفية الصراع بينه وبين القائمة المشتركة. على مستوى آخر للامور، هذا التحالف يستند الى احتمالية واقعية، فقط لأن شيء ما اكثر عمقا يجري في اسرائيل: 71 سنة بعد اقامة الدولة من الصعب ملاحظة أن عرب ويهود بدأوا في الادراك بأنه يجب ويمكن العيش معا، حتى بدون أي صلة بالخلافات بالنسبة للمسألة الفلسطينية أو الى جانبها.

التعايش المتزايد تتم ملاحظته تقريبا في كل مجالات الحياة: في الحملة السابقة لمنتخب كرة القدم، التشكيلة انقسمت تقريبا بصورة متساوية بين اليهود والعرب، دون أن يثير هذا الامر أي تحفظ جماهيري. بالعكس، آلاف المعالجون من الكورونا، الذي لم يميز بين اليهود والعرب، بالتأكيد شعروا أن المستشفيات، المكان الاكثر اهمية في الحياة، هي فضاء مشترك. بين يافا ورمات افيف يمكننا رؤية المزيد من الفلسطينيين من مواطني اسرائيل في اماكن العمل واماكن الاستجمام المشتركة. والعنف في المجتمع العربي تحول الى موضوع يصل ايضا الى عناوين وسائل اعلام التيار العام، الامر الذي شجع عدد غير قليل من اليهود للانضمام الى المظاهرات في أم الفحم.

هذا الربط، الذي يحدث بالتحديد في عهد حكم يميني مستمر، يحدث بسبب الواقع، بدون هندسة اجتماعية وبدون مساعدة من الحكم. ولكن اذا كان لهذا الربط ايضا خاتم سياسي، فهذا سيكون التطور المهم في المجتمع الاسرائيلي، ويجب أن لا يهتم أي يساري عاقل اذا زاد نتنياهو، لاعتبارات ساخرة، الاستثمار في القرى العربية مقابل تأييد عباس. بالعكس، التحالف بين اليمين ومنصور عباس هو أهم من وجود ابتسام مراعنة في الكنيست. لأنه بالمعنى العميق هي اشكنازية شابة من وسط تل ابيب اكثر مما هي ممثلة لاغلبية الجمهور العربي.

التحالف بين منصور عباس واليمين مهم ايضا لأنه لم يتم بناءه من موقف أبوي مثلما كانت الحال في زمن مباي، أو من تطلع مثالي للتعايش. هذه صفقة بين طرفين يحتاج أحدهما الى الآخر بدرجة متساوية. لذلك، بامكان هذا التحالف أن يشكل واقع. اضافة الى ذلك، حقيقة أنه بعد أن قام اليمين بشرعنة عباس، فان لبيد ورؤساء اليسار استجمعوا الشجاعة وعرضوا القائمة المشتركة كشريكة شرعية. ايضا اذا كان لكتلة اليسار أي احتمال حقيقي، فمن المعقول أن منصور عباس سينضم اليها في النهاية، رغم قصة الغرام مع نتنياهو.

لذلك، التصويت لراعم هو لحظة نادرة فيها يمكن أن نجمع، حرفيا، مصالح يمينية ويسارية على حد سواء. ليس بالمعنى التكتيكي، بل بالمعنى الاستراتيجي.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى