ترجمات عبرية

هآرتس:لو كنتُ بن غفير

هآرتس 30-11-2022، بقلم يوسي كلاين: لو كنتُ بن غفير

لو كنت بن غفير لكنت سأشعل الأرض. قتلى ومصابون بأكبر قدر. كنت سأحج إلى الحرم وأحرر قبر النبي يونا. لو كنت بن غفير سأبقى بن غفير. أكاذيب من يرتدون ربطة العنق يوجد لدينا ما يكفي منهم. لم ينتخبهم الشعب كي يدخنوا السيجار ويشربوا الشمبانيا. يريد الشعب فتى شقيا عمره 46 سنة، لذا انتخب الشعب أزعر تمت إدانته بمخالفات شغب وتدمير ممتلكات. لا يريد الشعب خطابات، بل يريده أن يصرخ “الموت للعرب”.

ليس فقط المتطرفون يصرخون “الموت للعرب”، فنصف المليون شخص ليسوا فقط متطرفين، وليسوا فقط مجانين أولئك الذين يريدون إلغاء القوانين وإقالة مستشارين كي يفرضوا هنا إرهابا قوميا متطرفا دينيا. جميعهم يريدون، جميعهم يسمعون “الاستقامة، العدالة، حقوق الإنسان ويتقيؤون”. تباً، هذه كلمات يساريين. قوانين لم يتم التشكيك فيها سيتم فحصها مرة أخرى. أين كتب أن المجرم لا يمكنه أن يتولى منصب وزير؟ هل هذا موجود في القانون؟ جيد، إذاً سنغيره. هل هذا يناسبكم؟

عندما يصرخ أصدقاء بن غفير “الموت للعرب” فهذه ليست رسالة للعرب، بل لليهود. هذه رسالة لليهود الذين يقيمون الحداد على الانتخابات، والذين لا يشاهدون نشرات الأخبار، والذين يهربون إلى “نيتفليكس” أو مباريات كرة القدم أو “مستر شيف”. هذه رسالة لمن يلوح بجواز سفر اجنبي ولمن يقول إنه “تغير” أو “سيتغير” وأنه “اصبح شيئا مختلفا”. الرسالة موجهة لمن يقولون: إذا قتل فهذه ليست مشكلتي. هو الذي تسبب بذلك لنفسه.

الرسالة موجهة للذين يغطون الرأس ببطانية ويعتقدون أنهم بذلك سيخرجون من اللعبة. لن تخرجوا. أنتم توجدون عميقا في الداخل، وغارقون حتى عنقكم في الوحل. لو كنت بن غفير كنت سأمسك بهم وأقول لهم إن هذا لن يساعدهم في أي شيء وأنه لا يمكنهم الهرب وأن المسؤولية عن ذلك تقع على عاتقهم. أنتم لن تجلسوا على أنفي وتنتظروا رؤية ما يعرف هؤلاء الأغبياء فعله، سيقول، أنتم لستم العدو. العدو يجعلنا نتكتل، العدو يحثنا ويجعلنا نسرع إلى الملاجئ معا، يدا بيد، قوميين متطرفين ويساريين. أنتم، الذين تتجاهلون، أنتم أقل من أن تكونوا عدوا، أنتم الضحايا.

لو أنني كنت بن غفير لكنت سأحذر الضحايا وأقول لهم: لا تقولوا الآن ما قاله الألمان في حينه. ليست عصابة عنيفة هي التي سيطرت عليكم، نصف مليون شخص ليسوا عصابة. هم جميعهم، هم أنا وأنت، هم عامل الحديقة والموظف في البنك ومعلم ابنك. هم الجنود الذين يقومون بالطعن والتهديد، هم أولادك.

لو كنت بن غفير لكنت سأقترح على المجرمين أن يضيفوا إلى القبة البيضاء تصريحا: اعتقدت أنه “إرهابي”، لذلك أطلقت النار عليه. عندما تجاوزني في أيالون اعتقدت أنه “مخرب” فقتلته. اعتقدت أنه “إرهابي” عندما احتل موقف سيارتي وأطلقت النار عليه. كنت سأطلب تغيير القانون. اذا قتلت شخصا مشتبها بأنه “إرهابي” ستتم تبرئتك حسب بند التسبب بالموت بالإهمال.

ماذا بشأن بيبي؟ ماذا كنت سأفعل لو أنني كنت بيبي؟ كنت سأعطي بن غفير المفاتيح كي يقوم بأعمال الشغب كما يشاء. هو هندنبيرغ العجوز. متعب من المؤامرات ومنهك من المحاكم، ولم تعد لديه قوة. في كتب التاريخ سيسجل كمن أعطى عود الثقاب لمن يجلس فوق برميل بارود. هذا سيكون ارثه، وهكذا سيذكرونه.

لو أنني كنت بن غفير لكنت سأتفاجأ من السهولة التي حصلت فيها على المفاتيح. لو كنت بن غفير كنت سأتفاجأ من أنهم جميعا يسيرون هنا إلى المذبح. يصرخون قليلا، يحتجون قليلا، لكنهم يحنون الرؤوس والرقاب. هم يسمعون صافرة الإنذار الحقيقية ترتفع وتنخفض ويغلقون آذانهم. لو كنت بن غفير لكنت سأحتقرهم وأحتقر السياسيين الجبناء والطلاب اللامبالين والمراسلين المستخذين الذين تعلق ألسنتهم بالمؤخرة التالية.

لكني لست بن غفير وأنا لم اهبط من المريخ. أنا هنا ومن هنا، وأتفاجأ من رؤية كيف نضحي بأنفسنا من اجل حكومة عنصرية، نصمت عندما يتم إنشاء وزارة لنقاء العرق، ونقنع انفسنا بأن هذا لن يحدث لنا، وكأنه لا يوجد لنا تاريخ، وكأن هذا التاريخ قد نسي ومحي وتم إلقاؤه في القمامة. ذكريات صعبة نتذكرها، ومخاوف قديمة تظهر.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى