ترجمات أجنبية

نيويورك تايمز – بقلم مارك مازيتي – سحق المعارضة :  فريق القتل السعودي وراء مقتل خاشقجي

نيويورك تايمز – بقلم مارك مازيتي * – 26/2/2021

“يقال إن وحدة النخبة المكلفة بحماية ولي العهد محمد بن سلمان نفذت عشرات العمليات ، بما في ذلك إعادة السعوديين قسراً إلى الوطن ” .

تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي نُشِر يوم الجمعة عن قضية اغتيال جمال خاشقجي، الصحفي السعودي المعارض، كشف أن سبعة من المتورطين في مقتل خاشقجي ينتمون إلى «قوات التدخل السريع».

هناك رابط بين وحدة النخبة وبين الحملة الوحشية التي شنَّتها المملكة لملاحقة المعارضة وسحقها داخل السعودية وخارجها، مُدلِّلة على ذلك بعدد من المقابلات التي أجرتها مع مسؤولين أمريكيين اطَّلعوا على تقارير استخباراتية سرية عن حملة السعودية ضد المعارضة.

دور العناصر المنتمية إلى ما يُسمى بـ«قوات التدخل السريع» في اغتيال خاشقجي ساعد في إثبات ادِّعاءات الاستخبارات الأمريكية بأن ولي العهد وافق على العملية. وبحسب تقرير الاستخبارات الأمريكية: «لم يشارك أعضاء قوات التدخل السريع في عملية اغتيال خاشقجي» من دون موافقة ولي العهد محمد بن سلمان.

تقرير الاستخبارات أفاد بأن الوحدة «شُكِّلت لحماية ولي العهد والدفاع عنه» وأنها «لا تستجيب لأوامر أحد سواه»، وفي يوم الجمعة، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أنها ستفرض عقوبات اقتصادية على قوات التدخل السريع التابعة للحرس الملكي السعودي بسبب دورها في مقتل خاشقجي.

عمليات الوحدة

عملية اغتيال خاشقجي لم تكن سوى واحدة من العمليات المروِّعة الاستثنائية التي تورَّط في تنفيذها عدد من عناصر وحدة النخبة. وعلى ما يبدو بدأت «قوات التدخل السريع» حملتها الشرسة ضد المعارضة السعودية في عام 2017، وهو العام نفسه الذي أطاح فيه الأمير محمد بن سلمان منافسه الأكبر سنًا (الأمير محمد بن نايف) لكي يُصبح وريثًا للعرش السعودي.

وبحسب ما قاله بعض المسؤولين الأمريكيين، نفَّذت وحدة النخبة عشرات العمليات داخل المملكة وخارجها، بما في ذلك الإعادة القسرية لبعض المواطنين السعوديين من دول عربية أخرى إلى المملكة. ويُرجح التقرير أن تكون الوحدة متورطة في اعتقال عدد من النشطاء البارزين في حقوق المرأة، الذين نظَّموا حملات من أجل رفع الحظر الذي تفرضه السعودية على قيادة المرأة للسيارة وإساءة معاملتها. وقد زُج بواحدةٍ من هؤلاء النشطاء، وهي لجين الهذلول، في السجن في عام 2018 ولم يُطلق سراحها سوى الشهر الجاري.

اعتقالات وتعذيب

وأضاف المسؤولون الأمريكيون أن «قوات التدخل السريع» اعتقلت سيدة أخرى، وهي محاضرة جامعية، تعرَّضت للتعذيب النفسي مما دفعها لمحاولة الانتحار في عام 2018. كما احتجزت وحدة النخبة بعض المعتقلين بصفة مؤقتة داخل أحد القصور الفخمة المملوكة للأمير محمد ووالده الملك سلمان.

قال المسؤولون الأمريكيون، الذين اطَّلعوا على تقرير الاستخبارات، إن الوحدة كانت مشغولة جدًّا في العمليات، للدرجة التي دفعت قائدها الميداني، في يونيو (حزيران) 2018، لسؤال أحد مستشاري ولي العهد بشأن ما إذا كانت قوات التدخل السريع ستحصل على مكافآت بمناسبة عيد الفطر.

قيادات الوحدة وعناصرها

وكان سعود القحطاني، أحد كبار مساعدي ولي العهد الذي عمل مستشارًا إعلاميًّا للديوان الملكي، هو المسؤول عن وحدة النخبة هذه -بحسب التقرير- ولعب القحطاني عدة أدوار من بينها إدارة «اللجان الإلكترونية» في المملكة، وهي مجموعات تستخدم جيوش من الروبوتات والآلات الرقمية على الإنترنت لملاحقة المعارضين والمنتقدين البارزين مثل خاشقجي. واستشهد تقرير الاستخبارات، الذي صدر يوم الجمعة، بتصريح قاله القحطاني في عام 2018: «وتعتقد أني أقدح من رأسي دون توجيه؟ أنا موظَّف ومنفِّذ أمين لأوامر سيدي الملك وسمو سيدي ولي العهد الأمين» (قال القحطاني ذلك في تغريدة نشرها على حسابه على تويتر).

أفاد مسؤولون أمريكيون أن القائد الميداني لقوات التدخل السريع هو ماهر عبد العزيز المطرب، وهو ضابط مخابرات سعودي كان يرافق الأمير محمد في أغلب الأحيان خلال سفره إلى الخارج. ويشير تقرير الاستخبارات إلى أن العنصر الآخر في وحدة التدخل السريع هو ثائر غالب الحربي، وكان عضوًا في الحرس الملكي السعودي، وحصل على ترقية في عام 2017 بسبب بعض الأعمال البطولية التي قام بها خلال تصديه لهجوم على أحد قصور الأمير محمد.

تقرير الاستخبارات الوطنية الأمريكية، الذي نُشر يوم الجمعة، أكد أن الرجال الثلاثة جزء من مجموعة مؤلفة من 21 شخصًا «شاركوا في عملية اغتيال جمال خاشقجي أو أمروا بتنفيذها، أو متواطئين في مقتل خاشقجي أو مسؤولين عنه» بالنيابة عن ولي العهد.

المحاكمة 

الحكومة السعودية نفَت باستمرار أن يكون ولي العهد أي دور في مقتل خاشقجي، وقدَّمت الحكومة السعودية ثمانية رجال للمحاكمة، لكنها لم تفصح عن أسماء المتهمين. وفي سبتمبر (أيلول)، أعلنت محكمة سعودية أن خمسة من المتهمين حُكِم عليهم بالسجن 20 عامًا، بينما حُكِم على ثلاثة آخرين بعقوبات أخف وطأة.  وكانت المحكمة السعودية قد حكمت من قبل على بعض المتهمين بالإعدام، لكن هذه الأحكام أُلغِيت بعدما أعلن أحد أبناء خاشقجي وأشقاؤه أنهم قد عفوا عن المتهمين الذين قتلوا والدهم. 

صحيحٌ أنه لم يتضح ما إذا كان أي من عناصر قوات التدخل السريع قد قُدِّم للمحاكمة أو صدر حُكْم ضده، لكن الحكومة السعودية أعلنت براءة سعودة القحطاني لأن أعضاء النيابة العامة السعودية أكدوا أنه لا توجد أدلة كافية لمحاكمته في مقتل خاشقجي.

  • مارك مازيتي مراسل استقصائي يُغطي شؤون الأمن القومي،

** نشر هذا المقال تحت عنوان  :  

Crushing Dissent: The Saudi Kill Team Behind Khashoggis Death 

الكاتب  Mark Mazzetti

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى