ترجمات عبرية

نوعا سترايخر – أنتم صليتم من اجل هؤلاء الشباب

هآرتس – مقال – 9/1/2019

بقلم: نوعا سترايخر

صحافية مخضرمة خبرت معارك، قالت ذات يوم جملة نقشت في ذاكرتي: في الاعلام الاسرائيلي المتحدث بلسان الجيش دائما يعلن، في حين أن الفلسطينيين دائما “يدعون”. عودوا الى التقارير الاخيرة عن أي تصادم بين قواتنا وقواتهم، حتى لو كان الامر يتعلق بولد عمره 8 سنوات أو معاق مبتور الارجل، وستدركون ذلك. كل ما تقوله اجهزة الامن الاسرائيلية بخصوص الفلسطينيين هو امر مقدس. اعتقال اداري، اختطاف قاصرين من الأسرة، اطلاق النار على ظهر شاب وهو يبتعد، عندما يتعلق الامر بالعرب، الشباك والجيش والشرطة محقون دائما.

مع يهود من اليمين الامر مختلف. فجأة الشباك والجيش والشرطة “يدعون”، فجأة مطلوب أدلة. وكل هذه القواعد من أين ظهرت؟ قوانين الاعتقال واجراءات التحقيق وواجب المحامي، اذا كان الامر يتعلق بقاصرين فيجب ابلاغ الوالدين والاتصال مع ايتمار بن غفير حتى قبل أن يتم تكبيلهم. وما هو سبب هذه المراوغة في مسألة هل أن المشبوهين حقا رشقوا ذاك الحجر المعين الذي قتل الفلسطينية المعينة؟ بالتأكيد لا! هم لم يكونوا هناك مطلقا. ولكن اذا كانوا حقا هناك، وكذلك اذا كانوا قد رشقوا الحجر، فهذا لأنهم محبطين من عجز الحكومة اليسارية التي تمنع البناء في يهودا والسامرة.

لا تتساذجوا، ألم تكونوا ذات يوم مراهقين غاضبين؟ مضطهدين؟ ألم يتم جركم ذات يوم الى قتل أم لثمانية أولاد؟ نحن لا نقول إنهم فعلوا ذلك، لكن ماذا عن القليل من التعاطف مع ضائقتهم؟ بشكل عام ما الذي كانت تفعله الفلسطينية في الشارع في وقت متأخر؟ لماذا لا يقوم الشباك بالتحقيق في الامر؟ وماذا عن زوجها، ربما هو الذي قتلها؟ والحجارة، هل وجدتم البصمات عليها بحيث تتأكدوا أن أولادنا الجميلين هم الذين قاموا برشقها؟ لا. نعم. الشباك قال. إذا قال. مجموعة من الخونة رجال الشباك هؤلاء، شاهدناهم في المحاكم.

السؤال هو لماذا من أرسلوا المستوطنين في السياسة والاعلام ما زالوا يضبطون أنفسهم؟ لماذا الحاخامات والمربين والواعظين لا يوقعون على المنتج النهائي؟ لماذا اييلت “حطمت مفهوم جهاز القضاء”، شكيد؟، أو نفتالي “حطمت كارتل الجامعات”، بينيت؟ لماذا لا يحطمون مؤامرة الصمت وينسبون النجاح لهم؟ لماذا لا يقوم الراقصون بتصوير افلام فيديو دعائية في موقع القتل؟.

فجأة يصبحون حذرين جدا في اليمين، يناقشون قانونية الاعتقال وطرق التحقيق. بدل ذلك يجب أن يعترفوا ببساطة: “لقد صليت لمثل هذا الشاب”، هذا ما أرادوه، اليس كذلك؟ من الصباح حتى المساء كل ما نسمعه منهم هو أنه يجب أن يختفي الفلسطينيون. وأن القانون والسياسة والاكاديميا تمنعنا من اخفاءهم. كل يوم وكل ساعة هذه هي الرسالة: نحن نتوق جدا للعمل، ونريد جدا القيام بذلك، لكنهم لا يسمحون لنا. يا ليت لو أن أحدا ما فعل شيئا! وأخيرا شخص ما فهم الرسالة، وشكيد تكتفي بمكالمة هاتفية مع والديها. أين هي غريزة القتل لديك، سيدتي؟ هل نسيت أنه حتى بيبي اتصل مع شارلي ازاريا. هذه أنباء قديمة. هل من أجل هذا أقمتم اليمين الجديد، كي تتعلموا امور نسيها بيبي؟ يكفي التخفي مثل اليهود الخائفين خلف قوانين الاثبات. لقد حان الوقت للتباهي بالشيء الذي قمتم بخلقه. البطاقة التي توجد تحت لسانه أنتم الذين قمتم بكتابتها. اذا لماذا المراوغة وطلب الاثبات؟ قولوا الحقيقة: اذا كان الشباب اليهود قد قتلوا عائشة الرابي فهذا أمر سليم جدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى