أقلام وأراء

نواف الزرو يكتب – برغم الخناجر “العربية”.. الفلسطينيون باقون والاحتلال يخشى حضورهم

نواف الزرو  – 13/9/2020

برغم الخناجر العربية-تهافت التطبيع والاذعان- التي تغرس في ظهر الشعب الفلسطيني،  خنجر تلو الآخر والقادم ربما يكون أشد قسوة وخطرا، الا ان الفلسطينيين باقوم صامدون هناك على الارض في وجه عسكر ومستعمري الاحتلال، ففي ظل المشهد الفلسطيني الراهن وفي ضوء الجبهات التي يفتحها العدو الصهيوني على كل العناوين  والملفات الفلسطينية، وبينما تتمادى قيادات الكيان ومؤسسته الامنية والسياسية وترغد وتزبد وتعربد وتقتل وتتغطرس وتهدد وتجتاح وتغتال، وبينما تحظى بدعم وغطاء اعتى قوة دولية تقف وراءها، إلا ان تلك القيادات وتلك المؤسسة في حالة قلق دائم، بل انها ما تزال تخشى الوجود والحضور الفلسطيني بكل عناوينه ومضامينه وتسمياته، فهي تخشى التكاثر العربي الفلسطيني، والتواجد على امتداد مساحة فلسطين، وتخشى انتشار المدارس والجامعات الفلسطينية، والعلم والتعليم والاجيال المتعلمة والتطور التكنولوجي، وتخشى المعرفة الفلسطينية، بل وتخشى حتى الطفل الفلسطيني وهو في بطن امه، وتخشى القائد والسياسي والعسكري والخبير والمفكر والفنان و الصحفي والباحث، وربما اكثر ما تخشاه المؤسسة الصهيونية هو هذا الحضور الفلسطيني في كل مكان في المنابر الاممية والدولية وفي الفعل الشعبي وفي حملة المقاطعة الدولية، وتخشى المسيرات والاعتصامات والمواجهات والتضحيات، فهي تخشى الرواية العربية الفلسطينية ونشر الحقيقة التي من شأنها تراكميا ان تسقط الرواية الصهيونية.

فالفلسطينيون في كل الحسابات باقون ولا يمكن هزيمتهم والرعب الصهيوني من صمودهم وحضورهم يتفاقم….؟، هكذا هي الخلاصة المكثفة المفيدة في المشهد الفلسطيني الراهن، شاء من شاء وأبى من أبى….!

فهم في الكيان يعملون منذ البدايات على “اختراع وشرعنة اسرائيل واسكات الزمن العربي الفلسطيني بكل معانيه ورموزه ومعالمه ومضامينه التاريخية والحضارية، لانهم يدركون تماما ان المعركة ما بيننا وبينهم هي في الحاصل” “إما نكون او لا نكون”، وهم يتصرفون على هذا الاساس، في الوقت الذي تنهار فيه اللاءات العربية –الرسمية-التي كان حملها الراحل الخالد عبد الناصرالذي أكد في احد خطاباته: “إما ان تكون الامة أو لا تكون في صراعها مع العدو”.

      هناك الكثير الكثير  الشهادات والاعترافات الاسرائيلية التي تؤكد بمجملها على”ان الصراع مفتوح وان الشعب الفلسطيني باق على ارضه وفي وطنه”، مما يعيدنا لنؤكد ثانية وثالثة …في ظل وطأة الاحوال الفلسطينية والعربية الراهنة التي لا خلاف على انها تصب استراتيجيا لصالح مشروع الاحتلال الصهيوني، بأن خلاصة المشهد الصراعي مع هذا المشروع الصهيوني: طالما ان الصراع صراع وجودي وجذري واستراتيجي لا يستوي ولا ينفع فيه مفاوضات او تسوية او تعايش او تطبيع او استسلام بفعل موازين القوى، فانه يصبح بالتالي صراعا مفتوحا حتى هزيمة المشروع الصهيوني وتحرير الوطن بالكامل، ولذلك يجب ان تنتقل رسالة الوعي والصراع والتحرير عبر الاجيال:

 من الاجداد الى الابناء الى الاحفاد فالاحفاد…

 وهذه مهمة كل القوى الوطنية الحية مجتمعة …

فالمعركة شاقة وطويلة وتحتاج الى تواصل الاجيال فيها…

انه صراع عابر للأجيال….؟!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى