أقلام وأراء

نواف الزرو يكتب  –  أسطورة من “النيل إلى الفرات” هل تحققها “اسرائيل” في ظل مناخات التطبيع العربي..

نواف الزرو – 5/1/2021

   وفق الأدبيات التوراتية والتنظيرات والفتاوى الدينية التي يطلقها كبار الحاخامات اليهود فإن “أرض إسرائيل الكاملة” تمتد من “النيل إلى الفرات”، ووفق تلك الأدبيات والفتاوى فإن العراق جزء من “أرض إسرائيل الكاملة”، وحسب المضامين الواردة في أطلس الأحلام والأهداف اليهودية التوراتية فإن “على إسرائيل أن تقوم بالاحتلال الأعظم من أجل “أرض إسرائيل الكاملة”… و”أن تقوم بتنظيف المنطقة من ملايين العرب”.

    واستناداً إلى استراتيجية الأمن الإسرائيلي الشامل، فإن على “إسرائيل أن تقوم ببناء قوة عسكرية استراتيجية متفوقة تستطيع مواجهة الجيوش العربية مجتمعة”، وحسب الاستراتيجية ذاتها فإن “المجال الحيوي للأمن الإسرائيلي يمتد إلى محيط يصل إلى كل العواصم العربية”،   وكي تبقى “إسرائيل” آمنة قوية متفوقة فإن ذلك يستدعي منها بناء قدرات الردع النووي.

     كما يستدعي تجريد المحيط العربي، أي الدول العربية من أي قدرات استراتيجية تهدد وجود “إسرائيل”، سواء نووية أو كيماوية أو بيولوجية، أو حتى تقليدية، وتطورت الأجندة الأمنية الاستراتيجية الإسرائيلية اليوم إلى “ضرورة ليس فقط محاربة المقاومة الفلسطينية و”تفكيك القضية الفلسطينية وتحويلها الى دولارات”، وانما ذهبت الانظار الاسرائيلية الى ما هو ابعد من ذلك بكثير، الى اضعاف الدول العربية وتفكيكها وتجريدها من مقومات القوة.. وتحويلها إلى دويلات صغيرة عاجزة…والى تحطيم وتدجين وتطبيع الدول والمجتمعات العربية الرئيسية، وقد تسنى لهم ذلك في العديد من الدول العربية بدعم مطلق من الولايات المتحدة…!. 

توافقت واكتملت وتحالفت الادارتان والسياستان الإسرائيلية – الأمريكية حول هذه المحاور والعناوين الاستراتيجية الرامية إلى تفكيك وتدجين الأمة العربية…وهناك كم هائل من النوايا المبيتة.. ومن الوثائق والمخططات التي تتحدث عن تفكيك وتدجين الأمة… وكم هائل من النوايا والوثائق والمخططات التي تستهدف العراق وسوريا ومصر اليمن والجزائر وغيرها… الدولة العربية القوية المتطورة التي تشكل تهديداً استراتيجياً “لإسرائيل”….

ما يستدعي بإلحاح كبير جملة كبيرة من الأسئلة والتساؤلات المتعلقة بالأدبيات التوراتية اليهودية، وبأطلس الأحلام والأهداف الصهيونية، وعلى نحو خاص في هذه المرحلة… مرحلة احتلال وتفكيك اهم واقوى الدول العربية….!؟

– فما مدى صحة ودقة تلك الأدبيات والأحلام والأهداف التوراتية والصهيونية المتعلقة بالعراق اولا..؟!!

– وإلى أي حد وسقف وصلت دولة “إسرائيل” في تطبيق وتحقيق أسطورة “من النيل إلى الفرات”.. و”أرض إسرائيل الكاملة” و/ أو “إسرائيل الكبرى” و/ أو “الكاملة  والكبرى والعظمى” معاً..في ظل مناخات التطبيع والتحالف الاعرابي مع الكيان…؟!

حسب الوثائق والتقارير والمعطيات والشهادات اليومية فإن الدولة الصهيونية تشن حروباً متصلة مفتوحة متكاملة على المنطقة، وقد فتحت عدة جبهات إعلامية/ سياسية -عسكرية -استخباراتية موسادية واقتصادية ضد العراق وسوريا ولبنان….االخ. وتتحدث تلك الوثائق والتقارير والمعطيات والشهادات عن أن التغلغل الصهيوني واسع النطاق وخطير ويهدد مستقبل الامة العربية…..؟!.

قد يقول البعض أن هناك شيئاً من المبالغة في الحديث عن “الحروب الإسرائيلية في العراق وسوربا ولبنان والمنطقة” وعن “التغلغل والدور الإسرائيلي هناك”..

وربما ينتفض البعض من جهة ثانية مستهجناً مستنكراً الحديث عن “الحروب الإسرائيلية” معتبراً أن في الوثائق والشهادات مبالغة كبيرة…

وقد يرى البعض من جهة ثالثة “أنه يجب أن لا نعظم الدور الإسرائيلي….1

في حين قد يرى البعض الآخر من جهة رابعة أهمية عاجلة وحيوية وكبيرة لاستحضار الوثائق والحقائق والمخططات  والمعطيات في هذا الوقت..

ونقول بدورنا وبقناعة راسخة أن الحروب الأمريكية هي حروب صهيونية وتتكامل معها تماماً.. وأن العراق وسوريا ولبنان ومصر كانت ولا تزال على قمة الأجندة السياسية والعسكرية العدوانية الأمريكية – الصهيونية المشتركة…. وأن تفكيك وتقسيم العراق وتدمير مقومات نهوضه ووحدته وقوته من جديد هي المهمة الأولى والكبرى.. !

وهذه النوايا والمخططات والأهداف حقيقية وجادة وخطيرة وتحت التطبيق..

   ونعود للعنوان اعلاه: هل اقتربت”اسرائيل” في ضوء كل ذلك من تحقيق اسطورة”من النيل الى الفرات”…؟!

وهل تحول البيئة الاستراتيجية العربية المناهضة للمشروع الصهيوني الى بيئة استراتيجية صديقة للكيان في سياق تحقيق تلك الاسطورة….؟!

أسئلة كبيرة واستراتيجية برسم الجدل على كل الاجندات العروبية التحررية وحتى تلك الاجندات المنقلبة….!

*نواف الزرو – كاتب فلسطيني .

Nzaro22@hotmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى