أقلام وأراء

نواف الزرو يكتب – الخراب العربي واستنهاض الحالة القومية العربية

نواف الزرو *- 28/3/2021

نعتقد أن المؤسسة الصهيونية بكافة عناوينها الأمنية العسكرية والسياسية، وبكافة امتداداتها الداخلية والخارجية، وصولًا إلى لوبياتها المتنفذة في الولايات المتحدة وأوروبا، لن تتوقف في يوم من الأيام أبدًا، عن مهماتها الاستراتيجية الرامية إلى تنظيف المنطقة العربية مما يسمونها هم: عناصر القوة العربية المتنوعة -مثل الوحدة العربية والعلم والتعليم والتكنولوجيا والقوة العسكرية وغيرها، مضافًا إليها عشرات العناصر الأخرى المتفرعة عنها، في كافة الحقول التعليمية-العلمية-التكنولوجية-الاقتصادية، وذلك في إطار صراع يعتبرونه وجوديًا وجذريًا -إما نحن وإما هم- وحتى لو تم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة من المعتقد أنها لن تكون متناددة (وأنا شخصيا استبعدها)؛ فالأوضاع والأحوال العربية الراهنة لا تعطي العرب موقفًا نديًا مع ذلك الكيان، يتيح لهم بناء عناصر القوة المتكاملة، في العلم والتعليم والتكنولوجيا والاقتصاد، وبالتالي على المستوى العسكري الاستراتيجي، وهذا ما يعيدنا ربما على نحو عاجل، إلى المربع الأول للصراع مع المشروع الصهيوني، بوصفه صراع وجود وبقاء، ما يستدعي أن تستيقظ الامة على نحو متجدد وحقيقي، للخروج من أحوالها وحروبها-داحس والغبراء- الراهنة، نحو آفاق جديدة، وأن تعمل على إعادة ترتيب أوراقها وقدراتها وأجنداتها السياسية والاستراتيجية، تعيد الى قمتها فلسطين البوصلة، والصراع مع المشروع الصهيوني كأولوية عاجلة عاجلة..!

 تحتاج فلسطين كما سوريا والعراق واليمن و ليبيا ولبنان وغيرها، أولًا إلى استعادة القضية ومكانتها في الوجدان العربي، كما تحتاج إلى استنهاض عاجل للمشروع العربي النهضوي الحضاري الوحدوي التحرري الذي كان حمله ووطنه في الوعي القومي العربي الراحل الخالد جمال عبد الناصر، وهذا لن يكون إلا باستنفار كافة القوى العروبية الحية الحقيقية في العالم العربي، فقد أصبح واضحًا تمامًا أن الحروب الأمريكية الصهيونية على الامة العربية كانت وما تزال تستهدف كسر وتحطيم المشروع والفكر القومي العربي بصيغته الناصرية وتحويله إلى مشاريع طائفية ومذهبية متحاربة لا تقوم لها قائمة في مواجهتهم.

  وبالتأكيد ليس لنا كأمة من مخرج من هذا الخراب إلا باستنهاض المشروع القومي العربي التحرري وتبقى الكرة هنا في ملعب كل العروبيين على امتداد المساحة العربية…!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى