أقلام وأراء

نواف الزرو: مناورات الاسد الافريقي: أخطر الاهداف وراء التغلغل الصهيوني في افريقيا؟!

نواف الزرو ٢٨-٦-٢٠٢٢م

نعود مرة اخرى في اعقاب تدريبات-مناورات “الأسد الأفريقي 2022″، التي انطلقت بالمغرب تحت قيادة الولايات المتحدة تشهد مشاركة اسرائيل لأول مرة إلى جانب 15 دولة أخرى، الى متابعة وقراءة هذه التطورات على مستوى القارة السمراء، فهذا الذي يجري اولا  من صراع اثيوبي-مصري-سوداني واستئساد اثيوبي على نحو خاص حول سد النهضة  لم يكن ليحدث ابدا لو كنا ولو كان هذا في زمن عربي عروبي حقيقي، فرحم الله القائد الخالد الراحل جمال عبد الناصر الذي حمل المشروع النهضوي التحرري العربي، ودعم حركات التحرر الوطني في دول القارة السمراء، التي كادت ان تتحول الى قارة عربية ناصرية بفضله، وما بين ذلك الزمن الناصري العروبي، وما بين زمن الوكلاء اليوم، تكاد القارة السمراء ان تخلو من اي حضور عربي حيقيقي، فاقتنص الكيان الصهيوني الفرصة ليتغلغل عموديا وافقيا هناك على حساب تحطم الوجود العربي.

 وهذا الذي يجري على مستوى مناورات “الاسد الافريقي” ثانيا وبمشاركة اسرائيلية يعكس الى امدى بلغ التغلغل الصهيوني هناك في القارة السمراء، ولعل اخطر اشكال التغلغل الصهيوني القارة السمراء هو التغلغل العسكري-الامني الاستخباري عبر التغلغل العلمي -الزراعي على نحو خاص، وفي هذا السياق كان تقرير للقناة 13 العبرية كشف النقاب عن” أن قوات كوماندوز تابعة للجيش الإسرائيلي تقوم بتدريب قوات محلية في أكثر من 12 بلداً أفريقياً، كجزء من استراتيجية إسرائيلية أوسع لتعزيز العلاقات الدبلوماسية في القارة السمراء”، وحسب التقرير فان الهيئات والاجسام الاسرائيلية الفاعلة هناك تشمل: وزارة الخارجية والجيش الإسرائيلي، الموساد وجهاز الأمن العام (الشاباك)” ويضاف الى ذلك طبعا التغلغل الاقتصادي الاسرائيلي، ومن بين الدول التي تتعاون معها وتتغلغل فيها “إسرائيل” إثيوبيا، رواندا، كينيا، تنزانيا، مالاوي، زامبيا، جنوب أفريقيا، أنغولا، نيجيريا، الكاميرون، توغو، ساحل العاج وغانا.

واستكمالا، نتابع الدراسات والتقارير والتحليلات الصهيونية التي تكشف وثائق ومعلومات ومعطيات عن مخططات ومشاريع التغلغل الصهيوني في القارة السمراء، وطبعا على حساب الوجود العربي الذي كان قويا وفاعلا ومؤثرا واستراتيجيا في عهد الراحل الخالد جمال عبد الناصر، وانقلب المشهد رأسا على عقب لصالح الكيان في ظل الانظمة العربية بعده، ونجحت تلك المخططات الى حد كبير في تحقيق اهدافها، وقد أوضحت صحيفة “معاريف” العبريّة في تقرير نشرته مؤخرا على سبيل المثال أهداف “إسرائيل في أفريقيا”، وهي-كما ترجمها عن العبرية الزميل زهير اندراوس كالتالي: تأمين الجالية اليهوديّة المتواجدة بالقارّة، ورغم أنّ أرقام الجالية اليهوديّة في أفريقيا ليست كبيرةً، إلّا أنّها تُمثل مركزاً للقوّة والنفوذ، خاصّةً وأنّ الدول الأفريقيّة تتسّم بهشاشة البنيان المؤسسيّ والاجتماعيّ، وتُمثل الجالية اليهوديّة أحد القنوات الهامّة التي تعتمد عليها إسرائيل في التغلغل في القارة. وبالاضافة الى ذلك تسعى حكومة الاحتلال إلى تطويق الوطن العربيّ وتهديد أمنه القوميّ عن طريق السيطرة على المنافذ الجنوبيّة للبحر الأحمر، ونزع الصفة العربيّة، وضمان التفوّق العسكريّ والاستراتيجيّ الإسرائيليّ المُطلَق عبر التحكم في النقاط الإستراتيجيّة الهامّة التي تُحيط بالوطن العربيّ، وذلك لجعل دوله تحت رحمة التهديد بالحصار والعدوان، ثم توظيف التغلغل الإسرائيليّ في القارة السمراء لصالح التكامل مع الخطط الأمريكيّة، و”إفهام واشنطن بأنّ رأس حربتها الإستراتيجيّة في أفريقيا هي إسرائيل”، كما قالت المصادر السياسيّة في تل أبيب.‎

مؤسف ومحزن ان نتابع التفكك والضعف وتحطم الوجود العربي في القارة السمراء التي يفترض ان تكون حليفا استراتيجيا للامة العربية في مواجهة المشروع الصهيوني –الاستعماري الذي يتمدد هناك بصورة سرطانية مرعبة.

فهل يا ترى تصل الرسالة الى الانظمة التي ربما ما يزال في وجهها شىء من”مية الوجه العروبية”….!؟.

 فالصراع في النهاية وفي الاستراتيجية هو صراع استراتيجي ووجودي وصراع على الامن القومي العربي، وكما قالها الراحل عبد الناصر في احد خطاباته: ان الامة العربية إما ان تكون أو لا تكون –في صراعها مع “اسرائيل”…؟!

فهل يا ترى لو كان الراحل الخالد عبد الناصر على قيد الحياة، فماذا  يقول عن احوال مصر والعرب الراهنة…؟!، وماذا يقول عن هذا الغزو الصهيوني لقارته السمراء….!؟

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى