أقلام وأراء

نواف الزرو: لماذا يهدر العرب الوقت؟ أهمية الزمن واللحظة التاريخية في الصراع مع المشروع الصهيوني؟

نواف الزرو 28-9-2025: لماذا يهدر العرب الوقت؟ أهمية الزمن واللحظة التاريخية في الصراع مع المشروع الصهيوني؟

نعود اليوم ونحن في فضاءات الذكرى السابعة والسبعين للنكبة واستعمار فلسطين مرة اخرى وبلا كلل لندق على جدران الخزان ثانية وثالثة فيما يتعلق بالاهمية الاستراتيجية لحسابات الوقت-الزمن في الصراع مع الاحتلال الصهيوني، فمما لا شك ان عامل الوقت-الزمن يعتبر من اهم عوامل الاستراتيجية الصهيونية المعتمدة منذ اكثر من سبعة وسبعين عاما، بل لعل هذه المناسبة تقتضي من الفلسطينيين اولا ثم من العرب العروبيين ثانيا وقفة مراجعة حقيقية امام عامل الزمن واهميته في الصراع مع المشروع الصهيوني، فنحن نلاحظ في االسنوات الاخيرة ان “اسرائيل” تشن حربا إبادية شرسة على الشعب الفلسطيني وتسابق الزمن وتستثمر الظروف والاحوال العربية وتستغل الانهيار العربي باتجاه التطبيع الى اقصى درجات الاستثمار والاستغلال، وهم يجمعون على ان هذه الفرصة السانحة لهم اليوم فرصة تاريخية لا تتكرر…وبالتالي يحرصون على استثمار الوقت الى ابعد الحدود، ما يقودنا الى مناقشة وتقييم اهمية الوقت -الزمن في صراعنا مع ذلك المشروع الصهيوني.
تنطوي معركة الزمن-الوقت مع العدو على اهمية استراتيجية حاسمة، فأين نحن من هذه المعركة….؟!

ولماذا يسقط الزمن-الوقت من حساباتنا …؟!

أليس جديرا بنا ان نكون في سباق استراتيجي وعاجل جدا مع الزمن-الوقت….؟!

فقد ثبت عبر اكثر من سبعة وسبعين عاما مضت، ان “اسرائيل” تحتاج الى الوقت-الزمن والمزيد من الوقت دائما..

والمؤسسة الصهيونية تراهن على الوقت دائما..

والوقت مسألة حاسمة في الوجود الصهيوني…

والاستراتيجية الصهيونية تقوم منذ بدايات تلك الدولة، على كسب الوقت، وبناء وتكريس حقائق الامر الواقع الاستعماري التهويدي، واحكام القبضة الامنية العسكرية استراتيجيا على فلسطين والمنطقة.

فلماذا نترك ساحة ومساحة الزمن للعدو ليتحرك كما يشاء…؟!

اعتقد اننا فلسطينيا وعربيا -عروبيا نحن بحاجة كبيرة وملحة وعاجلة جدا لاستغلال الزمن-الوقت واللحظة التاريخية المتاحة اليوم في ظل هذه اليقظة الشعبية الأممية المناهضة للكيان وحرب الإبادة الإجرامية….؟!

المؤسسة الصهيونية في سباق مرعب مع الوقت، وهي تحرص على عدم اضاعة دقيقة واحدة من الوقت بلا عمل صهيوني، إن على صعيد الارض العربية المحتلة، او على صعيد البناء العسكري الامني، او على صعيد البناء العلمي والثقافي، او على المستوى الاقتصادي، او على مستوى بناء العلاقات والتحالفات في كافة القارات…!

فهم يعتبرون انفسهم في صراع وجودي مع الفلسطينيين والعرب(العروبيين)، وهم لا ينامون…!

فهل هناك من لا يتابع او يرى الذي يجري في كل دقيقة على ارض القدس والضفة الغربية مثلا…؟!

او في الجليل والمثلث والنقب…؟!

حيث يواصل البلدوزر الصهيوني اعمال الهدم والتجريف والتخريب بهدف تهديم المشهد العربي في فلسطين بكافة مضامينه التاريخية والحضارية والتراثية والدينية وبناء مشهد صهيوني تهويدي على انقاضه…؟!

او على مستوى الاستعدادات العسكرية على كل الجبهات العربية…!

يوظفون كل طاقاتهم وعلاقاتهم ولوبياتهم وتأثيراتهم على المستوى العربي والامريكي والدولي لغاية مد”اسرائيل” بالمزيد من الوقت.

ونلخص هنا القول: في سياق الصراع الوجودي مع المشروع الصهيوني، من شأن هدر الزمن-الوقت ان يحسم كل الامور على الارض بلا رجعة إذا لم نستدرك هذا العامل الاستراتيجي في صراعنا الوجودي مع المشروع الصهيوني…؟!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى