أقلام وأراء

نواف الزرو: عن مشهد جرافات الإحتلال وهي تغرز أنيابها في أحشاء البيوت الفلسطينية في مخيمات الضفة في سياق الإبادة الشاملة

نواف الزرو 14-12-2025: عن مشهد جرافات الإحتلال وهي تغرز أنيابها في أحشاء البيوت الفلسطينية في مخيمات الضفة في سياق الإبادة الشاملة

الكاهنة الكبرى للصحافة الاسرائيلية إيلانا دايان-كما اسماها جدعون ليفي -تقول”إن الجرافة D9 تسير من دون مكابح، ولم يسبق لنا أن شهدنا فيلم رعب كهذا- عن جدعون ليفي-هآرتس-2025-12-12″، وفي الميدان عمليا فإن مشهد الجرافات الصهيونية D-9 التي يتابعها ويشاهدها الملايين من المتابعين على الفضائيات و وسائط التواصل الاجتماعي خلال عامي الإبادة وقبلهلهما وبعدهما وحتى هذه الايام وهي تغرز انيابها في أحشاء البيوت الفلسطينية في مخيمات جنين ونور شمس وغيرها بعد انمارسها ههوايتها التهديمية الاقتلاعية الإجرامية على امتداد مساحة غزة، يلخص المشهد الفلسطيني تحت الاحتلال الصهيونية منذ اكثر من سبعة وسبعين عاما حتى اليوم، فلا يكاد يخلو اجتياحٌ لقوات الاحتلال لقطاع غزة أو شنّ حرب عليه من استخدام الجرافات العسكرية المصفحة D-9 أو “الدب”او”الوحش” حسب الوصف الفلسطيني، وقد أعلن على سبيل المثال عن انتهاء مناورة نظمها سلاح الهندسة في جيش الاحتلال عبر هذه الجرافات، تركزت على استخدامها لتقطيع أوصال قطاع غزة وجنين وطولكرم ونابلس وقلقيلية وغيرها ، وإيجاد ممرات أرضية آمنة للآليات التي يعتزم الاحتلال من خلالها الاقتحام والتجريف والتهديم. وفي هذا السياق نلاحظ أنّ هذه الجرافات تسير جنبا الى جنب مع الدبابات ومدعومة بالغالب من المروحيات، وهي بالأساس جرافات عسكرية، ونوثق هنا ان “قوات الاحتلال اعتادت على ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة التي يندى لها جبين البشرية، بسبب العجز الدولي عن ملاحقة هذه الجرائم، وتعوّد الاحتلال على الإفلات من العقاب”، ولا شك أنّ الصمت الدولي سبب رئيسي لارتكاب مثل هذه الجرائم الوحشية التي تنتهك كل المشاعر الإنسانية والأخلاق والقوانين والمعايير الدولية والإنسانية. ونؤكد هنا أن جريمة الإجتياح والتجريف والتهديم التي تجري على مدار الساعة في مخيمات شمالي الضفة الغربية، تأتي في سياق حرب الإبادة الصهيونية المفتوحة وهي”جريمة حرب” حقيقية وجريمة ضد الإنسانية”.

ومما هو جدير بالاستحضار هنا تلك الاقوال والاوصاف التي اطلقها عدد من نخبة الكتاب الاسرائيليين على دور الجرافة الصهيونية الاجرامي، فكان اوري افنيري احد اهم اقطاب “معسكر السلام” الاسرائيلي وابرز الخبراء في السياسات الصهيونية ورئيس تحرير مجلة هعولام هزه قد اكد لنا منذ سنوات على سبيل المثال قائلاً: “ان الحرب الحقيقية في الضفة انما تدور رحاها في انحاء الضفة الغربية والقدس، واسلحتها تتكون من: الخرائط والقرارات والأوامر العسكرية، وهي حرب مصيرية يتعلق بها مصير ملايين الفلسطينيين، فأما الحياة واما الموت”، وأدوات هذه الحرب الوجودية حسب افنيري وحسب التقارير الفلسطينية المختلفة هي الخرائط والقرارات والاوامر العسكرية الاسرائيلية التي اداتها الرئيسية هي الجرافة العملاقة، التي لم تتوقف عن غرز اسنانها في الجسم الفلسطيني…! ويقول الكاتب الاسرائيلي “يهودا ليطاني” في الجرافة: “ان الجرافة صارت اداة حرب للجيش الاسرائيلي، الاداة التي تشبه الدبابة وترمي الى الدمار وليس الى البناء”. ويقول الكاتب الاسرائيلي “عوفر شيلح”:”تواصل صديقتنا الجرافة تصميم الواقع في الضفة الغربية”.

وكتبت الصحفية الاسرائيلية المناهصة لسياسات الاحتلال “عميره هس” مؤكدة: “التفاؤل بعملية السلام شيء، والجرافات شيء آخر، فاسرائيل تبني للفلسطينيين في الضفة الغربية محميات هندية مبعثرة هنا وهناك”.

لا شك إن نهج الاحتلال في استخدام هذه الجرافات في التخريب والتهديم والقتل والتهجير على اوسع نطاق و تحت سمع وبصر العالم أجمع، جريمة بشعة تضاف إلى سجل جرائمه الأسود بحق شعبنا الفلسطيني على طول الوطن وعرضه، وبحق أهل غزة المحاصرين، ويتحمل العدو الصهيوني تبعاته ونتائجه إم عاجلا أم آجلا…!

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى