أقلام وأراء

نواف الزرو: عشية القمة العربية في القاهرة: الارادة السياسية العربية تحت الاختبار والشعوب تريد قرارات بانياب؟

نواف الزرو 16-2-2025: عشية القمة العربية في القاهرة: الارادة السياسية العربية تحت الاختبار والشعوب تريد قرارات بانياب؟

جملة من الاسئلة والتساؤلات الكبيرة تطرح نفسها بقوة ملموسة على الاجندة الرسمية العربية في قمتها الطارئة القريبة التي ستعقد في السابع والعشرين من الشهر الجاري في القاهرة، في اعقاب هذه الهجمات الامريكية- الصهيونية المسعورة الجامحة على فلسطين وغزة والقدس والقضية والدولة والحقوق المشروعة، وخاصة فيما يتعلق بخطة ترامب لتهجير أهلنا في غزة، مستغلة في ذلك انهيار الدول والاوضاع والاحوال العربية وفي مقدمتها انهيار الامن القومي العربي والمناعة العربية، في التصدي لمشاريع ومخططات وحروب الكيان الصهيوني الإبادية، وعلى هامش هذه القمة العربية القريبة فإن الشعوب العربية من إقصاها لأقصاها تتطلع الى مدىة جدية هذه القمة وهل سيصدر عنها قرارات حقيقية وجادة وذات أنياب…؟! .

فالجوهر والاساس والاهم في كافة قرارات القمم العربية والأممية المتعلقة بحقوق الشعوب في مواجهة الاحتلالات والاعتداءات الخارجية عليها وعلى اوطانها، ان تكون قرارات ملزمة ونافذة ورادعة، وان تنطوي على اجراءات وعقوبات ضد الدول المعتدية..!

وفي القضية الفلسطينية وحسب المشهد الاممي وارشيف القرارات الدولية المتعلقة بالشعب العربي الفلسطيني وحقوقه المغتصبة، فإن هناك اليوم اكثر من 850 قرارا دوليا صادرا عن الامم المتحدة ومؤسساتها ولجانها المختلفة.. كلها تقر الحقوق الفلسطينية التاريخية في فلسطين.. وتندد بالاحتلال الاسرائىلي وجرائمه المتعددة.. وتطالبه بالتوقف عن انتهاكاته المستمرة، غير ان كل هذه القرارات الملزمة منها وغير الملزمة اصبحت متراكمة مغبرة على رفوف المنظمة الدولية، بعد ان رفضتها الدولة العبرية وضربت بها عرض الحائط، او بعد ان استخدمت الولايات المتحدة “فيتو” الظلم والعربدة والطغيان ضدها.
لا نقلل هنا بلا شك من القيمة والدلالات الاخلاقية والقانونية والمعنوية للقرارات الدولية المناصرة للحق العربي الفلسطيني في مواجهة “اخطر دولة على الامن والسلام العالمي”.. ولا نقلل كذلك من دلالات إحالة قضية الإبادة الى العدل الدولية غير ان السؤال الكبير والجوهري والاستراتيجي الذي يفرض نفسه: وبعدين.. هل من شأن أي قرار قد يصدر عنها في نهاية المطاف ان يجبر “اسرائيل” المارقة على وقف حروبها الإبادية ضد الفلسطينيين..؟!

وهل من الممكن ان تدفع”اسرائيل” ثمن جرائمها ومجازرها الممفتوحة منذ ستة وسبعين عاما …؟!

ونقول: طالما ان القرارات الدولية كلها بلا اسنان وغير قابلة للنفاذ ضمن المعادلات الدولية الراهنة، فلماذا لا يكون لدينا نحن العرب انيابنا الخاصة للدفاع عن امننا القومي وعن اوطاننا وحقوقنا..؟!

نعتقد هنا ان الارادة السياسية العربية تحت الاختبار الحقيقي فقمة القاهرة القريبة…!

الامر ممكن ومساحته وادواته العربية واسعة وكثيرة اذا ما جد الجد لدى امتنا ودولنا وانظمتنا.. والمسألة في نهاية الامر مسألة ارادة عربية قومية سياسية تحررية.. أليس كذلك؟!!

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى