أقلام وأراء

نواف الزرو: تسع حقائق كبيرة في المشهد الفلسطيني تستدعي اليقظة

نواف الزرو 22-11-2025: تسع حقائق كبيرة في المشهد الفلسطيني تستدعي اليقظة

في ظل الاوضاع الفلسطينية الراهنة والتي تخيم عليها الإبادة ا لصهيونية، فإن الاسئلة الملحة على الاجندات السياسية والاستراتيجية الفلسطينية تتواصل اليوم وبعد اكثر من سبعة وسبعين عاما على النكبة اكثر من اي وقت مضى، خاصة بعد التطورات السياسية الدرامية التي تابعناها في الآونة الاخيرة على منبر الامم المتحدة وفي اروقتها وما وراء كواليسها، المتعلقة بمشروع الحصول على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، ، وبعد ان اعلن الفلسطينيون عن خيبة الامل من الادارة الامريكية التي لم تلب ما وعدت به الفلسطينيين، وبعد ان اصبحت “اسرائيل-نتنياهو” سافرة بلا قناع، مجمعة على مواصلة ليس فقط انشطة الاستيطان والتهويد وشطب القضية الفلسطينية، بل والحروب المفتوحة على انواعها ضد شعبنا في مختلف الاماكن الفلسطينية.

ما يعيد الامور الى حقيقتها، حيث هناك على اقل تقدير عشر حقائق كبيرة تخيم على المشهد الفلسطيني اليوم تستدعي انتفاضات فلسطينية مفتوحة، ومن المرجح ان تستمر ربما حتى سنوات وعقود من الزمن، بل ربما تكون مساحة الحقائق-التحديات- الماثلة في المشهد الفلسطيني لا حصر لها، وهي متكاثرة يوما عن يوم، غير ان ابرزها واخطرها- وكنا قد اشرنا اليها في دراسات عديدة-:

– الحقيقة الاولى- ان فلسطين تواجه اجتياحا صهيونيا تجريفيا استيطانيا استراتيجيا هو الاخطر..!.

-الحقيقة الثانية- ليس واردا في استراتيجيات الدولة الصهيونية لا تكتيكيا ولا استراتيجيا اي اعتبار او احترام او التزام باي تفاهم او اتفاق مع السلطة الفلسطينية وفي المقدمة اتفاق اوسلو….!

-الحقيقة الثالثة- ان الاحتلال يواصل اقصاء الفلسطينيين رئاسة وحكومة وشريكا وشعبا له قضية ووجود وحقوق راسخة.

– الحقيقة الرابعة- ان الدولة الفلسطينية الموعودة، ما تزال على الورق فقط، ولكنها مع وقف التنفيذ، ويحتاج الفلسطينيون الى نقلها الى حيز التنفيذ الى ادوات واسلحة واولويات اخرى…!

– الحقيقة الخامسة- ان هناك في هذه المرحلة تفاهما وتعاونا وتحالفا ما بين الادارتين الامريكية والاسرائيلية فيما يتعلق برحيل الاحتلال وبمشروع الدولة الفلسطينية، والاجندة السياسية الامريكية في فلسطين وعلى امتداد مساحة العرب هي الاجندة الاسرائيلية ذاتها …

– الحقيقة السادسة الاكبر والاخطر- ان مشروع الاحتلال يجري تطبيقه على الارض الفلسطينية على مدار الساعة دون الالتفات الى الفلسطينيين والعرب، او الى المجتمع الدولي، والاحتلال يسابق الزمن في بناء وتكريس حقائق الامر الواقع الاستيطاني التهويدي في القدس وانحاء الضفة، وغدت المجازر المتلاحقة وخرائط الاستيطان والجيش هي التي ترسم مستقبل الضفة.

– الحقيقة السابعة – وهي المتعلقة بالعملية السياسية، حيث انغلاق الآفاق بات واضحا، وليس هناك من افق حقيقي لاي مفاوضات حقيقية ليس فقط في المستقبل المنظور، وانما على الارجح لسنوات طويلةستكون بكاملها سنوات استيطان وتهويد وحروب.

الحقيقة الثامنة- ان الحرب الاعلامية -القانونية –القضائية- الاخلاقية على المستوى الاممي ضد “اسرائيل”، غدت تشكل وفق مؤشرات عديدة جبهة رئيسية للفلسطينيين في الافق، فالساحة السياسية الفلسطينية ترى ان هذه الجبهة بالغة الاهمية في الصراع مع الاحتلال والمشروع الصهيوني.

– الحقيقة التاسعة- تلك المتعلقة بالحال الفلسطينية، فلعنة التفكك الفلسطيني هي الاشد خطورة، وهي التي تهدد المشروع الوطني الفلسطيني بكامله، فضلا عن انه يشكل في هذه المرحلة” مصلحة اسرائيلية عليا” تعمل “اسرائيل” على استمراره بل تستخدم الفيتو من اجل احباط اي محاولة فلسطينية لانهاء حالة الانقسام والتفكك، ليلقي هذا التفكك الكارثي بظلاله القاتمة على الاوضاع وليساعد الاحتلال في تشديد وتعميق وتكريس سياسات الحصار والاغلاق والتجويع بهدف التركيع.

الباحث الاسرائيلي المعروف ميرون بنفنستي كان كثف في هآرتس تداعيات الحال الفلسطينية قائلا: “ان إسرائيل نجحت في تحطيم المجتمع الفلسطيني الى أجزاء والفلسطينيون يساعدون في تكريس هذه الظاهرة، وعليه فهم ليسوا بحاجة الى نلسون مانديلا وانما الى جوسبا غريبالدي يظهر من بين صفوفهم ويوحدهم”.

فهل يستيقظ الجميع يا ترى ليتوقفوا بمنتهى الجدية والمسؤولية أمام الحقائق أولاً ، ثم أمام التحديات والأخطار الإسرائيلية ثانياً ؟؟؟

وهل يعمل الفلسطينيون أولاً قبل الآخرين، على لملمة أنفسهم وترتيب بيتهم الداخلي وأوراق قوتهم من جديد؟. وهل يعملون على إعادة ترتيب خطابهم وأولوياتهم الوطنية والقومية في ضوء ما ينتظرهم من تحديات استراتيجية وحروب لا مفر منها بمبادرات اسرائيلية احادية الجانب…؟!

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى