نواف الزرو: المعركة على المنابر الأممية: هل من جدوى…؟

نواف الزرو 16-9-2025: المعركة على المنابر الأممية: هل من جدوى…؟
هناك في المشهد الاممي تجري معركة حقيقية وليست ملهاة، بل هي معركة تحمل ابعادا اخلاقية وقانونية وشرعية وسياسية وديبلوماسية، وظفت فيها “اسرائيل” طاقاتها ولوبياتها وحلفائها بغية كسبها واحباط المشروع الفلسطيني-العربي-الأممي الشعبي فيها،و يعتقد البعض ان هذه المواجهة على مسرح الامم المتحدة والمنابر الأممية والعالمية المختلفة لا قيمة لها، ويتساءلون: ما الفائدة ، وهل من جدوى وراء التوجهات الفلسطينية العربية للامم المتحدة ولمجلس الامن…؟!، ويضيفون: ان اسرائيل تفعل ما تشاء فهي تشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني لم يسبق لها مثيل في التاريخ الإجرامي، تعتقل وتقمع وتصادر وتهود وتحول دون الاستقلال الفلسطيني…؟!.
بينما يقول البعض الآخر: نعم هي المعطيات كذلك، ولكن، طالما تغيب الخيارات الحقيقيةوخاصة العسكرية العربية فان هذا الخيار الاممي يبقى الافضل مرحليا لصالح تكريس القرارات والشرعية الدولية المؤيدة للحقوق الفلسطينية، فاستحضار قرارات ومواثيق الامم المتحدة المتعلقة بالدولة والحقوق الفلسطينية المشروعة رغم خضوعها للفيتو الامريكي- يزعج “اسرائيل” على كل المستويات، وهنا يقدر الجميع ان الحصول على اعتراف مجلس الامن بالدولة الفلسطينية مثلا سيواجه بالفيتو الامريكي، ورغم ذلك فهذه معركة تنطوي على اهمية كبيرة لا يقلل من شأنها وتداعياتها الاخلاقية والقانونية والشرعية تراكميا مع الزمن، فهي سلاح شرعي اممي يوظف الى جانب كل الاسلحة الاخرى التي تشرعها الشرعة الدولية وفي مقدمتها حق مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة.
فان حصل مشروع الدولة الفلسطينية على اعتراف اممي كما حصل في جمعية العامة الاسبوع الماضي حيث حصل الاعتراف الدولي بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني على الاكثرية العظمى( صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يؤيد إعلان “نيويورك” بشأن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وصوتت لصالح القرار 142 دولة، مقابل 10 دول صوتت ضد القرار، فيما امتنعت 12 دولة عن التصويت-– وكالات- الجمعة 12 سبتمبر 2025 )-، فان ذلك يفتح بالتأكيد آفاقا رحبة من العمل السياسي والديبلوماسي والقانوني والثقافي لصالح القضية الفلسطينية، ويفتح آفاقا اهم على صعيد تفعيل كل الامكانيات الفلسطينية والعربية والعالمية المساندة ضد الاحتلال.
فلا ضير ولا ضرر اذن في التوجه الفلسطيني العربي الى الامم المتحدة في مشروع الدولة والحقوق الفلسطينية طالما تغيب عن المشهد الخيارات الاخرى… ؟!.
فمعركة الدولة الفلسطينية حقيقية وكبيرة والدولة تنتزع انتزاعا ولا تقدم على طبق من فضة هكذا…
غير ان هذه المعركة تستدعي بقوة ان يعمل الفلسطينيون أولاً قبل الآخرين، على لملمة أنفسهم وترتيب بيتهم الداخلي وأوراق قوتهم وان يقفوا جميعا وراء برنامج سياسي كفاحي فلسطيني موحد…!
ومن اجل ذلك تتوجه كل الانظار الفلسطينية منتظرة لحظة الحقيقة الفلسطينية…!