نواف الزرو: المستوطنون الصهاينة في ذروة عربدتهم: يستحضرون عصر الكاوبوي إرهابًا وإجرامًا وتدميرًا وتخريبًا واستيطانًا!
نواف الزرو 1-06-2023 الاستيطان
في احدث تطورات المشهد الفلسطيني وفيما يتعلق بعربدة واعتداءات المستوطنين الصهاينة تحديدا، فالاحتلال بصدد “تشكيل ميليشيات مسلحة تضم نحو 200 الف مسلح سيرابطون على القرى والبلدات والتجمعات السكانية الفلسطينية -الصحافة العبرية-2023-1-1″، وقد قرر وزير الامن القومي عندهم ايتمار بن غفير تسليح هؤلاء المستوطنين لكي يفرضوا قوتهم وتفوقهم العنصري الارهابي على الفلسطينيين، وعمليا على الارض تزايدت وتيرة اعتداءات المستوطنين وباتت تتصدر المشهد،ووفق مراقبين فلسطينيين، فإن عام 2022 كان من أسوأ السنوات منذ 1967 جراء تصاعد الاستيطان والاعتداءات، وبحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، بلغ عدد المستوطنين في مستوطنات الضفة بما فيها القدس 726 ألف و427 مستوطنا موزعين على 176 مستوطنة، و186 بؤرة استيطانية (غير مرخصة) منها 86 بؤرة رعوية زراعية حتى بداية 2023.
وفي 2022 أقام المستوطنون 12 بؤرة استيطانية في محافظات الضفة الغربية، بينما تمت شرعنة بؤرتين استيطانيتين الأولى متسبيه داني على أراضي بلدة دير دبوان، والثانية متسبيه كراميم على أراضي دير جرير شرقي رام الله. كما شهد عام 2023 منذ انطلاقته تصاعدا في هجمات المستوطنين، حيث يشير تقرير فلسطيني رسمي إلى أن المستوطنين في الضفة الغربية شنوا 130 اعتداء خلال يناير/ كانون الثاني الماضي، بينها 21 هجوما في ليلة 28 من الشهر ذاته.وفي 2022 نفذ المستوطنون 1.187 اعتداء، تراوحت بين مشاركة الجيش الإسرائيلي في اقتحامات للمدن والتجمعات الفلسطينية والاعتداء المباشر على المواطنين وممتلكاتهم.وكان لمحافظة نابلس (شمال) الحصة الأكبر من تلك الاعتداءات بواقع 417 اعتداء، تلتها محافظة رام الله والبيرة بـ203 اعتداءات، ثم محافظة الخليل بـ172 اعتداء.وشن المستوطنون 354 عملية اعتداء على أشجار الزيتون، تسببت باقتلاع وتضرر وتخريب وتسميم ما مجموعه 10,291 شجرة-المصادر الاعلامية الفلسطينية-2023-2-1″.
وهناك الكثير الكثير من المعطيات المتعلقة بارهاب هؤلاء المستعربين المستوطنين، فنحن نتابع انفلاتهم وعربدتهم واعتداءاتهم الاجرامية على الفلسطينيين في القدس وانحاء الضفة الغربية على مدار الساعة، ما يستدعي دائما متابعتهم وفضح جرائمهم ومن يقف وراءهم، وفي هذا السياق و في أحدث المعطيات المتعلقة بجرائم ا أطلق عليها” جماعة –عصابات- جباية الثمن” في الضفة الغربية المحتلة، كانت القناة العاشرة الإسرائيلية “كسفت النقاب عن أن هذه العصابات، أصدرت دليلًا في 32 صفحة، تمت طباعته، وذلك لـ “تعليم” الصغار كيفية انتهاك جسد الفلسطيني وخصوصيته”، ويحرض الدليل على الكراهية والانتقام، ويوثق كل أعمال “جباية الثمن” في السنوات الأخيرة، ومن الاقتباسات التي وردت في الدليل: “سيارات تعود لمسيحية تم تدميرها في كنيسة دور متسيون، إلى جانبها كتبنا أن المسيحيين قردة، ربما داروين مسؤول عن هذا التدمير”، وكذلك: “عربي يتحرش بيهودية في جئولا، ونحن نقوم بطرده من العالم، للأسف وصل للمستشفى فقط”، ويوزع الدليل منذ صدوره على كل شاب في المستوطنات، “أملا” في أن يساهم “بمأسسة” عمليات الاعتداء التي يتعرض لها الفلسطينيين.
ويضاف هذا الدليل إلى مجموعة أخرى من الكراسات التي أصدرها المستوطنون وحاخاماتهم على مدى السنوات الأخيرة، وكلها تفتي وتشرع اقتراف الاعتداءات والجرائم ضد الفلسطينيين، وفي عنف وجرائم المستوطنين هناك جملة كبيرة من الوثائق والشهادات، وفي هذا السياق أثار نائب وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية، يائير غولان، الخميس: 06/01/2022 -ردود فعل غاضبة من جانب قادة اليمين، بعدما وصف المستوطنين الذين حاولوا إعادة إقامة مستوطنة “حوميش” بأنهم “دون البشر” إثر اعتداءاتهم الإرهابية المتكررة على الفلسطينيين. واعتبر رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت، أقوال غولان أنها “فرية دموية”، فيما قال نتنياهو أنها “مأخوذة من المصطلحات النازية”. وفبله حينما نددت وزيرة التربية والتعليم الإسرائيلية ورئيسة حزب ميرتس سابقًا شولاميت ألوني بممارساتهم وقيامهم باقتلاع أشجار الزيتون الفلسطينية قائلة: “إن الاقتلاع عمل لا أخلاقي وهو انتهاك حتى للشريعة التي قالت : (لا تقتلعوا الأشجار المثمرة)، ووصفتهم بالشعب الشرير:”نعم نحن شريرون، ما نفعله في الضفة هو قمة الشر وهو يفوق ما صنعه الآخرون باليهود”، فقد أصابت كبد الحقيقة.
إنهم قطعان المستوطنين اليهود المنتشرين في أنحاء جسم القدس والضفة الغربية ويتكاثرون كالسرطان، ويعربدون على نحو منفلت يستحضرون خلاله عصر الكاوبوي الأمريكي الجامح..!، بل إن ما يقترفه المستوطنون الصهاينة في أنحاء القدس والضفة الغربية، لا يقل بشاعة وإرهابية عن بربرية ونهج “الكاوبوي” في عصره، بل ربما نحن اليوم أمام ذلك العصر مجددًا، ولكن ما يميز “الكاوبوي الاستيطاني في فلسطين، أن دولة ومؤسسات وأجهزة صهيونية تقف وراءه وترعاه وتغذيه على مدار الساعة، والكاوبوي الصهيوني في فلسطين، ليس فقط يمارس الإرهاب الشامل ضد اطفال ونساء وشيوخ وشجر فلسطين،على امتداد مساحة الضفة الغربية، وإنما ليس له عمليًا من سقف أو حدود أو كوابح أو قوانين تحد منه، ناهيكم عن أن هذا الإرهاب المنفلت يحظى بغطاء كافة أجهزة ووزارات وجيش الاحتلال، ويعتمد أولئك المستوطنون المدججون بالأسلحة حتى الأنياب “لغة الأرض المحروقة”، منهجية وممارسة متصاعدة من يوم إلى يوم في علاقتهم مع الفلسطينيين، وخاصة على مستوى القرى الفلسطينية الممتدة من الشمال مرورًا بالوسط وصولًا إلى خليل الرحمن في الجنوب…! وترتقي ممارساتهم إلى مستوى إجرامي منفلت لا سابق له حتى الآن، لدرجة أن ما يقومون به من اعتداءات وتشكيلهم لعصابات وجماعات لقمع وإرهاب الفلسطينيين هو إعادة لتاريخ العصابات الصهيونية “شتيرن وايتسل” و”الهاغاناه”، التي ظهرت في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، وأن الخطورة أصبحت أكبر مما كان عليه الوضع من ذي قبل؛ فالحقيقة الكبيرة هنا أنه لا يوجد فرق كبير بين ما تقوم به عصابات المستوطنين حاليًا، وما كانت تقوم به عصابات الهاغاناه وغيرها سابقًا، بل إن أعمال المستوطنين حاليًا هي أشد خطورة وأكثر عنفًا وهي اعتداءات قتل ونهب وسرقة الأرض وكل شيء فلسطيني، والمستوطنون يظنون دومًا “أن هذه البلاد هي لهم وإنها هي الأرض التي وعدهم بها ربهم كما يقولون، وبالتالي سيقومون بكل الطرق بمصادرتها والسيطرة عليها”، فهم يصعدون من اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين يوميًا، بل من ساعة لساعة؛ عبر سلسلة من الممارسات الإرهابية المجرمة التي لو كنا في زمن آخر فيه من العدل الدولي ما ينصف، لحكم على كل مستوطن منهم بالإعدام، فنحن عمليا أمام دولة من المستوطنين يصل عدد أفرادها الى نحو 750-800 ألف مستوطن يستحق كل منهم حكم الإعدام؛ فهم شريرون وإرهابيون ومجرمون…!وشرهم وإرهابهم وإجرامهم شامل واسع النطاق والمساحة ولا يقف عند حد أو خط..وهم محميون تمامًا من جيش الاحتلال.. بل “إن الجيش الإسرائيلي في خدمة الاستيطان- كما شهد العميد احتياط راحيل دولف-معاريف2021-1-13”.
وشرهم لا يقف عند اقتلاع أشجار الزيتون أو حرق بستان أو الاعتداء على رجل أو امرأة أو طفل مثلاً، بل يتعداه إلى الاعتداء على المساجد والكنائس وكافة الأماكن المقدسة، ولهم في ذلك سجل طافح ومفتوح على المزيد حسب المؤشرات. والهجمات التي يشنها المستوطنون اليهود ضد المساجد والمقابر والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية على اختلافها في أنحاء الضفة الغربية ليست عفوية، وإنما هي هجمات وحملات منسقة مبرمجة مبيتة مع سبق الإصرار والترصد، وتستند إلى خلفيات أيديولوجية ومقدمات نظرية تمهد له؛ والأهم والأخطر أن هذا الإرهاب الاستيطاني إنما هو جزء عضوي تفرخه ما أصبحت تسمى”دولة المستوطنين” في الضفة، وعندما نتحدث عن دولة أو جمهورية المستوطنين اليهود الإرهابية القائمة في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام، فإننا لا نبالغ في ذلك أبدًا، ذلك أن المستوطنات اليهودية المنتشرة في أنحاء الضفة عبارة عن ترسانات مسلحة أولًا، وعبارة عن مستنبتات أو دفيئات لتفريخ الفكر السياسي والأيديولوجي الإرهابي اليهودي ثانيًا، ودفيئات أيضًا لتشكيل وانطلاق التنظيمات والحركات الإرهابية السرية في نشاطاتها وممارساتها الإرهابية ثالثًا، فضلًا عن كونها قوة ضغط هائلة على قرارات الحكومة الإسرائيلية ونهجها الاستيطاني والتنكيلي ضد الفلسطينيين رابعًا، وذلك رغم الحقيقة الساطعة المتمثلة بالتعاون والتكامل القائم بين الجانبين، فلا تعارض ولا تناقض قطعًا ما بين الدولة الإسرائيلية الرسمية بمؤسساتها وأجهزتها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والإدارية والمالية، وسياساتها الاستيطانية، وما بين دولة المستوطنين اليهود المنفلتة في الأراضي الفلسطينية المحتلة”. إن الواضح الموثق إذن- أننا أمام عصابات استيطانية تستحضر وتعيد إنتاج تلك التنظيمات الإرهابية الصهيونية المعروفة تاريخيًا، وأمام “بنية تحتية للإرهاب اليهودي-الاستيطاني”، في الحقيقة لا تتعلق بأفرادأو جماعات من حركة “كاخ” الفاشية أو من حركة “غوش أمونيم” المتطرفة أو من “مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية”، وإنما هي أوسع وأشمل وأخطر بكثير. فهذه البنية الإرهابية اليهودية-الاستيطانية عريضة تتمدد وتنتشر سرطانيًا من أقصى شمال فلسطين إلى أقصى جنوبها ومن أقصى غربها إلى أقصى شرقها.. ومن البحر إلى النهر.. وتمتد أيضًا لنجدها تعشش في كل البنى التحتية والفوقية في المجتمع الصهيوني المدجج بكم هائل لا حصر له من أدبيات وثقافة التمييز العنصري والقتل والدم والنار والهدم والتدمير والاقتلاع والترحيل.. والحقيقية الكبيرة الصارخة:
أننا أمام مجتمع صهيوني قام بالأصل على الفكر الإرهابي وعلى أسنة الرماح.. مجتمع يمتلك تراثًا عنصريًا وإرهابيًا، ليس هناك من مثيل له عبر التاريخ البشري.. فكيف إذن يمكن “تفكيك البنية التحتية للإرهاب اليهودي-الاستيطاني”.. طالما أن هذا الإرهاب ليس له مساحة أو سقف أو حدود..؟! ولذلك.. فإن “تفكيك البنية التحتية للإرهاب اليهودي-الاستيطاني” تعني أولًا وقبل كل شيء، تفكيك بنى الاحتلال برمتها التي تفرخ أجيالًا من الإرهابيين اليهود، كما أن عملية التفكيك هذه تحتاج فلسطينيًا إلى انتفاضة ومقاومة شاملة مستمرة مفتوحة، وتحتاج عربيًا إلى انتفاضات شعبية عربية عروبية حقيقية إلى جانب الشعب الفلسطيني…؟!