أقلام وأراء

نواف الزرو: العيون الصهيونية القلقة تترصد التحركات والتغيرات المصرية

نواف الزرو ٦-٦-٢٠٢٣: العيون الصهيونية القلقة تترصد التحركات والتغيرات المصرية

في ضوء العملية البطولية الاخيرة التي نفذها البطل المصري محمد صلاح ابراهيم والتي قتل فيها ثلاثة جنود اسرائيليين وأصيب اثنان،وفي ضوء ردود الفعل الصهيونية المتنوعة وخاصة القلق من ااحتمالات اي تغير او تغيير على المشهد المصري الراهن، في ضوء كل ذلك نستحضر جوهر المشهد ونوثق:
بالرغم من معاهدة السلام بينهما، الا ان مصر ما تزال بوصفها أكبر واقوى دولة عربية تحتل قمة الاجندة الاستراتيجية والامنية للدولة الصهيونية، التي تعتبر ان مصر هي مفتاح الامن والاستقرار الاستراتيجي بالنسبة ل”اسرائيل”في المنطقة، اذا ما دامت واستتبت معاهدة السلام وحالة التطبيع الرسمي بين البلدين، واذا ما استمر حكم الرئيس الضعيف عروبيا-من السادات الى السيسي-، ولكنها كذلك مفتاح الحرب وعدم الاستقرار في المنطقة برمتها، بل انها تشكل التهديد الاستراتيجي الحقيقي ل”اسرائيل”، اذا ما طرأ اي تغيير على النظام السياسي المصري وسياساته تجاه”اسرائيل”، ولذلك فان اي تحركات او اضطرابات اومؤشرات باتجاه تغيير النظام السياسي، او باتجاه تحطيم والغاء “معاهدة السلام المصرية-الاسرائيلية”، تشعل الضوء الاحمر لدى الادارتين الصهيونية والامريكية معا، وفي ذلك هناك الكثير من الادبيات الصهيونية التي تتحدث عن “مصر في الاستراتيجية الصهيونية-ان سلما وان حربا-“.
والعيون الصهيونية الامريكية المتابعة والمترصدة للداخل المصري والحريصة على الحفاظ على الوضع الراهن بمعنى ترسيخ وتثبيت النظام السياسي المصري المطبع، تنبع كذلك من الرؤية الاستراتيجية الصهيونية التي تعتبر ان مصر ما تزال تشكل بالنسبة لهم”تهديدا وخيارا هجوميا “في اي لحظة تغيير على الخارطة السياسية المصرية.
فالواضح وفق المعطيات الاسرائيلية المتراكمة، ان المؤسسة الصهيونية تقلق اكثر مما قد يجري في مصر، بل ربما لا يثير القلق الاستراتيجي الصهيوني اي تغيير في المنطقة الشرق اوسطية كما تثيرها احتمالات التغيير السياسي لدى جارتها الجنوبية.
وعلى قدر ومنسوب الفرح والتطلع الشعبي العربي نحو التغيير في السياسات المصرية والعربية تجاه الصراع مع المشروع الصهيوني، على قدر ومنسوب الترقب والقلق الصهيوني .
وهكذا نرى ان الرؤية الاسرائيلية للسلام مع مصر تحمل في احشائها القلق والحسابات الاستراتيجية المتعلقة باحتمالية انقلاب هذه الحسابات .

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى