أقلام وأراء

نواف الزرو: الخطر الصهيوني على الاردن حقيقي والوحدة الوطنية الاردنية تبقى الحصن المنيع لحماية الوطن

نواف الزرو 20-11-2023: الخطر الصهيوني على الاردن حقيقي والوحدة الوطنية الاردنية تبقى الحصن المنيع لحماية الوطن

تصعدت في الاسابيع الاخيرة الاصوات الاسرائيلية التي تهدد وتتوعد الاردن على خلفية مواقفه المعانة تجاه الجرائم الصهيونية في غزة، كما كثرت الاصوات التي تنادي على سبيل المثال بقطع المياه عن الاردن بسبب اعلانه عن”عدم نيته التوقيع على اتفاقية الماء مقابل الطاقة”، وكل هذه التهديات سبقها الكثير على مدى السنوات الماضية وهي تهديدات حقيقية وجادة وليست اعلامية اذا اخذنا بعين الاعتبار الخلفيات السياسية والايديولوجية الصهيونية المتعلقة بالاردن.

وفي السياق وللتذكير كانت شخصيات وطنية اردنية تجاوز عددها ال 110 حسب البيان الصادر الموجه للرأي العام قد”عبروا فيه عن رفضهم لإساءات اليمين الإسرائيلي المتطرّف للأردن”، قالوا “إن تصريحات ومواقف وممارسات اليمين الإسرائيلي تشي بما لا يدع مجالا للشك عن حقيقة أجندة اليمين الصهيوني المتطرف في التعامل مع الأردن والقضية الفلسطينية خلال الفترة القادمة، وتعكس حجم الأخطار والتهديدات التي يحملها سيطرة هذا اليمين الفاشي على مقاليد السلطتين التنفيذية والتشريعية في الكيان الصهيوني-المصادر الاعلامية الاردنية 2023-1-15″كانوا على حق تماما، بل ان الاجندة الصهيونية اليمينية الفاشية تستدعي مواقف اكثر تشددا ، نظرا للأجندة الخفية لهذه الحكومة تجاه الاردن، والمسألة بمنتهى الجدية والخطورة، إذ يجب ان لا نغفل ابدا عن أهدافهم الحقيقية تجاه الاردن وفلسطين، ما يستدعي مراجعة حقيقية للمعاهدة واتخاذ قرارات رسمية وبرلمانية اردنية في الرد على التمادي الصهيوني مثل: استصدار قرار اردني برلماني يعتبر الصهيونية حركة عنصرية و”اسرائيل” دولة احتلال واستعمار وارهاب….

وقبل ذلك تنكرت حكومة الاحتلال للتفاهمات القائمة بينها وبين الحكومة الاردنية حول ادارة الحرم القدسي ومنع اقتحامات المستوطنين الاستفزازية لساحات المسجد الأقصى، إذ اعلن رئيس وزرائهم بينيت آنذاك بشأن الوصاية الهاشمية قائلا: “نرفض أي تدخل أجنبي”، واضاف:”إن القرارات بشأن جبل الهيكل (المسجد الأقصى) والقدس ستتخذها الحكومة الإسرائيلية”، واكد: “بالطبع، أي قرار بالنسبة لجبل الهيكل ستتخذه الحكومة الإسرائيلية، التي تخضع المدينة لسيادتها، من دون أخذ أي اعتبارات أخرى بالحسبان. ونحن نرفض بكل تأكيد أي تدخل أجنبي بقرارات الحكومة الإسرائيلية، والقدس الموحدة هي عاصمة دولة واحدة فقط – دولة إسرائيل”.

وتتساوق التهديدات الراهنة والجارية منذ ايام، مع مضمون هذا التصريح التنكري مع الممارسات والاعتداءات والاقتحامات الجارية على قدم وساق في انحاء الحرم القدسي بل وفي انحاء المدينة المقدسة …!

فما الذي يجري إذن وراء الكواليس….؟!

هل نحن يا ترى امام انعطافة استراتيجية في العلاقات بين الطرفين….؟!

هل تسير الامور في مسار تصادمي حقيقي ام ماذا…؟

لماذا سحب بينيت في عهده ورقة الصلاحيات والسيادة على الحرم والاقصى الآن….؟!

الامر الذي ينسف ضمنا الوصاية الهاشمية على الاقصى والمقدسات…؟

ولماذا يلجأ اليمين الفاشي في حكومة نتنياهو الحالية التهديد والوعيد ضد الاردن….؟!

فما هي الاجندة الصهيونية المبيتة وراء هذه التهديدات ووراء التنكر الاسرائيلي الرسمي للتفاهمات بين الجانبين…؟!

والسؤال الكبير الاستراتيجي الذي يخالج الجميع في اعقاب سلسلة من المواقف والتهديدات الصهيونية السابقة والراهنة سواء بشأن الحرم والاماكن المقدسة ام بشأن أزمة المياه سابقا:هل تسير العلاقات الاردنية -الصهيونية فعلا نحو ما اطلق عليه “الصدام الكبير”….؟!، وما هي الاجندة الصهيونية الحقيقية التي تقف وراء كل هذه السياسات والقرارات الصهيونية العابثة بالوطن والتاريخ وبالوجود العربي برمته…؟!، ثم ما هي الاجندة الصهيونية الحقيقية تجاه الاردن….؟!.

ربما اصبحت الانظار الفلسطينية والاردنية والعربية باتجاه تطورات مشهد العلاقات الاردنية-الصهيونية أشد انتباها ….!، فالجميع بات يترقب ومنذ سنوات هذه التطورات والى اين ستسير….!؟.

في هذا السياق تنطوي ردود الفعل الصهيونية تجاه الموقف الاردني والعلاقات مع الاردن على اهمية كبيرة بل وحاسمة، لاننا نتعامل مع دولة وسلطات احتلال لها مخططات ومشاريع بعيد المدى تطال فلسطين والاردن والمنطقة العربية برمتها..!.

وفي ضوء هذا المشهد السياسي الصهيوني، يصبح بالتالي السؤال الاستراتيجي الاكثر أهمية: لماذا كل هذ الاستخفاف والاستهتار بل والاحتقار الصهيوني للمواقف الفلسطينية والاردنية والعربية والعالمية-الاوروبية والاممية…

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى