أقلام وأراء

نواف الزرو: الحرب الصهيونية لا تنتهي بالخطة الترامبية أو بوقف اطلاق النار

نواف الزرو 4-102-2025: الحرب الصهيونية لا تنتهي بالخطة الترامبية أو بوقف اطلاق النار

بداية…. يحق لشعبنا العربي الفلسطيني على امتداد مساحة فلسطين ان يفرح بهذا الانتصار الكبير(انا شخصيا اعتبر وقف المقتلة ضد امهاتنا واطفالنا انتصارا كبيرا) الذي سطره في هذه الجولة الجديدة من الصراع الوجودي الجذري مع مشروع الاحتلال، ويحق لشعبنا ان يفرح بهذه الملحمة البطولية التي سجلها في مواجهة الاحتلال لتضاف بكل فخر الى سجل القضية وموسوعة النضال الفلسطيني، ويحق لشعبنا ان يفرح ايضا بوقف الحرب الابادية الصهيونية الإجرامية، وهذا انجاز كبير يدوي في كل الفضاءات…!

يحق ويحق ويحق لشعبنا ان يفرح بكل مضامين هذه المواجهة- الجولة- المعركة المشرفة، ولكن …!.

ولكن المعركة لا تنتهي عند خطة ترامب المجحفة جدا ولا عند وقف الإإبادة مرحليا على جبهة غزة، فالمواجهات ما تزال ساخنة جدا في المدينة المقدسة، وكما تابعنا ونتابع ما جرى في ساحات الاقصى وفي باب العامود وفي الشيخ جراح وفي مختلف الاماكن الفلسطينية في انحاء الضفة الغربية، والاحتلال لم يرفع يده عن الاقصى او عن الشيخ جراح مثلا، ومن المنتظر ان تشتد المواجهات في القادم من الايام فالمخطط الصهيوني لا يتوقف عند الخطة الترامبية في غزة، فالإابدة الصهيونية الشاملة تمتد للضفة الغربية ايضا…!

بل وفي ظل زخم وتلاحق الاحداث والتطورات السياسية والميدانية في المشهد الفلسطيني، وخاصة في ضوء مخططات وهجمات الاحتلال المفتوحة وتداعياتها التطبيقية على الارض الفلسطينية وفي المدينة المقدسة على نحو خاص، وفي ضوء الاجماع السياسي الايديولوجي الصهيوني على شطب القضية والحقوق الفلسطينية(وهذه مهمة وجودية بالنسبة للاحتلال)، فقد اصبح واضحا لكل الفلسطينيين في كل مواقعهم ان الححرب العدوانية الصهيونية لا تنتهي بخطة ترامب التي كتبت وصيغت بيد صهيونية، فأمامهم معارك كبيرة يخوضونها على امتداد فلسطين اصبحت معارك وجودية، ولا فرق هنا بين تخاض على ارض الشيخ جراح، او على ارض سلوان -البستان -بطن الهوى، او في اي مكان من الاماكن المقدسية، او بين معركة تخاض في وجه مستوطنين يحرقون او يقتلعون شجرة زيتون، او بين جنود الاحتلال الذي يقومون بغزو ومداهمة مخيم جنين مثلا او قصبة نابلس، او قلب الخليل، فكافة المعارك الفلسطينية على امتداد الاماكن المحتلة كلها تتكامل في سياق صراع وجودي شرس على الارض والهوية والمستقبل…ولنا عودة الى جولات اخرى من المواجهات والجولات الحتمية فيمواجهة الاحتلال حتى يرحل…!

وفي المشهد الفلسطيني التفاصيل غزيرة جدا، ففي احدث واقرب التقارير الفلسطينية التي تتابع تحركات الاستعمار الاستيطاني الصهيوني في انحاء الضفة الغربية ف”إن المستوطنين في حالة فلتان-جنوني-على الارض”، يعيثون فسادا كما يشاؤون، يصولون ويجولون ويدمرون ويقتلون ويقتحمون ويداهمون ويقتلعون ويحرقون مئات وآلاف الاشجار والحقول وينهبون الارض الفلسطينية على طريقة الكاوبوي الامريكي في عهده، ويدمرون مقومات الصمود والاستقلال الفلسطيني، وكل ذلك بدعم وغطاء وحماية حكومة وجيش الاحتلال، ودون اي رادع كبير يوقفهم عند حدودهم، وهم عمليا بلا حدود بل وتجاوزوا كاف الحدود والخطوط في ارهابهم المفتوح ضد الفلسطينيين.

وفي حقيقة المشهد فان كل الاماكن والمدن والقرى الفلسطينية، بل ربما كل بيت فلسطيني يتأذى من ارهاب هؤلاء المستعمرين المستوطنين كما نتابع في هذه الايام تطورات الاحداث في الشيخ جراح حيث يستولي المستعمرون المستوطنون على بيوت الفلسطينيين واراضيهم وممتلكاتهم جهارا نهارا بمنتهى البلطجة…!.

ونعتقد ان اهلنا هناك يسطرون يوميا وعلى مدار الساعة معارك وبطولات حقيقية في مواجهة البلطجة والاجرام الصهيونيين…!.

والمعارك الكبيرة والاستراتيجية التي تقرر مصير فلسطين لأجيال قادمة قائمة وآتية وتحتاج الى نفس طويل..والى ان يبقى الجميع في الداخل الفلسطيني وفي الخارج الفلسطيني في حالة استنفار …فالاشتباك مع الاحتلال مفتوح وعابر للإجيال والازمان حتى التحرير…….!

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى