نواف الزرو: الأهداف الحقيقية الخطيرة وراء إستراتيجية الإغتيالات الصهيونية المنهجية ضد علماء الذرة الإيرانيين والعرب

نواف الزرو 9-7-2025: الأهداف الحقيقية الخطيرة وراء إستراتيجية الإغتيالات الصهيونية المنهجية ضد علماء الذرة الإيرانيين والعرب
-الدولة الصهيونية تخشى العلماء والمفكرين والباحثين، وترتعب من احتمالات اختراعات علمية تكنولوجية عسكرية من شأنها أن تخل بموازين القوى الإستراتيجية .
يعود تاريخ سياسة الاغتيالات الصهيونية إلى بدايات القرن الماضي، حيث نظر وخطط وسوغ كبار المفكرين والمنظرين الصهاينة للإرهاب الدموي ضد الفلسطينيين والعرب.
في أحدث وربما أخطر تطورات المشهد الصراعي النووي- الصهيوني-الإيراني تعرض في الأسبوع الاول من العدوان الصهيوني على إيران عدد كبير من علماء الذرة الإيرانيين إلى عمليات اغتيال مخططة مع سبق التبييت والترصد، وقد وصل عددهم إلى 14-16 عالماً كبيراً، وقبلها ومساء الجمعة 27/11/ 2020 تعرض العالم النووي محسن فخري زادة لعملية اغتيال بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران، وقالت الوكالة الإيرانية إنّ “فخري زادة من العلماء المؤثرين في مجال الأبحاث العلمية في إيران” وهو على “قائمة عقوبات الأمم المتحدة”، وفي دلالات التورط الإسرائيلي الصريح في عملية الاغتيال يشار هنا إلى أن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، ذكر في أحد مؤتمراته فخري زادة عام 2018، وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية سابقاً أن “خطة لاغتياله فشلت قبل أعوام”، كما أن الموساد فشل في السابق في اغتيال فخري زادة، فذكر الكاتب يوسي مليمان في كتاب “جواسيس غير مثاليين” أن فخري زادة يعتبر “دماغ ومدير البرنامج النووي العسكري الإيراني” ويضيف أن الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الإسرائيلي (أمان) فشلا في السابق في تحديد موقعه.
يفتح مسلسل عمليات الاغتيالات بالتأكيد ملف الاغتيالات الصهيونية الطويل والخطير ضد العلماء العرب والإيرانيين من جديد على أوسع نطاق، فقبله تم اغتيال العالم النووي المصري، أبو بكر عبد المنعم رمضان، في ظروف غامضة في المغرب، فبحسب المواقع الإعلامية المغربية، أن رئيس الشبكة القومية للمرصد الإشعاعي بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية في مصر، رمضان، شعر بمغص حاد، يوم الأربعاء: 4/09/2019، بعدما شرب كوباً من العصير أثناء إقامته في فندق بمنطقة أكدال في مراكش، ونقل إلى مصحة خاصة حيث فارق الحياة. وكان رمضان، وهو في العقد السادس من العمر، قد وصل مراكش للمشاركة في مؤتمر علمي حول الطاقة. وقالت مواقع مغربية إن رمضان كان مكلفاً منذ عام 2015 إلى جانب خبراء آخرين، بدراسة الآثار المحتملة للمفاعلات النووية في بوشهر في إيران وفي ديمونا في إسرائيل. وبذلك تكون عملية وفاة هذا العالم العربي المصري في دائرة الشك والاستهداف الصهيوني، نظراً لتشابه حالات وفاة عشرات العلماء العرب مع هذه الحالة وليتبين لاحقاً أن الاستخبارات الصهيونية تقف وراء اغتيالهم. ومثل هذه الحالة أيضاً هنالك حالة مقتل الفتاة إيمان حسام الرزة من سكان نابلس، داخل شقتها السكنية في مدينة البيرة بمحافظة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة في آذار 2018، حيث لا يزال الغموض يلف ظروف مقتلها، فيما تواصل النيابة العامة الفلسطينية تحقيقاتها دون أي نتيجة، وهناك علامات استفهام كثيرة تحيط بهذه القضية التي ما تزال تشغل الشارع الفلسطيني بالضفة الغربية، خصوصاً بعد اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش في العاصمة الماليزية كولالمبور. ثم عملية اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري الجمعة 16-12-2016 يضاف إلى كل ذلك عمليات الاغتيال التي نفذت ضد نحو 5500 عالم عراقي بهدف ضرب الجامعات والمؤسسات العلمية لتدمير مستقبل العراق.
وقبل ذلك أيضاً، في هذا السياق الاغتيالي الإستراتيجي، وفي إطار الحرب المفتوحة ضد النووي الإيراني، كانت فتحت مسالة “احتجاز الجنرال علي رضا عسكري الذي اختفى عام 2007 ويحمل معلومات عن البرنامج النووي الإيراني وقد احتجز في سجن في إسرائيل”، وكذلك عملية اغتيال العالم النووي الإيراني الكبير مسعود علي محمدي وهومن كبار العلماء النوويين في إيران في انفجار دراجة نارية مفخخة قرب منزله في طهران، ونجاحها قبله في اغتيال ماجد شهرياري واستهداف فيريدون عباسي داواني، ملف الاغتيالات الصهيونية ودور الموساد الإسرائيلي المنتشر في دول المنطقة فيها”، وحسب المعطيات فإن اختطاف عسكري واغتيال محمدي إنما هما حلقة من ضمن سلسلة طويلة من الاغتيالات التي قام بها الموساد الإسرائيلي ضد علماء الذرة العرب والإيرانيين وغيرهم.
فالدولة الصهيونية تخشى في مقدمة ما تخشاه، العلماء والمفكرين والباحثين، وتقلق من قدراتهم العلمية والفكرية والبحثية، وترتعب من إمكانية توصلهم إلى اختراعات علمية تكنولوجية عسكرية أو مدنية سلمية، من شأنها أن تخل بموازين القوى وأن تلحق الضرر بالمصالح العليا للدولة الصهيونية، كما حصل في الحالة العراقية، حيث اعتبرت المؤسسة الأمنية السياسية الإستراتيجية الصهيونية أن التقدم العلمي التكنولوجي العسكري والمدني العراقي “يجمد الدماء في عروق إسرائيل”، ما شكل واحداً من أهم وأخطر الأسباب التي وقفت وراء الحرب العدوانية التدميرية ضد العراق، بل وأكثر من ذلك، حيث قام وما يزال الموساد الإسرائيلي باغتيال نخبة من العلماء والمفكرين العراقيين في ظل الاحتلال الأمريكي..
وهكذا، فإن ملف الاغتيالات الصهيونية ضد نخبة العلماء والمفكرين والأكاديميين والفنيين العرب والإيرانيين يفتح اليوم- أو هكذا المفروض أن يفتح- على أوسع نطاق وبمنتهى الجدية والمسؤولية الوطنية والعروبية لدى كل الوطنيين والعروبيين في كل مكان، في الوقت الذي يستدعي الأمر تحركات إيرانية وعربية -كما يفترض- ورادعة بمنتهى الجدية ودون تأخر على هذا التمادي الصهيوني….!
ولا يخفي الصهاينة سياسات الاغتيال والتصفية ضد العلماء والمفكرين العرب وغير العرب ممن يتعاونون مع العرب، والهدف الكبير لديهم من وراء ذلك، أن تبقى الأمة العربية متخلفة ضعيفة بلا مقومات علمية وتكنولوجية عسكرية، وسجل الاغتيالات النوعية على هذا الصعيد طويل وخطير، نقدم فيما يلي أبرز وأخطر عمليات الاغتيال الصهيونية التي نفذت ضد كبار العلماء والمفكرين العرب في هذا السياق:
د. سميرة موسى- عالمة الذرة المصرية
تلقت دعوة لزيارة واشنطن فقتلت هناك في أغسطس عام 1952 قيدت حادثة عالمة الذرة المصرية الدكتورة سميرة موسى ضد مجهول، وجاءت الثورة لتنسي الحكومة أمر متابعة هذه القضية ومحاولة معرفة هوية المتورطين فيها، خاصة أن د. سميرة موسى المولودة في 3 مارس 1917 بإحدى قرى مركز زفتي هي المسؤولة الرسمية عن قراءة الصحف لعمدة القرية، رغم أنها لم تدخل أي مدارس، فقد حفظت القرآن الكريم كله، وعندما لوحظ نبوغها الشديد أفتى شيخ القرية بأهمية تعليم هذه الفتاة التي سيكون لها مستقبل باهر، وبالفعل اصطحبها والدها للقاهرة وفي سن الحادية عشرة التحقت بمدارس الأشراف التي كانت تديرها نبوية موسى وتنبأ لها الجميع بمستقبل باهر ولكنهم لم يتوقعوا لها أن تموت في حادث سيارة شديد الغموض في أمريكا.
صبيحة يوم 15 أغسطس عام 1952 استقلت د. سميرة موسى سيارتها التي يقودها سائق هندي الجنسية واتجهت لكاليفورنيا بدعوة خاصة في هذا اليوم لزيارة معامل الأبحاث النووية بها، طريق كاليفورنيا وعر وذو مسالك جبلية وفجأة صدمت سيارة الدكتورة سميرة سيارةٌ أخرى وقامت بدفعها للهاوية فسقطت السيارة من أعلى الجبل لتموت د. سميرة موسى.
الدكتور العلامة علي مصطفى مشرفة
الدكتور علي مصطفى مشرفة وهو عالم فيزياء مصري أطلق عليه اينشتاين العرب ولد في دمياط 11يوليو 1898 ظهر نبوغه الشديد من صغره.. تخرج من مدرسة المعلمين العليا في مصر عام 1917 وأصبح أستاذاً في جامعة القاهرة وهو في سن الثلاثين أرسل في بعثة لإنجلترا وكان أول مصري يحصل على جائزة phd من إنجلترا أعجب اينشتاين بأبحاثه إعجاباً شديداً ووصفه بأنه من أعظم علماء الفيزياء في العالم. وهو أحد العلماء القلائل الذين توصلوا إلى سر تفتت الذرة. وبنيت على نظرياته أسس صناعة القنبلة الهيدروجينية ولكنه لم يتمنَ أن تصنع ونادى كثيراً بعدم الشروع بأمر صناعتها.. وصنعت بعد قتله في حادث غامض لرفضه الحصول على الجنسية الأمريكية وله نظريات ضخمة في مجالات الذرة وإشعاعات المادة ومؤلفات ضخمة في هذا المجال وبعد وفاته نعاه اينشتاين قائلاً: (لا أصدق أن مشرفة قد مات. أظن أنه يعيش بيننا. حقاً لقد مات نصف العلم).
الدكتور جمال حمدان
أهم جغرافي مصري، وصاحب كتاب “شخصية مصر”، عمل مدرساً في قسم الجغرافيا في كلية الآداب في جامعة القاهرة، وأصدر عدة كتب إبان عمله الجامعي. تنبأ بسقوط الكتلة الشرقية قبل 20 عاماً من سقوطها، وألف كتاب ‘اليهود أنثروبولوجياً’ يثبت فيه أن اليهود الحاليين ليسوا أحفاد اليهود الذين خرجوا من فلسطين.
وفي سنة 1993 عثر على جثته والنصف الأسفل منها محروقاً، واعتقد الجميع أن د. حمدان مات متأثراً بالحروق، ولكن د. يوسف الجندي مفتش الصحة بالجيزة أثبت في تقريره أن الفقيد لم يمت مختنقاً بالغاز، كما أن الحروق ليست سبباً في وفاته، لأنها لم تصل لدرجة إحداث الوفاة واكتشف المقربون من د. حمدان اختفاء مسودات بعض الكتب التي كان بصدد الانتهاء من تأليفه، وعلى رأسها كتابة ‘اليهودية والصهيونية’، مع العلم أن النار التي اندلعت في الشقة لم تصل لكتب وأوراق د. حمدان، مما يعني اختفاء هذه المسودات بفعل فاعل.
وحتى هذه اللحظة لم يعلم أحد سبب الوفاة ولا أين اختفت مسودات الكتب التي كانت تتحدث عن اليهود.
العالم سمير نجيب
يعتبر العالم سمير نجيب عالم الذرة المصري من طليعة الجيل الشاب من علماء الذرة العرب، فقد تخرج من كلية العلوم بجامعة القاهرة في سن مبكرة، وتابع أبحاثه العلمية في الذرة.
تم ترشيحه للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة، وعمل تحت إشراف أساتذة الطبيعة النووية والفيزياء وسنه لم تتجاوز الثالثة والثلاثين.
الدكتور سعيد السيد بدير
سعيد السيد بدير عالم مصري تخصص في مجال الاتصال بالأقمار الصناعية والمركبات الفضائية خارج الغلاف الجوي من مواليد روض الفرج بالقاهرة في 4 يناير1944 وتوفي في 14 يوليو 1989 بالإسكندرية في واقعة يصفها الكثيرون أنها عملية قتل متعمدة. وهو ابن الممثل المصري السيد بدير.
الدكتور نبيل القليني
خرج من منزله ولم يعد..
قصته غاية في الغرابة، فقد اختفى منذ عام 1975 ولم يُعرف مصيره بعد. كان هذا العالم قد أوفدته كلية العلوم في جامعة القاهرة إلى تشيكوسلوفاكيا للقيام بمزيد من الأبحاث والدراسات في الذرة، فكشف عن عبقرية علمية كبيرة تحدثت عنها جميع الصحف التشيكية، ثم حصل على الدكتوراه في الذرة من جامعة براغ، وفي صباح 27 يناير (كانون الثاني) من عام 1975 دق جرس الهاتف في الشقة التي كان يقيم فيها الدكتور القليني، فخرج ولم يعد إلى الآن!
الدكتور نبيل أحمد فليفل
نبيل أحمد فليفل عالم ذرة عربي شاب، استطاع دراسة الطبيعة النووية, وأصبح عالماً في الذرة وهو في الثلاثين من عمره، وعلى الرغم من أنه كان من مخيم ‘الأمعري’ في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد رفض كل العروض التي انهالت عليه – وفي الخفاء وعن طريق الوسطاء– للعمل في الخارج وكان يشعر أنه سيخدم وطنه بأبحاثه ودراساته العلمية وفجأة اختفى الدكتور نبيل, ثم في يوم السبت الموافق 28/4/1984 عثر على جثته في منطقة ‘بيت عور’, ولم يتم التحقيق في شيء.
الدكتورة السعودية سامية عبد الرحيم ميمني
كان لها أكبر الأثر في قلب موازين عمليات جراحات المخ والأعصاب، كما أنها جعلت من الجراحات المتخصصة الصعبة جراحات بسيطة سهلة بالتخدير الموضعي، عرض عليها مبلغ من المال والجنسية الأميركية مقابل التنازل عن بعض اختراعاتها, ولم يكن المبلغ بسيطاً بل كان العرض خمسة ملايين دولار أميركي إضافة للجنسية الأميركية ورفضت العرض واستمرت الدكتورة سامية في دراستها وإنجاز أبحاثها ولم يصبها اليأس إلى أن حلت الفاجعة الكبرى عندما نشرت محطة الـCNN خبر وفاتها.
الدكتورة سلوى حبيب
الدكتورة سلوى حبيب الأستاذة بمعهد الدراسات الأفريقية كانت من أكثر المناهضين للمشروع الصهيوني، وصبت اهتمامها في كشف مخططات القادة الإسرائيليين نحو القارة الأفريقية وربما كان كتابها الأخير “التغلغل الصهيوني في أفريقيا”, والذي كان بصدد النشر, مبرراً كافياً للتخلص منها، حيث عثر على جثتها وهي مذبوحة في شقتها وفشلت جهود رجال المباحث في الوصول لحقيقة مرتكبي الحادث, خاصة أن سلوى حبيب كانت نموذجاً أقرب لنموذج الدكتور جمال حمدان فيما يتعلق بالعزلة وقلة عدد المترددين عليها.
الدكتور حسن كامل صباح (أديسون العرب)
يصل عدد ما اخترعه حسن كامل الصباح من أجهزة وآلات في مجالات الهندسة الكهربائية والتلفزة وهندسة الطيران والطاقة إلى أكثر من 176 اختراعًا.
وقد حدثت الوفاة المفاجئة مساء يوم الأحد 31 مارس 1935 وكان حسن كامل الصباح عائدًا إلى منزله فسقطت سيارته في منخفض عميق ونقل إلى المستشفى، ولكنه فارق الحياة وعجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة خاصة وأن الصباح وجد على مقعد السيارة دون أن يصاب بأية جروح مما يرجح وجود شبهة جنائية خاصة.
العالم اللبناني رمال حسن رمال
أحد أهم علماء العصر في مجال فيزياء المواد كما وصفته مجلة لوبوان، التي قالت أيضاً إنه مفخرة لفرنسا كما تعتبره دوائر البحث العلمي في باريس السابع من بين مئة شخصية تصنع في فرنسا الملامح العلمية للقرن الحادي والعشرين،
جاءت الوفاة في ظروف مريبة حيث حدثت في المختبر ووسط الأبحاث العلمية التي تحدثت عنها فرنسا، كما جاءت الوفاة عقب وفاة عالم مسلم آخر هو الدكتور حسن كامل صباح.
لم يستبعد وجود أصابع خفية وراء الوفاة التي تتشابه مع وفاة العالم حسن صباح في عدم وجود آثار عضوية مباشرة على الجثتين.
عالم الذرة المصري يحيى المشد
اعترفت “إسرائيل” والولايات المتحدة الأمريكية رسمياً قبل أيام، باغتيال العالم المصري يحيى المشد، وذلك من خلال فيلم تسجيلي مدته 45 دقيقة، وعرض على قناة ديسكفري الوثائقية الأمريكية، تم تصويره بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي وحمل عنوان (غارة على المفاعل)، ويتناول الفيلم تفاصيل ضرب المفاعل النووي العراقي عام1981، وفى هذا السياق كان لا بد للفيلم من التعرض لعملية اغتيال الموساد ليحيى المشد، باعتبارها خطوة تأمينية ضرورية لضمان القضاء الكامل على المشروع النووي العراقي.
ويذكر الفيلم أن الموساد استطاع اختراق مفوضية الطاقة الذرية الفرنسية واستطاع تحديد شخصية عالم مصري بارز يعمل لصالح صدام في باريس، وقد عرضت عليه المخابرات الإسرائيلية الجنس والمال والسلطة مقابل تبادل معلومات حول المفاعل، وعندما وجد الموساد أن المشد لا يهتم بالتعاون معهم قرروا القضاء عليه، وينتقل الفيلم إلى المعلق عارضاً مشاهد للفندق الفرنسي وصوراً للعالم حيث يقول المعلق: في يوم السبت الموافق 14 حزيران 1980 قام الدكتور المشد بالحجز في فندق ميريديان باريس لكن عملاء الموساد دخلوا وقتلوه- وكالات- 24 / 06 / 2012″.
* قصة تدمير المفاعل العراقي
وفي سياق متصل، في إطار الاعترافات بجرائم الموساد أيضاً، كان ناحوم أدموني رئيس الموساد سابقاً قد كشف النقاب مؤخراً عن “أن الموساد الإسرائيلي (الاستخبارات الخارجية) قام بعمليات عسكرية داخل الأراضي الفرنسية قبل قيام سلاح الطيران الإسرائيلي بتفجير المفاعل النووي العراقي في شهر حزيران (يونيو) من العام 1981/ عن صحيفة معاريف العبرية 13/ 4/ 2007 “.
وقالت الصحيفة العبرية إنه للمرة الأولى يوافق قادة الموساد الإسرائيلي على الكشف عن حيثيات العملية الإسرائيلية، وقال رئيس الموساد آنذاك أدموني “إن هذه العملية هي أكبر عملية عسكرية نوعية قام بتنفيذها الموساد الإسرائيلي في القرن العشرين”.
وكشف أدموني في سياق حديثه “أن عناصر الموساد الإسرائيلي قاموا قبل قصف المفاعل النووي العراقي بعمليات داخل الأراضي الفرنسية قبل قيام الفرنسيين بتزويد العراقيين بالمعدات اللازمة لإقامة المفاعل النووي”، ووفق روايته فإن عشرات من عناصر الموساد أرسلوا بموافقة المستوى السياسي في الدولة العبرية إلى الأراضي الفرنسية، حيث قاموا هناك بأعمال تجسس وتحريات دون أن يتمكن الفرنسيون وأجهزة مخابراتهم من الكشف عنهم وعن المهمة المنوطة بهم”.
ولذلك نؤكد دائماً: ابحثوا عن الأصابع الصهيونية وراء ليس فقط سلسلة الاغتيالات ضد نخبة العلماء العرب والإيرانيين بل ووراء كل التفجيرات الإرهابية سواء في العراق أو لبنان أو إسطنبول أو أي دولة أخرى على الطريق، طالما أن هذه التفجيرات إرهابية وتخريبية تستهدف أولاً إشعال نار الفتنة والفوضى والحروب الأهلية الداخلية، وطالما هي تخدم في محصلتها فقط الأجندة الصهيونية.
فكل المؤشرات والمعطيات الموثقة وجزء كبير منها من مصادر أمريكية وإسرائيلية، تقود إلى الاستخلاص الكبير الخطير: “الموساد” الصهيوني وراء الاغتيالات ضد العلماء والمفكرين، وكذلك وراء تفجيرات واغتيالات بيروت.. وقبلها تفجيرات واغتيالات العراق…وقبلها تفجيرات واغتيالات مصر …!
ويبقى الغائب الكبير المخجل في هذا المشهد هو عدم الرد الحقيقي والرادع على هذا الإجرام الصهيوني من أي جهة كانت عربية أو إيرانية أو دولية/ أممية….؟!