شؤون إسرائيلية

نهاد أبو غوش يكتب – شهوة نتنياهو للسلطة حولته إلى كابوس في نظر كثير من الإسرائيليين!

نهاد أبو غوش *- 21 /6/2021 

شنت الوزيرة والقيادية السابقة في حزب الليكود ليمور ليفنات هجوما لاذعا على رفيقها ورئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو، عبر سلسلة مقالات كتبتها في “يديعوت أحرونوت” ومقابلات صحافية لعدد من وسائل الإعلام. دحضت ليفنات اتهامات نتنياهو للحكومة الجديدة بأنها حكومة يسار، فأظهرت أن أكثر من 70 في المئة من أعضاء حكومة نفتالي بينيت الجديدة محسوبون على كتل اليمين والوسط. وبّخت ليفنات رئيسها السابق على العنف اللفظي الذي استخدمه وأجاز لأعضاء كتلته باستخدامه خلال جلسة الثقة، ولم تظهر الوزيرة التي كانت محسوبة فيما مضى على صقور الليكود أي أسف على خسارة حزبها للسلطة، بل على العكس قالت إن ما جرى أمر طبيعي ومطلوب بعد أن قام نتنياهو بتدمير الحزب.

اللافت أن ليفنات، وفور نجاح الحكومة الجديدة بنيل ثقة الكنيست، أصرّت على استخدام تعبير “رئيس الحكومة السابق” عدة مرات في مقال واحد، ثم وجهت رسالة لنتنياهو خاطبته فيها بصفته “رئيس المعارضة” عدة مرات أيضا في تصميم ملحوظ على استخدام هذه العبارات لوصف صاحب أطول ولاية في تاريخ حكومات إسرائيل (15 سنة) وكأن الكابوس الذي كان جاثما على صدر إسرائيل طوال الاثني عشر عاما الماضية قد أزيح نهائيا، وهو ما يفسر جزئيا التحالفات الغريبة التي نشأت بائتلاف الأحزاب الثمانية الذي قاد إلى تشكيل “حكومة التغيير” برئاسة نفتالي بينيت.
ذكّرت ليفنات نتنياهو
في مقالها في “يديعوت أحرونوت” بتاريخ 14/6/2021 بـ”نضالهما” المشترك لتثبيت شرعية فوز الليكود برئاسة مناحيم بيغن في انتخابات العام 1977، وكذلك فوز الليكود برئاسة نتنياهو في انتخابات 1996 بعد أشهر قليلة من اغتيال إسحق رابين، وفي الحالتين راجت ادعاءات أوساط من حزب العمل أن هذا الفوز غير شرعي، وهو ما كرره نتنياهو نفسه تجاه رئيس الحكومة الجديد بينيت، من خلال الطعن في شرعية هذا الفوز الذي سيعرض أمن إسرائيل وسلامتها للخطر، وأن هذا التغيير سوف يبهج أعداء إسرائيل وخاصة الإيرانيين الذين سيقيمون الاحتفالات. وخاطبت ليفنات رفيق دربها السابق: “يبدو أنك بملء الغرور والغطرسة، تظن أن لا أحد سواك مؤهل لشغل منصب رئيس الحكومة، فأنت موعود لهذا المنصب وولدت من أجله، لكن خلافا للوزراء وأعضاء الكنيست الصامتين الذين يسيرون وراءك، ثمة كثيرون باتوا مقتنعين أنه آن الأوان لتغييرك واستبدالك”.

إنجازات

يمكن لسيرة بنيامين نتنياهو وإنجازاته وإخفاقاته أن تملأ كتبا كثيرة، فثمة الكثير من الإثارة في الحياة الشخصية لهذا الرجل الذي برز فجأة من الصفوف الثانوية لحزب الليكود في أواخر عهد إسحق شامير، ليتجاوز عددا من رؤساء المعسكرات والأمراء التاريخيين في حزب الليكود أمثال أريئيل شارون ودافيد ليفي ودان مريدور، ويتقدم بسرعة من سفير إسرائيل في الولايات المتحدة إلى عضو كنيست ونائب وزير الخارجية في العام 1988.

لا يقتصر تأثير نتنياهو على كونه صاحب أطول مدة بين رؤساء حكومات إسرائيل، فهو صاحب بصمات كثيرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والقانونية، كما أن لديه كثيرا من الإنجازات السياسية والدبلوماسية من خلال فك عزلة إسرائيل الدولية وبناء علاقات متميزة مع دول مهمة كانت تاريخيا من أنصار العرب والفلسطينيين مثل روسيا والصين والهند والبرازيل، إلى تحقيق اختراقات في العمق العربي والإسلامي وبناء علاقات وثيقة مع عدد من الدول والمحاور الإقليمية الأفريقية وصولا إلى التطبيع وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الإمارات العربية والبحرين والسودان والمغرب.

ولعل الإنجاز الأكبر لنتنياهو خلال ولاياته المتتالية هو ما حققه مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي اعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب لواشنطن، كما اعترف بسيادة إسرائيل على الجولان السوري المحتل، وارتباط هذه الإنجازات بمشروع “صفقة القرن”، مع أنه رفع من التداول رسميا برحيل ترامب، لكنه ما زال موضع التطبيق العملي وخاصة مع المشاريع والخطط الاستيطانية التي أطلقها نتنياهو.

على المسار السياسي كانت الفترة الطويلة التي تسلم فيها نتنياهو السلطة، 1996-1999، ثم من 2009-2021 أكثر من كافية لفرض رؤية اليمين الإسرائيلي لأية تسوية محتملة والتي يمكن تلخيصها عمليا بتدمير أي فرصة لقيام دولة فلسطينية مستقلة من خلال مواصلة السيطرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وضم القدس وتهويدها، وتكثيف الاستيطان، والسيطرة على طول الحدود مع الأردن. تفترض التسوية التي تبناها نتنياهو وعمل على تكريسها استحالة إنجاز تسوية سياسية مع الفلسطينيين في هذا الجيل، وأن أقصى ما يمكن تقديمه للفلسطينيين هو السلام الاقتصادي، في حين تتركز الجهود لإنجاز تسوية إقليمية تحقق التطبيع مع الدول العربية وتبني تحالفا بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة لمواجهة إيران وحلفائها. ويورد أنطوان شلحت في كتابه “بنيامين نتنياهو، عقيدة اللاحل” (مدار، 2014) عددا من القرائن التي توضح كيف لجأ نتنياهو إلى إطلاق تصريحات ملتبسة كما جرى في خطابه الشهير في جامعة بار إيلان (14 حزيران 2009) بهدف تجنب الضغوط الدولية أو إرضاء إدارة باراك أوباما في ذلك الوقت، وفي النتيجة لم يتعد الأمر مجرد تقديم ضريبة كلامية سرعان ما جرى التراجع عنها بالأفعال والأقوال.

قائد فريد أم كابوس؟

إنجازات نتنياهو إذن كثيرة، في مجالات تحسين مكانة إسرائيل الدولية دون المساس بمنظومة الاحتلال والاستيطان، ترافقها أيضا قفزات ملحوظة للاقتصاد الإسرائيلي (بمعزل عن عدالة توزيع الدخل)، وإدارة لافتة لأزمة كورونا استطاع بعدها التفاخر بأن إسرائيل هي أول دولة في العالم تخرج من الجائحة وتفتح الأسواق. وإلى جانب ذلك قطع نتنياهو أشواطا بعيدة في “تهويد” المجتمع الإسرائيلي وحسم التناقض التاريخي بين يهودية الدولة وديمقراطيتها لصالح الصفة الأولى من خلال إقرار قانون أساس القومية إلى جانب سلسلة من القوانين التمييزية لصالح اليهود. فكيف إذن يتحول نتنياهو إلى كابوس لدى قطاعات عريضة من الجمهور الإسرائيلي وتتحد كل هذه القوى السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار للتخلص من حكمه؟ كيف تتخبط إسرائيل في أزمة سياسية شاملة وتعجز عن تشكيل حكومة مستقرة على الرغم من وجود أغلبية يمينية حاسمة في البرلمان؟ ووسط ذلك يتبين أن شخص نتنياهو، وليس حزب الليكود، هو العقبة الكأداء أمام تشكيل الحكومة وهو الذي جرّ الدولة إلى خوض أربع دورات انتخابية للكنيست خلال عامين ويهدد بالتوجه إلى دورة خامسة خلال أشهر.

يمكن العثور على كثير من الحسابات والضغائن الشخصية لدى “معسكر التغيير” وتحديدا لدى قادته الذين عمل معظمهم تحت رئاسة نتنياهو خلال حكوماته المتتالية، ينطبق ذلك على رئيس الحكومة نفتالي بينيت، وعلى جدعون ساعر الذي كان قائدا بارزا في حزب الليكود وعانى مرارا من تهميش وإقصاء نتنياهو له إلى درجة الإذلال، كذلك على أفيغدور ليبرمان رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، وحتى يائير لبيد مهندس الحكومة الجديدة، وصولا إلى آخر المخذولين بيني غانتس الذي تنكر نتنياهو لكل وعوده له.

من المشكوك فيه أن تؤدي الأحقاد الشخصية إلى مثل هذه القطيعة والاصطفافات التي فاقمت أزمة النظام السياسي الإسرائيلي، ففي السياسة عادة ما تتنحى المشاعر الشخصية لتنتصر لغة المصالح والمنافع، جرى ذلك مع أفيغدور ليبرمان الذي تناسى خصوماته مع رئيسه السابق وعاد للعمل معه من بوابة التحالف بين حزبين، وحتى بخوض الانتخابات ضمن قائمة واحدة في دورة انتخابات الكنيست التاسع عشر في كانون الثاني 2013، وكان يمكن أن تعالج الأمور مع باقي الخصوم والمنافسين على القاعدة نفسها، لا سيما وأن بعض هؤلاء، مثل بيني غانتس وحزبه أزرق أبيض، كانوا مهددين بالخروج نهائيا من الساحة السياسية لو جرت انتخابات خامسة.

ليست العوامل الشخصية إذن هي العامل الحاسم أو الوحيد في توحيد النقائض ضد نتنياهو، لكنها وفق معظم الدراسات والتحليلات هي الباعث الأهم لسلوك هذا الأخير السياسي، وقد تكون الدافع وراء مواقفه المتقلبة، ففي السياسة تجاه القضية الفلسطينية والاحتلال ثمة من هم على يمينه بل أشد تطرفا منه، وهناك من يطابقونه في المواقف ومن هم على يساره، وينطبق الأمر عينه على قضايا الدين والدولة، والسياسات الاقتصادية والاجتماعية، بل إن نتنياهو نجح أحيانا في تقديم نفسه كمعتدل وصاحب موقف وسطي إذا ما قورن بحلفائه وشركائه في الحكم من حزبي “يمينا” و”الاتحاد الوطني”، وحتى لمن باتوا خصوما له كساعر وليبرمان.

ثمة من اتخذ موقفا مبدئيا صارما من نتنياهو بادعاء عدم أهليته لتولي السلطة بسبب توجيه عدة اتهامات بالفساد له، ويسود هذا الموقف لدى حركات جماهيرية، بينما يبدو التزام الأحزاب والقوى السياسية به متفاوتا ونسبيا، فبيني غانتس وحزبه وكذلك حزب العمل بزعامة عمير بيرتس التحقوا بنتنياهو وحكومته الخامسة التي تشكلت بعد انتخابات الكنيست الـ 23، على الرغم من أنهم أسسوا دعايتهم الانتخابية كلها على الطعن في أهلية نتنياهو للحكم، وينطبق الأمر عينه على نفتالي بينيت الذي تردد أكثر من مرة في الانضمام لنتنياهو أو لخصومه، فحسم أمره أخيرا بناء على حساباته الملحة وليس وفق موقف مبدئي أو أخلاقي.

التمسك بالسلطة بأي ثمن

تظهر سيرة نتنياهو أن قضيته المركزية هي التمسك بالسلطة بأي ثمن، حتى لو اقتضى الأمر توريط الدولة في حروب لا ضرورة لها، أو جرّها إلى انتخابات زائدة، وتعطيل جهاز الدولة بما في ذلك عدم إقرار الموازنة، وتجميد التعيينات مع كل ما يقتضيه ذلك من مصاريف باهظة وتأزيم للنظام السياسي، وبدا أن الاتهامات بالفساد التي قد تقود إلى السجن هي التي تحرك نتنياهو وتدفعه إلى الاستماتة في التمسك بالسلطة مهما كلف الأمر. وينقل شلحت في “بنيامين نتنياهو: عقيدة اللاحل” عن المؤرخ الإسرائيلي يحيعام فايس بعد رصده لثلاث من الحكومات التي ترأسها نتنياهو أن هدفه واحد لا يتغير وهو البقاء في السلطة، مشيرا إلى أنه أول رئيس حكومة في تاريخ إسرائيل يعتبر البقاء في السلطة هدفا أساسيا، وأنه ليس لديه هدف آخر يتخطى البقاء في كرسي الحكم. وشهوة نتنياهو للحكم والسلطة جعلت منه مقاتلا شرسا من أجل هذه الغاية، مستعدا لفعل أي شيء ومستخدما مهاراته الخطابية في الهجوم على خصومه وإثارة حميّة الجمهور اليميني. بعد توقيع اتفاق أوسلو وما تلاه من سلسلة عمليات تفجيرية، حرص نتنياهو، الشاب نسبيا في ذلك الوقت، على القيام بزيارات ميدانية لمواقع جميع العمليات واستثمار دماء القتلى في التحريض على اتفاق أوسلو والترويج لبرنامج الليكود. وبنفس الشراسة والضراوة التي حرّض فيها على إسحق رابين ومن بعده على شمعون بيريس والتي ساهمت في شحن الأجواء والتمهيد لاغتيال رابين العام 1995، ثم التمهيد لفوز نتنياهو المفاجىء العام 1996، واصل نتنياهو الهجوم على خصومه ومنافسيه مستخدما أخطر الاتهامات بما في ذلك تهديد أمن إسرائيل وتعريض وجودها للخطر كما فعل بشكل شخصي ومن خلال أعوانه المقربين خلال نقاشات جلسة الثقة على حكومة بينيت – لبيد.

العداء للمؤسسات

اصطدم نتنياهو خلال مسيرته الطويلة في الحكم مع كل مؤسسات الدولة تقريبا: مع مستشاره القانوني، ومع قضاة المحكمة العليا والجهاز القضائي بشكل عام، ومع الشرطة والأجهزة الأمنية، مع وسائل الإعلام التي ظل ينعتها بأنها يسارية وأنها هي التي لفقت له الاتهامات الباطلة، وكذلك مع الإدارات المهنية في وزارتي الصحة والمالية اللتين شهدتا سلسلة من الاستقالات بسبب خلافات مع نتنياهو، وحتى مع كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وقيادتها التي غيّبها نتنياهو عن الاتصالات التمهيدية بشأن التطبيع مع الدول العربية والإسلامية.

عداء نتنياهو مع المؤسسة أتاح له التفلت من أي قيود وضوابط، وهذا المنهج امتد ليشمل حتى حزب الليكود بحسب الاتهام الذي وجهته ليمور ليفنات لنتنياهو، فقد تحول الليكود من حزب ذي مؤسسات نظامية وهيئات مقررة، ويتنافس فيه أقطاب بارزون، إلى حزب الزعيم الواحد الأوحد. فقادة الحزب صفّاهم نتنياهو ونحّاهم جانبا واحدا تلو الآخر، ويمكن تعداد قائمة طويلة من هؤلاء الذين تخلص منهم نتنياهو مثل بيني بيغن ودان مريدور وسيلفان شالوم وصولا لجدعون ساعر وليمور ليفنات، وقد حلّ محل هؤلاء قادة وشخصيات هم أقرب إلى كونهم أعوانا لنتنياهو يصفقون له ويدافعون عنه في كل ما يفعل، ويتجندون لخوض المعارك والقتال نيابة عنه حتى في معاركه الشخصية ضد أجهزة الدولة والقضاء.

شعبوية

من اللافت أنه وعلى الرغم من كل الاتهامات الجنائية، والذاتية المفرطة والفاقعة التي تجيّر مصالح الدولة لخدمة الشخص، والتسلط الفردي على الدولة ومؤسساتها، والكذب البواح على الجمهور كما على الحلفاء، ونكث الوعود، فإن بنيامين نتنياهو ما زال يحظى بشعبية غير قليلة في أوساط الجمهور الإسرائيلي. وتشير استطلاعات الرأي العام المتتالية إلى أن أكثر من 40 في المئة من الجمهور يرون أن نتنياهو ما زال هو الشخص الأفضل لرئاسة الحكومة، وهي نسبة تشير إلى أن نحو 50 في المئة من يهود إسرائيل يؤيدون نتنياهو على الرغم من كل ما ينسب له. هذه الحقيقة تشبه تلك التي تفيد أن أكثر من 70 مليون أميركي انتخبوا دونالد ترامب في تشرين الثاني الماضي على الرغم من علمهم بأنه عنصري ومعاد للنساء والأقليات ومتعجرف ومتحرش ومتهرب من الضرائب، ويمكن تفسير هذه الظاهرة بتحليل طبيعة اليمين الشعبوي الذي يعتمد على زعامة فردية مطلقة مع تهميش مؤسسات الدولة، ولكن في إسرائيل لا يمكن فصل ظاهرة نتنياهو عن التطورات العميقة في المجتمع الإسرائيلي الذي يتجه بشكل متسارع نحو تكريس وشرعنة نظام الفصل العنصري (أبارتهايد)، فنظام كهذا يستدعي وجود زعامة فردية متفلتة من كل القيود والمؤسسات لا تعير أي اهتمام للقوانين ولا للمواثيق المحلية والدولية، لكن زعامة كهذه سوف تصطدم حتما مع شرائح وفئات واسعة في مجتمعها وليس فقط مع ضحاياها الفلسطينيين، وهو ما ظهر جزئيا في هذا التحالف الهجين الذين جاء بحكومة بينيت – لبيد، مع أنه من المبكر الحكم على نهاية عهد نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى