أقلام وأراء

نضال محمد وتد يكتب – ترانيم لمذبح الهيكل

نضال محمد وتد *- 12/12/2020

جرت العادة في دولة الاحتلال أن توقد أول شمعة بمناسبة عيد الأنوار اليهودي (الحانوكاه)، من قبل رئيس الحكومة في مقر إقامته. لكن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، اختار هذا العام أن يوقد أولى هذه الشمعات، وبحضور السفير الصهيوني لإدارة الرئيس الأميركي الخاسر دونالد ترامب، ديفيد فريدمان، في باحة البراق الملاصق للحرم القدسي، مصحوبة بمزامير الحانوكاه التي تتحدث أيضاً عن تعهد بشكر “الرب” على عطاياه ومعجزاته لصالح شعب إسرائيل، ببناء مذبح الهيكل وتقديم القرابين.

لا ندري إن كان العاهل المغربي محمد السادس، وهو يتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس للتأكيد أن التطبيع مع الاحتلال لن يكون على حساب الشعب الفلسطيني ولن يغير من موقف المملكة من القضية الفلسطينية، قد استمع إلى المزامير التي انضم نتنياهو وفريدمان إلى ترديدها. لكن ما بات أكيداً، وتكرر إثباته منذ موجة التطبيع الأخيرة هذا العام، أنه لم يعد ممكناً الجمع بين التطبيع ومواصلة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته ومقدساته.

ومثلما لا يجوز ولا يمكن الجمع بين التنسيق الأمني مع الاحتلال والمصالحة الوطنية، لا يمكن أيضاً الجمع بين التطبيع ومواصلة الحديث عن الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني. هذه أضداد لا يمكن الجمع بينها. لا يمكن الجمع بين تحرير القدس، وإرسال سفراء إلى دولة الاحتلال يقدّمون أوراق اعتمادهم لرئيس دولة الاحتلال في مقره الرسمي في القدس المحتلة، سواء كان ذلك المقر في الشق الغربي من القدس أم في الشطر الشرقي منها، لأن القدس تبقى بشقيها أرضاً محتلة، حتى وفق قرار التقسيم الدولي للأمم المتحدة، من العام 1947، وحتى لو اعترفت بها إدارة ترامب وغيرها من الدول المناصرة لدولة الاحتلال.

والغريب أنه كلما سقطت دولة عربية في مستنقع التطبيع، كلما زاد شره الاحتلال، وكلما تطايرت الوعود عن الدول الأخرى المرشحة للتطبيع، مقرونة بوعود كاذبة عن الثبات على دعم ومساندة القضية الفلسطينية. ويبدو أن فلسطين ستخسر في الأيام المقبلة ما بقي من أنظمة العرب من الخليج إلى المحيط، لكن رهانها وشعبها سيبقى دائماً وأبداً على الشعوب العربية والإسلامية مهما طال الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى