أقلام وأراء

نضال محمد وتد يكتب – تحريض نتنياهو ينتصر

نضال محمد وتد *- 1/8/2020

رغم التذبذب في عدد المقاعد التي يحصل عليها حزب الليكود بقيادة رئيس حكومة الاحتلال الحالي، بنيامين نتنياهو، وتراجعه مقارنة بالاستطلاعات الأخيرة، إلا أن الاستطلاعات كلها تؤكد أن الليكود بقيادة نتنياهو يبقى الحزب الأكبر في إسرائيل، بالرغم من موجة التظاهرات منذ عدة أسابيع ضد رئيس الوزراء. كما تؤكد الاستطلاعات أن أي حزب آخر في إسرائيل لا يمكن له أن يشكل أساساً لائتلاف حكومي بديل.

لكن إلى جانب هذه النتائج المتكررة، حتى تلك التي يحصل فيها الليكود على 31 مقعداً فقط، فإن أخطر ما حمله الاستطلاع الأخير، الذي نشرت نتائجه أمس صحيفة “يسرائيل هيوم”، وبينت أن بمقدور نتنياهو تشكيل حكومة يمين ضيقة، يتعلق بمواقف الجمهور الإسرائيلي ونظرته لحركة الاحتجاج ضد نتنياهو.

 فقد أظهرت النتائج أن 52 في المائة من الجمهور الإسرائيلي العام يتبنى عملياً دعاية نتنياهو بأن المتظاهرين ضده بشكل دوري عنيفون، وأن احتجاجهم ليس سلمياً، وأنه ينطلق من دوافع حزبية ضيقة ولا يعكس بالضرورة احتجاجاً على خلفية مواجهة جائحة كورونا، أو بسبب ملفات الفساد التي يواجهها نتنياهو. إذ اعتبر 19 في المائة فقط من المشاركين في الاستطلاع المذكور أن سبب التظاهرات هو قلق ورفض لسياسة نتنياهو في مواجهة كورونا، مقابل 26 في المائة أعربوا عن اعتقادهم أن سبب التظاهرات هو معارضة منظميها لحكم نتنياهو. وقال 49 في المائة إن موجة التظاهرات قبالة مقر إقامة رئيس الوزراء الحالي مدفوعة بالعامِليْن معاً.

وتعني هذه النتائج، خصوصاً في ما يتعلق بادعاء الاعتقاد أن التظاهرات عنيفة، أن نتنياهو تمكّن عملياً، على مستوى الرأي العام، من تقويض أسس التظاهرات وربطها بالمعارضة الشخصية له وكطريق لتقويض حكمه عبر الاحتجاجات، بعد أن فشل اليسار والوسط في التغلب عليه عبر صناديق الاقتراع.

وتشكل هذه النتائج مؤشراً خطيراً على ما يحدث بالمجتمع الإسرائيلي، خصوصاً أن حدة هذه التظاهرات لم تصل إلى أدنى حد من العنف وحتى المواجهات مع عناصر الشرطة، التي ينظمها من حين لآخر جمهور الحريديم، بل الأنكى من ذلك أن هذه النتائج تأتي في الوقت الذي يعتدي فيه عناصر اليمين الفاشي في إسرائيل على المتظاهرين ضد نتنياهو، فيما يهتم الأخير فقط بمواصلة التحريض على اليسار والادعاء بأن من في دائرة الخطر هو نتنياهو نفسه وأبناء عائلته، لاعباً دور الضحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى