أقلام وأراء

نضال محمد وتد يكتب – بق الحصوة وأسقط القناع

نضال محمد وتد – 22/8/2020

سار مساعد وزير الخارجية الإماراتي، عمر سيف غباش، على خطى كبار مسؤولي دولته في الانفتاح على الإعلام الإسرائيلي، محاولاً إثبات حسن النية الإماراتي تجاه دولة الاحتلال، وترديد كذبة وقف الضم، فوجد نفسه، وقد خانه لسانه، أو سطوة صحافي إسرائيلي، يبق الحصوات كلها ويقدم اعترافات كاملة عن إشهار التحالف الإماراتي-الإسرائيلي، في مقابلة موسعة مع “يديعوت أحرونوت”، أمس.

في بدايات تفسيره للخطوة الإماراتية، زعم غباش في السطر الأخير “أن الاتفاق أنزل موضوع الضم عن جدول أعمال العالم العربي وهذا هو الأمر الحقيقي”. لكن الصحافي الإسرائيلي لم يتركه وقد شعر أنه وقع على فريسة سهلة، فكرر السؤال، عن مشروع الضم وحقيقة وقفه، فتراجع المسؤول الإماراتي، وتحوّل السطر الأخير إلى تمنيات عندما ذكر المسؤول أمامه بأن بنيامين نتنياهو أكد أن الضم لم يُلغَ بل تم تعليقه.

تراجع اليقين الإماراتي، فقال غباش بعد محاولة تهرب دبلوماسية: “نحن نأمل أن يكون مخطط الضم قد أزيل للأبد…”. لم يتراجع الصحافي الإسرائيلي فعاد ليكرر السؤال بصيغة أخرى كما لو كان مدعياً في المحكمة: هل تعهد نتنياهو أمامكم بأن موضوع الضم قد أزيل عن جدول الأعمال؟ جاء الرد هذه المرة بالانتقال من حالة اليقين إلى العجز عن الرد: “لا أستطيع الرد على ذلك لكننا على ثقة بأن الأميركيين سيؤيدون الاتفاق ويضمنون أن ينجح لكل الأطراف”.

لم تكن هذه الحصوة الوحيدة التي بقها الدبلوماسي الإماراتي وهو في حضرة صحافي إسرائيلي، بل اعترف بالدوافع الحقيقية لقيادة بلاده، فقال موضحاً لضيفه الإسرائيلي: “لا يمكننا أن نجازف بالعودة إلى الوراء إلى أيام الصحراء… نحن نتطلع للمستقبل وهناك نجد إسرائيل… فمن الناحية التكنولوجية فإنكم تسبقون باقي العالم، وإذا كان علينا أن نتوجه للإسرائيليين لضمان مستقبلنا فسنفعل ذلك”.

وكي لا يترك مجالاً للشك بنوايا بلاده الالتحاق بالركب الإسرائيلي ورهن الدولة ومستقبلها بالتحالف مع دولة احتلال لا تخفي أطماعها في الوطن العربي كله، ولا في إخضاعه تحت “كنفه”، بق المسؤول الإماراتي حصوة أخرى دل فيها على “التعطش الإماراتي لدخول المستقبل” حيث يجد إسرائيل فقال: “لن نبقى رهائن للمشاكل الداخلية للفلسطينيين. إذا كان الفلسطينيون غير قادرين على الاتفاق على طريق للتقدم- بعد أن ساعدناهم المرة تلو الأخرى على مر السنين- فعلينا أن نختار الطريق الصحيحة لنا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى