أقلام وأراء

نضال محمد وتد يكتب – الكهانية سبقت نتنياهو

نضال محمد وتد 13/2/2021

يشير تعبير الكهانية في السياسة الفلسطينية في الداخل، إلى أسوأ أشكال العنصرية الصهيونية اليهودية الممتدة من شرائع التوراة. وقد جسدها في إسرائيل بين عامي 1984 و1988 مؤسسها الحاخام مئير كهانا، الذي اغتيل في العام 1990 في الولايات المتحدة، بعد أربع سنوات كان فيها عضواً في الكنيست، قبل أن تقضي محكمة إسرائيلية بعنصرية حركته، هو دون غيره، ويتم منعها من خوض الانتخابات، مقابل فتح الباب على مصراعيه لحركات العنصرية الصهيونية الدينية، ممثلة بشكل خاص بحزبي “المفدال” و”هتحياه”.

وعلى مر سنوات الثمانينيات، كانت إسرائيل التي أسست لبذور الكهانية، تدعي رفضها لفكر كهانا، مع إظهار ذلك من خلال مقاطعته رسمياً وعلنياً عند دخوله مثلاً قاعة الكنيست. في المقابل، واصلت فعلياً تغذية فكره من خلال دعم المستوطنين ممثلين بحركة “غوش إيمونيم” وباقي الأحزاب المؤيدة للاستيطان اليهودي الصهيوني في الضفة الغربية المحتلة والداعية لطرد العرب. وهو ما تجلى من بين تجليات أخرى، في إشراك مؤسس حركة “الترانسفير” لترحيل الفلسطينيين من كل فلسطين، الجنرال رحبعام زئيفي، في حكومة أرئيل شارون، حتى قتله في العام 2004 على يد خلية تابعة لـ”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، ثم احتواء الوزير الترانسفيري مولدافي الأصل، أفيغدور ليبرمان، واعتباره جزءاً لا يتجزأ من المشهد الإسرائيلي الشرعي، إسوة بالفاشي بتسليئيل سموطريتش.

ومع أنّ إسرائيل الرسمية وخصوصاً الليكود، حاولوا الظهور بمظهر المناهضين لعنصرية كهانا، إلا أنهم مارسوها بوحشية وعنصرية لا تقلّ على مر السنين. وبالتالي، فإنّ عودة نتنياهو قبل يومين لتوقيع اتفاقية فائض أصوات مع حزب “الصهيونية الدينية” الذي يضم تلميذ الحاخام مئير كهانا، إيتمار بن غفير، ليست أمرا مفاجئاً، ولا هو بمثابة هزة قيمية عند نتنياهو أو أتباعه، ومن ادعوا من بين خصومه أنّ الاتفاق يناقض الليكود التاريخي المتنور.

والحقيقة أن الكهانية في إسرائيل لم تمت يوماً، ولا اختفت من المشهد السياسي الإسرائيلي، بل كانت موجودة قبل ظهور كهانا نفسه، ودخوله الكنيست عام 1984. وقد تسترت وراء تسويغات دينية وعنصرية مغلفة بتنظيمات قانونية وإدارية كان هدفها الأساسي طرد الفلسطينيين في الداخل قبل غيرهم، من أرضهم، وفق الوثيقة السرية التي وضعها متصرف الشمال في وزارة الداخلية الإسرائيلية، يسرائيل كينغ، عام 1976، بعهد حكومة حزب العمل تحت رئاسة إسحاق رابين، وقبل صعود مناحيم بيغن، أو ظهور نتنياهو في المشهد الإسرائيلي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى