أقلام وأراء

ناصر الزماعرة يكتب – لماذا للتطبيع الان!!

بقلم ناصر الزماعرة ٢١-٨-٢٠٢٠

المتابع للصراع العربي الإسرائيلي يلاحظ ان هناك تراجع كبير في الموقف العربي الرسمي والشعبي، فما كان محرما بالامس اصبح مباحا اليوم. فمنذ قمه الخرطوم عام1967رفع العرب شعارات سرعان ما ذهبت ادراج الرياح لا صلح لا تفاوض لا اعتراف، تحولت هذة الشعارات من لا الى نعم، وبعيدا عن هذة كله بدا مسلسل للتبيطع بالشقيقه الكبرى مصر مرورا بفلسطين وانتهاءا بالامارات..
ولا يخفى على احد حاله الضعف العربي التي نعيشها بعد ما يسمى بالربيع العربي او الربيع العبري ، الان كل دول العالم العربي خسرت باستثناء اسرائيل كانت هي الرابح الوحيد ونجحت السياسه الإسرائيلية في تغير مواقف العديد من الدول التي كانت صديقه للعرب مثل الصين، والهند ، والقارة الافريقيه اصبحت صديقه لاسرائيل اذ ان السياسه الخارجيه الإسرائيلية تعتمد اعتمادا كلي على التقارير الاستخباريه لجهاز الموساد الذي يقوم بتزويد وزارة الخارجيه الإسرائيلية بتقرير مفصل عن هذة الدوله، او تلك من الناحيه السياسيه والاقتصاديه والامنيه.
وبناءا على ما توفر من معطيات تتحرك الدبلوماسية الإسرائيلية، فبعد حاله الانقسام العربي وبعد انشغال العديد من الدول العربيه بحروبها الداخليه والخارجيه تحركت الدبلوماسية الاسرائيله صوب الخليج العربي لعدة عوامل : منها نفط الخليج، وغاز الخليج، وسوق الخليج المستهلكه.
وتعتقد هذة الدول واهمه انه عند تطبيع علاقاتها مع اسرائيل ستفتح لها ابواب السماء اذ العكس تماما فاسرائيل لا تقيم علاقه مع ايه دوله بالمجان وما هي الا سنوات معدودة ستبتلع اسرائيل الخليج عن بكرة ابيه فاذا كان حلم بن غوريون من الفرات الى النيل فان حلم نتنياهو من الصين شرقا الى شواطئ الاطلسي غربا فهذا هو العلو الثاني لبني اسرائيل وسيندم الخليج لحظه لا ينفع الندم .
فاسرائيل عندما تهجم على دوله كي تبتلعها فانها تهجم عليها من ثلاث محاور  :
الاول : محور المنظمات الدوليه التي هي صنيعه الصهيونيه العالميه وعلى راسها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
والمحور الثاني الشركات الاسرائيله.
والمحور الثالث للمؤسسه الامنيه التي تسير جنبا الى جنب مع الدبلوماسية الاسرائيليه، وستجد الدول العربيه   نفسها قد وقعت بالشباك الاسرائيليه من كل حدب وصوب، ومسلسل للتطبيع لن ينتهي عند الامارات بل سيصل قريبا الى السعوديه والبحرين والسودان وكله تطبيع بالمجان. 
والمستفيد الاول والاخير منه اسرائيل فاذا كانت علاقات اسرائيل مع الصين تميل لصالح اسرائيل وليس الصين وهي ثلاث اضعاف العالم العربي فالعلاقه مع الصهاينه علاقه خاسرة بكل المقاييس. 
* باحث في شؤون الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى