ترجمات أجنبية

ناشيونال انترست: هل تستطيع الولايات المتحدة والأردن الحفاظ على حل الدولتين حيا؟

ناشيونال انترست 16-2-2023، بقلم نمرود غورين *: هل تستطيع الولايات المتحدة والأردن الحفاظ على حل الدولتين حيا؟

في أعقاب تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، عبّر الأردن علنًا عن مخاوفه وتحذيراته. زار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين البيت الأبيض في الثاني من شباط (فبراير) ، بعد أيام من أعربت الولايات المتحدة عن مخاوفها خلال زيارة وزير الخارجية أنطوني بلينكين إلى القدس.

تولت حكومة نتنياهو السلطة بعد بضع سنوات كانت فيها العلاقات الأردنية الإسرائيلية تتحسن. أقرت حكومة بينيت لابيد الإسرائيلية بالأهمية الاستراتيجية للأردن ، وتمكنت من استعادة الثقة وعلاقات العمل الجيدة مع الملك ، ووسعت نطاق التعاون بين البلدين.

وكان ذلك تناقضا صارخا مع الافتقار السابق للاتصال بين الملك ونتنياهو، مما أدى إلى أن يعلن الملك في عام 2019 أن علاقات الأردن مع إسرائيل في أدنى مستوياتها. وكان فقدان ثقة الأردن في نتنياهو ناجما عن عدة تجارب سلبية، تتراوح ما بين المحاولة الإسرائيلية لاغتيال خالد مشعل، قائد الجناح السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 1997 في الأردن (أثناء فترة حكم نتنياهو الأولى)، واحتضان نتنياهو العلني عام 2017 لحارس الأمن الإسرائيلي الذي ارتكب حادث إطلاق النار في السفارة الإسرائيلية في عمّان، والذى أودى بحياة اثنين من الأردنيين.

قلق الأردن إزاء حكومة نتنياهو لا يتعلق برئيس الوزراء فقط، وإنما يتعلق بالتشكيلة اليمينية المتطرفة للحكومة، وحقيقة أنها تضم أعضاء بارزين يعتقدون أن “الأردن هو فلسطين” ويسعون لتغيير وضع القدس من خلال تصرفات استفزازية.

كما يشعر الأردن بالقلق إزاء احتمال التصعيد الإسرائيلي الفلسطيني، حيث إنه الدولة الأكثر تأثرا -سواء للأفضل أو الأسوأ- بنتيجة التطورات في هذه العلاقات. وكما مهدت اتفاقات أوسلو الطريق في عام 1993 لتوقيع الأردن معاهدة سلام مع إسرائيل في العام التالي، تؤدي التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين مرارا وتكرارا إلى إثارة مظاهرات ومعارضة عامة في الأردن والذي يعتبرها تهديدا للاستقرار.

القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن ليست مجرد قضية دبلوماسية، ولكنها أيضا قضية أمنية مهمة. وطوال الأعوام الماضية، أدى ذلك إلى جهود متعددة من جانب الأردن لدفع العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية إلى اتجاه أفضل. فالملك حسين الراحل هو الذي ساعد في محاولة الوساطة الأمريكية بين نتنياهو وعرفات عام 1998 في قمة واي بلانتيشن، كما أن الملك عبدالله هو الذي حشد المعارضة الدولية لخطة نتنياهو لضم أجزاء من الضفة الغربية عام 2020 وقاد الجهود في عام 2022 لمنع حدوث تصعيد في القدس أثناء شهر رمضان.

كما أن الأردن جزء -مع مصر وفرنسا وألمانيا- في مجموعة ميونخ ، وهو تجمع غير رسمي تم تشكيله في مطلع عام 2022 للحفاظ على فكرة حل الدولتين في مواجهة خطة الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت دونالد ترامب.

ومع عودة نتنياهو للسلطة، ورغم مخاوف الأردن العميقة ومعاناته السابقة معه، اختار التواصل. فقد هنأ الملك عبدالله نتنياهو لدى فوزه في الانتخابات، واستضافه في عمان في كانون الثاني/ يناير الماضي (وكانت تلك أول زيارة خارجية لنتنياهو منذ توليه منصبه). وعمليا أبقى الأردن على علاقاته الثنائية مع إسرائيل في مسارها. وحتى الحادث الذي شابه التوتر قرب المسجد الأقصى الشهر الماضي بين السفير الأردني وحارس أمني إسرائيلي لم يغير هذا الاتجاه.

التعاون مع إسرائيل يخدم الاحتياجات الاقتصادية والأمنية للأردن، الذي يسعى للحفاظ عليه، طالما لم تتدهور العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية إلى مستوى يدفع الأردن إلى خفض العلاقات مع إسرائيل. وفي هذا السياق، وهو منع تدهور العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، زار الملك عبدالله البيت الأبيض في مطلع الشهر الحالي، وهي الزيارة الثالثة خلال رئاسة جو بايدن.

وجرت الزيارة وسط ارتفاع في حوادث العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وعكست الدور المهم الذي تعلقه الإدارة الأمريكية على الأردن لتعزيز الاستقرار الإقليمي، وأوضحت أن هناك اهتماما أمريكيا بهذا التعاون.كما كان اجتماع عبدالله- بايدن، فرصة للولايات المتحدة لتأكيد التزامها بالحفاظ على الوضع في القدس، وهي قضية يتعين عليها أيضا أن تضغط على الحكومة الإسرائيلية بشأنها، وبوصاية الأردن على الأماكن المقدسة في المدينة.

كما أكدت الولايات المتحدة، في أعقاب اجتماع البيت الأبيض على التزام الدولتين بتعزيز حل الدولتين للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وفي هذا الصدد، سوف تصبح الزيارة أكثر أهمية إذا أدت إلى خطوات ملموسة تعزز الاستقرار، والسلام، والتعاون الإقليمي.

يتعين على الولايات المتحدة والأردن التعاون لتشكيل تحالف جديد يضم الجهات الفاعلة الدولية التي تهتم بالقضية الإسرائيلية- الفلسطينية، وملتزمة بالعمل لمنع حدوث تصعيد وتعزيز تحقيق السلام. ولم تكن رباعية الشرق الأوسط- التي تضم الولايات المتحدة، وروسيا، والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة فعالة طوال أعوام. وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا لم تعد تعقد أي اجتماعات. وهناك حاجة لآلية دولية جديدة، حتى لو كانت بصورة غير رسمية في بادئ الأمر.

بوسع الولايات المتحدة مساعدة إسرائيل والأردن على تشكيل آلية لإدارة الأزمة تمكن الدولتين من التعامل مع تداعيات أي تصعيد إسرائيلي فلسطيني والحيلولة دون انهيار العلاقات الثنائية. ولكي تبدأ هذه الجهود، ولكي تستطيع الإدارة الأمريكية متابعة ما انتهى إليه اجتماع الملك عبدالله وبايدن الأخير بفعالية، يتعين على مجلس الشيوخ سرعة الموافقة على تعيين يائيل لامبارت سفيرة لدى الأردن، والتي كان بايدن قد أعلن تعيينها في هذا المنصب مؤخرا.

* رئيس المعهد الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية، والزميل الأول للشؤون الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط الأمريكي.

 

National Interest: Can the United States and Jordan Keep the Two-State Solution Alive

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى