ترجمات أجنبية

ناشيونال انترست: لا يحتاج بوتين إلى أسلحة نووية لإيذاء الغرب

ناشيونال انترست 22-11-2022م، بقلم جيفري ستيسي*: لا يحتاج بوتين إلى أسلحة نووية لإيذاء الغرب

إن على الغرب فهم ما يمكن أو لا يمكن لبوتين عمله في الحرب. وبعد سحب قواته من خيرسون، أصبح ظهر القوات الروسية مرة أخرى للجدار في أوكرانيا، وهو ما أثار المخاوف من لجوء موسكو بعد الحملة العسكرية الناجحة للقوات الأوكرانية، إلى الخيار النووي أو ما وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي بـ”أرماغدون”.

وانضمت الصين هذا الشهر إلى الغرب في شجب تهديدات روسيا بالسلاح النووي. والسؤال هو هل سيلجأ بوتين إلى السلاح النووي لمنع الهزيمة؟

في الحقيقة، يقول ستيسي إن روسيا ممنوعة بشكل كامل من استخدام الرؤوس النووية، بما في ذلك الرؤوس النووية الإستراتيجية والتكتيكية والقنبلة القذرة، أو انهيار في محطة نووية. وظهرت المخاوف من لجوء بوتين للأسلحة النووية في المسارات الأولية لهذه الحرب. وفي أيلول/ سبتمبر، أصدر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، تحذيرا قويا لموسكو بعد تهديداتها الأخيرة، وتم التأكيد عليها هذا الشهر عندما التقى مدير “سي آي إيه” ويليام بيرنز مع نظيره الروسي في أنقرة، لكي يحذر من “تداعيات استخدام الأسلحة النووية”.

 وتتعدد السيناريوهات للرد على أي تحرك روسي بهذا الاتجاه، منها إبادة أمريكية للجيش الروسي في أوكرانيا عبر الأسلحة التقليدية لحلف الناتو، أو تحرك الحلفاء ضد  روسيا في القطب الشمالي، ضم أوكرانيا للناتو والاتحاد الأوروبي، محاكمة بوتين بتهم جرائم الحرب، مصادرة أموال أخرى من عائلة بوتين والمقربين منه على قاعدة واسعة، وأخيرا محاكمة المسؤولين الروس بتهم جرائم حرب.

علامة أخرى تظهر أن بوتين ليس مستعدا لاستخدام الأسلحة النووية. فقد اعترف المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأن روسيا لن تستخدم السلاح النووي في أوكرانيا، وكررها في حادث سقوط صواريخ على بولندا الأسبوع الماضي. وكان لدى روسيا عدة فرص لكي تتسبب بحادث نووي في مفاعل زاباروجيا، وجاء قصفه الأخير ردا على تحذيرات لبوتين في قمم عالمية بشأن الأسلحة النووية السائبة.

وعندما ناقش بوتين من أن تهديداته النووية السابقة ليست خدعة، فإنه قام بتقويض مصداقيته. والسؤال عن السبب الذي يجعل الغرب قلقا من التصعيد النووي؟

وهددت روسيا باستخدام السلاح النووي أكثر من مرة وسط التراجعات لقواتها في أوكرانيا. إلا أن العارفين في داخل الكرملين غير راضين، فقد كانت عملية التعبئة الجزئية لـ300 ألف من جنود الاحتياط فاشلة، وهرب آلاف منهم إلى خارج البلاد. كما يخسر بوتين حلفاء في بكين ونيودلهي، وبات يعتمد على إيران وكوريا الشمالية للحصول على المسيرات والصواريخ.

وزادت التصريحات المبالغ فيها من بايدن، من القلق العام حول التهديدات النووية الروسية. لكل هذا، لا عجب من قلق العالم العميق من تصرفات بوتين غير المنطقية، فقد مضى في غزوه لأوكرانيا متجاهلا نصيحة قادته العسكرييين، ولا ننسى تحذيرات القادة الغربيين الشديدة.

وفشل بوتين في سحب قواته عندما بات من الواضح أن الخسائر تتزايد في صفوفها وسط حشد للجهود الغربية لدعم أوكرانيا. وعلى كل الاحتمالات، فبوتين ليس شخصا غير عقلاني بالكامل. ويفهم أن الغرب لديه خطوطا حمر ولم يتجاوزها بعد. فقد سمح بوتين، مثلا بدخول كميات كبيرة من الدعم الغربي لأوكرانيا، ولم يهاجم أيا من الدول الغربية باستخدام القوة.

لهذا السبب، يجب على الغرب فهم أن بوتين ليس مقيدا عن استخدام منظور واسع من الحروب بما فيها القوة الإلكترونية وقطع الطاقة وتدمير البنى التحتية، ولكل هذا فخفض إنتاج النفط الذي أعلنته منظمة “أوبك+” وتدمير أنابيب نقل الغاز “نوردستريم 1 و2” هي صورة عما يمكنه عمله. ويجب أن يكون الغرب حذرا من هجمات أخرى على شبكات الغاز تحت الأرض والإنترنت والأقمار الاصطناعية ومنشآت الفضاء، وكذا قطع التيار الكهربائي في الولايات المتحدة وأوروبا.

وما يمكن الاستفادة منه من تدمير نورد ستريم هو أنه تأكيد على دور روسيا القذر فيه، ومحاولة بوتين البحث عن بدائل للانتقام. وما يثير الدهشة أن روسيا أُقنعت للعودة إلى اتفاق نقل الحبوب من موانئها والموانئ  الأوكرانية إلى العالم. وربما لم يكن الغرب قادرا على ردع  الحروب الأقل، إلا أن سياسة الردع النووي أثبتت نجاعتها.

* المسؤول السابق في إدارة باراك أوباما

Putin Doesn’t Need Nukes to Harm the West

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى