ترجمات أجنبية

ميدل إيست آي – يوسي ميلمان ودان رافيف – مشاركة الموساد في مواجهة كورونا محاولة من نتنياهو لتقوية صورته

ميدل إيست آي – يوسي ميلمان ودان رافيف – 24/4/2020

في قراءة مشتركة لكل من يوسي ميلمان ودان رافيف لدور الموساد بمكافحة فيروس كورونا بإسرائيل، نشرها موقع “ميدل إيست آي” البريطاني ،  قالا فيها إن المسألة لا تتعلق بمحاولة مؤسسة أمنية وجهاز استخباراتي قوي متخصص بالعمليات الخارجية والاغتيالات توفير الأجهزة الطبية وسد النقص الذي أصاب الخدمات الصحية ،بقدر ما كانت مناورة ناجحة لعبت في ساحة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي أمن مستقبله السياسي.

وقالا إن نتنياهو خرق قواعد السرية عندما أعلن الشهر الماضي أنه أمر الموساد بشراء الأجهزة الطبية والإمدادات الضرورية لمواجهة فيروس كورونا. وبعد أسابيع بدا أن المحاولة لم تكن إلا من أجل تقوية صورته، مع أن هذا التكتيك قد يرتد سلبا عليه. وجاء إقحام الموساد بالحرب ضد الفيروس ليثير خيال الإعلام الذي توقع قيام الجواسيس الإسرائيليين باستخدام الخداع وأخذ الأجهزة الضرورية للحياة من أفواه الأطفال. ويعارض الكثير من قادة الموساد السابقين والموظفين الحاليين تدخل الجهاز في الأمور المدنية. ويقولون إن تدخله يؤدي إلى نتائج غير مرضية ولا يقدم إلا إنجازات متواضعة.

“هدف نتنياهو الرئيسي هو تمديد فترة حكمه التي مضى عليها 11 عاما بدلا من إنقاذ أرواح المواطنين الإسرائيليين “.

“وقالوا إن هدف نتنياهو الرئيسي هو تمديد فترة حكمه التي مضى عليها 11 عاما بدلا من إنقاذ أرواح المواطنين الإسرائيليين.

ومنذ انتخابات 2 آذار/مارس التي لم تخلص إلى نتائج حاسمة ،وزع نتنياهو وقته بين مواجهة فيروس كورونا والمفاوضات الحساسة لتشكيل حكومة ائتلافية. ووافق في النهاية ببني غانتس، رئيس هيئة الأركان السابق وزعم تحالف أزرق وأبيض على تشكيل حكومة وحدة وطنية مع نتنياهو، وبهذا تخلى عن كل معتقداته و أجندته التي قامت بالضرورة على معارضة نتنياهو. وحدث كل هذا في ظل اتهامات التزوير والرشوة التي تلاحق نتنياهو والتي كان سيواجه بها في المحكمة في الأشهر المقبلة. وبالنسبة لوسسة الموساد التي لا متحدث رسمي لها أو مسؤول علاقات عامة ،فقادتها يتمتعون بالسمعة الأسطورية. فأعداء إسرائيل من الدول والأفراد والمنظمات يخافون من الجهاز. ويحترم القادة السياسيون في الدول الصديقة عملاء الموساد نظرا لكفاءتهم وحضورهم البارز في زمن الحرب والسلم أو الوباء. وكان نتنياهو حريصا على ربط نفسه بالجهاز وإخراجه للعلن في محاولة منه لكي يعلم الرأي العام أنه لا يتوانى عن أي جهد حتى الطلب من الجهاز الأمني توفير الأجهزة الطبية التي تحتاجها البلاد. وكان يحاول إبعاد فكرة أن إسرائيل في ظله لم تكن جاهزة لمواجهة الفيروس.

ورغم تاريخ الحروب والإرهاب والخوف من استخدام الأعداء الأسلحة البيولوجية لم يكن لدى البلاد ما يكفي لمواجه الفيروس. وتعرف إسرائيل بقدراتها التكنولوجية الفائقة لكن عندما يتعلق بأجهزة التنفس والملابس الواقية للعاملين في القطاع الصحي فإن المخازن كانت فارغة.

وقالا إن نتنياهو كان يريد أيضا بناء سمعة جيدة لمدير الموساد الذي اختاره بنفسه، أي يوسي كوهين والذي قضى 3 أعوام يعمل مستشارا للأمن القومي له ويتمتع بثقته الكاملة.

“لم يكن كوهين رافضا الإنجرار إلى لعبة تخدم طموحات سيده السياسية. ففي نيسان/إبريل مضى كوهين وبإصرار من نتنياهو في أكبرعملية سرقة وثائق عن البرنامج النووي الإيراني “.

ولم يكن كوهين رافضا الإنجرار إلى لعبة تخدم طموحات سيده السياسية. ففي نيسان/إبريل مضى كوهين وبإصرار من نتنياهو في أكبر عملية سرقة وثائق عن البرنامج النووي الإيراني والتي كشفها رئيس الوزراء بنفسه للعالم. وبدأ نتنياهو بتحضير مدير الموساد كخليفة محتمل له مسلطا الضوء على رجل أرسله إلى عالم السرية والاغتيالات والعمليات الأخرى. وعاد جهاز الموساد إلى عملية اختراع الأساطير وترك الإعلام الدولي يتحدث عن قصص جيمس بوند الإسرائيلي الذي وفر المواد المهربة إلى المستشفيات الإسرائيلية. وأقام كوهين وكبار المسؤولين معه في مركز شيبا الطبي ولم يبذل أي جهد لنفي القصص. ففي الوقت الذي قام به الجهاز بوضع أجهزة كمبيوتر في مركز للتحكم إلا أن القرار النهائي هو للأطباء والخبراء والمسؤولين من وزارتي الصحة والمالية الذين يقومون بتنسيق المعركة ضد فيروس كورونا. وقاموا بجهد جيد حيث لم يتجاوز عدد الوفيات عن 193 في بلد يصل تعداده 9 ملايين، والسبب هو عملية المتابعة التي تتفوق على أي شيء عملته الحكومات الغربية. فقد أمر نتنياهو جهاز الأمن الداخلي- شين بيت- بإرسال رسائل نصية للإسرائيليين الذين كانوا قريبين ولو أمتار من أشخاص مصابين بالفيروس. وكان تحديد موقع كل هاتف بالبلد مفتاح لهذا.

وبسبب الجهود المشتركة وقعت إسرائيل على عقود لشراء 14.000 جهاز تنفس وأطنان من الأوكسجين وملايين الأقنعة والمناظير والملابس الطبية مع مزودين طبيين في الصين وأوروبا ولم يتم سرقة أي منها كما تخيل الإعلام. وهناك إسرائيليون على معرفة بالأمر عبروا عن مخاوفهم من الضرر الذي حصل على سمعة الموساد. كما أن إشغال الجهاز بقضايا محلية ربما حرف انتباهه عن القضايا الأساسية التي تثير مخاوف إسرائيل. وفوق كل هذا قالوا إن قرار نتنياهو وكوهين جر الموساد إلى عملية مدنية لا خبرة له فيها لم يكن حكيما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى