ميدل إيست آي - بقلم دانيال هيلتون – 30/6/2020 "مع سعي نتنياهو للكشف عن خطته لضم أجزاء من الضفة الغربية من جانب واحد هذا الأسبوع ، تنظر MEE في ما تحتاج إلى معرفته" . مع سعي نتنياهو للكشف عن خطته لضم أجزاء من الضفة الغربية من جانب واحد هذا الأسبوع، يشرح لنا دانييل هيلتون في تقرير بموقع «ميدل إيست آي» ما نحتاج إلى معرفته عن الخطة الإسرائيلية. وإليكم ترجمة التقرير بالكامل: ألمحت الحكومة الإسرائيلية إلى إمكانية الكشف عن خطط ضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة اعتبارًا من الأول من يوليو (تموز) الجاري. وقد أدان حلفاء إسرائيل وخصومها هذه الخطوة على أنها تصعيد خطير يمكن أن يزعزع استقرار الشرق الأوسط. يجيب موقع «ميدل إيست آي» عن بعض الأسئلة الرئيسية حول ما تسعى إسرائيل إلى القيام به، وما يمكن أن يحدث بعد ذلك : 1- ماذا تريد الحكومة الإسرائيلية ؟ هذا غير واضح. بشكل عام، قالت حكومة نتنياهو إن ما يصل إلى 30% من الضفة الغربية يمكن ضمه، بما في ذلك كتل من المستوطنات غير القانونية ووادي الأردن الاستراتيجي وشمال البحر الميت. ومع ذلك، فإن التوقعات بأن الإعلان سيكون أخف، على أي حال. ألمح مسؤولون في وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنه يمكن تطبيق الضم على مراحل في محاولة لاسترضاء الأردن المجاور، بعد أن حذر الملك عبد الله الثاني من أنه يمكن أن يؤدي إلى «صراع واسع النطاق» ورفضه الرد على اتصالات نتنياهو. 2- ما هي السيناريوهات المحتملة؟ نوقشت العديد من الخطط المحتملة، وكلها كانت كارثية للفلسطينيين. يشمل السيناريو الأول ضم كامل المنطقة «ج» بالضفة الغربية، الجزء الذي تسيطر عليه إسرائيل بالكامل بموجب اتفاقيات أوسلو. وسيشمل ذلك جميع المستوطنات غير القانونية، التي تضم حوالي 400 ألف مستوطن إسرائيلي، وغور الأردن. ويشمل السيناريو الثاني فقط وادي الأردن الذي تطالب به إسرائيل. إن غور الأردن غني بالموارد وموقعه استراتيجي للغاية، ويضم حاليًا 56 ألف فلسطيني و11 ألف مستوطن إسرائيلي. في السيناريو الثالث، ستضم إسرائيل الكتل الاستيطانية الرئيسية: معالي أدوميم، آرييل وغوش عتصيون، التي يبلغ عدد سكانها مجتمعة حوالي 85 ألف إسرائيلي. تمتد معالي أدوميم بين القدس الشرقية المحتلة والضفة الغربية، وتقع جوش عتصيون على أطراف مدينة بيت لحم الفلسطينية المقدسة، في حين تقع أرييل في وسط المنطقة، وتطل على نابلس. سيؤدي ضم هذه المناطق إلى قطع أجزاء كثيرة من الضفة الغربية عن القدس وبيت لحم، وخلق جيوب إسرائيلية في قلب أي دولة فلسطينية مستقبلية. السيناريو الثالث هو الأكثر احتمالاً في الوقت الحالي. 3- متى يمكن أن يحدث الضم؟ وفقًا لاتفاق الائتلاف الحكومي الذي وقعه نتنياهو ومنافسه وزير الدفاع بيني جانتس، كان من الممكن اقتراح تشريع بخطة الضم في وقت مبكر من اليوم الأربعاء. سيكون ذلك مجرد بداية لعملية تشريعية، إذ تمر المسودة عبر لجان وقراءات مختلفة قبل عرضها على البرلمان الإسرائيلي، الكنيست. يمكن إجراء تغييرات كبيرة على مسودة الخطة في تلك العملية، والتي قد تستغرق أسابيع، على الرغم من أنه من المحتمل أن أي اقتراح سيوافق عليه عدد كاف من الأطراف في الحكومة، وسيمر عبر البرلمان دون الكثير من المتاعب. 4- هل الضم قانوني؟ بالطبع لا. الضم من جانب واحد للأراضي المحتلة غير قانوني بموجب القانون الدولي. تفضل الحكومة الإسرائيلية وصفها بأنها «ممارسة للسيادة»، على الرغم من أن ذلك لا يحدث فرقًا قانونيًا كبيرًا. لكن الشرعية لم تمنع إسرائيل من الضم من قبل. منذ حرب عام 1967، ضمت إسرائيل القدس الشرقية المحتلة ومرتفعات الجولان السورية في تحركات لم يعترف بها المجتمع الدولي. وأي ضم إسرائيلي لن يغير وضع الأرض على أنها محتلة عسكريًّا. 5- ماذا سيحدث للفلسطينيين؟ على عكس سكان القدس الشرقية والجولان، لن يحصل الفلسطينيون في الضفة الغربية على الجنسية الإسرائيلية أو الإقامة الدائمة. بدلاً من ذلك، أخبر نتنياهو صحيفة يسرائيل هايوم الموالية للحكومة أن الفلسطينيين سيعيشون في تجمعات معزولة تحكمها السلطة الفلسطينية، وتحيط بها أراض تعتبر إسرائيلية. وقال إنه إذا جرى ضم غور الأردن، فإن مدينة أريحا ستبقى تحت الحكم الاسمي للسلطة الفلسطينية، في حين ستعيش مدن وقرى فلسطينية أخرى تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية. 6- هل الحكومة الإسرائيلية متوافقة على الخطة؟ لا، مع أن جانتس كان يدعم الضم علنًا، فقد فعل ذلك بالعديد من المحاذير. قال وزير دفاع الاحتلال يوم الثلاثاء إن الضم سيجري تأجيله حتى القضاء على جائحة الفيروس التاجي. لقد جرى تشكيل حكومة الائتلاف الإسرائيلية ظاهريًا باعتبارها إدارة طوارئ للتعامل مع كوفيد-19. ولكن رد نتنياهو أنه ليس من سلطة جانتس تقرير ما إذا كان سيتم تقديم مشروع قانون أم لا، وهذا صحيح. لكن فرصة الضم ضئيلة للغاية دون دعم نواب جانتس، الذي شدد على أن أي ضم يجب أن يتم بالتنسيق مع حلفاء إسرائيل وشركائها الدوليين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة. 7- أين تقف الولايات المتحدة؟ تحتفظ واشنطن بأوراقها سرا. كان الضم عنصرًا رئيسيًا في مخطط دونالد ترامب لما يسمى «صفقة القرن» لمعالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ومع ذلك، كان من المخطط تنفيذه فقط إلى جانب الخطوات نحو إنشاء دولة فلسطينية «مستقلة». من الخارج، يبدو أن هناك أفكارًا متضاربة داخل إدارة ترامب. ديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، مؤيد بشدة للمستوطنين وقد دفع بقوة لمنح الضوء الأخضر لضم أحادي الجانب. لكن هذا من شأنه أن يقتل فعليًا صفقة ترامب الخبيثة التي حظيت بدعاية كبيرة، وجرى الكشف عنها فقط في يناير (كانون الثاني). وكان من المتوقع أن يدلي المسؤولون الأمريكيون ببيان يحدد موقفهم بعد مشاورات الأسبوع الماضي، لكنهم حتى الآن لم يفعلوا بذلك. 8- هل الإسرائيليون مؤيدون للخطة؟ كان الضم بمثابة تعهد رسمي في الحملة الانتخابية الأخيرة لنتنياهو. وقد ساعده على الفوز بأكبر عدد من مقاعد الكنيست، لكن رئيس الوزراء لم يحصل على أغلبية، مما اضطره للاتفاق مع جانتس. ولكن حتى بين الإسرائيليين الذين يؤيدون الضم هناك اختلافات كبيرة. تعتبر فكرة الدولة الفلسطينية لعنة لقادة المستوطنين الإسرائيليين وغيرهم من القوميين المتطرفين، الذين يرون كل الأراضي الواقعة بين البحر الأبيض المتوسط ونهر الأردن على أنها أرض إسرائيل الكبرى. "وهذا يعني أن الضم التدريجي إلى جانب تنفيذ خطة ترامب سيرفضه جزء من ناخبي نتنياهو ". كانت استطلاعات الرأي حول هذه المسألة متناقضة إلى حد ما. كشف استطلاع في 7 يونيو (حزيران) أن 41.7% من الجمهور يعارضون الضم مقابل 32.2% يؤيدونه. ومع ذلك، أشار استطلاع سابق إلى أن نصف الإسرائيليين يؤيدون الخطة، على الرغم من انقسامهم حول ما إذا كانوا سيفعلون ذلك دون دعم من الولايات المتحدة. 9- ماذا كان رد الفعل الفلسطيني؟ رفضت القيادة والشعب الفلسطيني خطة الضم بغضب. قالت السلطة الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس في مايو (أيار) إنها ستقطع جميع الاتفاقات والتفاهمات مع إسرائيل والولايات المتحدة. على الرغم من الحفاظ على التنسيق الأمني إلى حد كبير، تم قطع العلاقات البيروقراطية الأخرى، مما أدى إلى نتائج مميتة. فقد أصيبت عمليات النقل الطبي بين قطاع غزة المحاصر وإسرائيل بالشلل، وتوفي طفلان في حالة خطيرة من المرض في وقت سابق من هذا الشهر، لعجزهم عن الحصول على العلاج الذي يحتاجون إليه. كما ألمحت السلطة الفلسطينية أنها ستمزق اتفاقات أوسلو وتعلن الاستقلال في حال الضم. وفي غزة، وصف مسؤولو حماس الضم بأنه دليل على فشل عملية أوسلو التي سايرتها منافستها فتح. ويشعر قادة الأمن والجيش الإسرائيليون بالقلق من أن الضم قد يشعل حربًا أخرى مع الفصائل المسلحة في غزة، على الرغم من أن محللين أخبروا ميدل إيست آي أن حماس ستنتظر على الأرجح لرؤية رد فعل السلطة الفلسطينية قبل اتخاذ أي خطوات بنفسها.